اعتبرت الخرطوم أن التهديد الليبي بإسقاط أي طائرة عسكرية سودانية تدخل مجال ليبيا الجوي، «لا يعني شيئاً». ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية عن الناطق باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد قوله: «لا يخترق السودان الأجواء الليبية بطيرانه الحربي، كما أن أي دولة في العالم لها الحق في التعامل مع أي طيران عسكري يخترق أجواءها من دون إذنها، بغير (حاجة إلى) تهديد أو تحذير». وشكك الناطق السوداني في أن يكون هذا القرار «رسمياً وصادراً من جهة ذات صفة اعتبارية» لأنه «تنقصه الدقة». وأضاف: «لو قبلنا التحذير في شأن الطيران العسكري، فماذا عن الطيران المدني الخاضع لمعايير واتفاقات وبروتوكولات عالمية تنظم شبكته بكل دقة في كل العالم». يأتي ذلك بعد تحذير سلاح الجو الليبي، التابع لقوات اللواء خليفة حفتر السودان وتركيا من دخول أي طائرة تابعة لهما، سواء مدنية أو عسكرية، إلى الأجواء الليبية، وهدد بإسقاط أي طائرة تخترق الأجواء الليبية. ودفع ذلك الخطوط التركية إلى إلغاء رحلاتها إلى ليبيا. وتزامن هذا التهديد مع قرار الحكومة الليبية الموالية للبرلمان المنعقد في طبرق، منع دخول السوريين والسودانيين والفلسطينيين إلى الأراضي الليبية، بسبب «معلومات عن تورطهم بعمليات إرهابية ضد الجيش والشرطة». من جهة أخرى، دانت الخارجية الأميركية غارة شنها سلاح الجو الليبي على ناقلة الوقود اليونانية «ارييفو» قبالة سواحل درنة (شرق)، ما أسفر عن مقتل اثنين من أفراد طاقمها وجرح آخرين. وحذرت الناطقة باسم الخارجية الأميركية جنيفر باساكي من أن «استمرار العنف ضد مصالح المدنيين وتصاعده، أدى إلى زيادة حدة الصراع في شكل يهدد الوحدة الوطنية وحيادية مؤسسات الدولة المهمة واستقلالها، بما في ذلك المؤسسة الوطنية للنفط». وتواصلت الغارات الجوية للطائرات التابعة لحفتر على مناطق في وسط البلاد. وأصابت غارة مزرعة لأحد المواطنين في غرب سرت. كذلك استهدفت غارتان منزلين في منطقة بن جواد في «الهلال النفطي»، كما أعلن إسماعيل الشكري الناطق باسم «عملية الشروق» المناهضة لحفتر. وأردف الناطق أن مروحية تابعة لحفتر ألقت براميل متفجرة في محيط ميناء السدرة النفطي، ولم تتسبب في أي أضرار بشرية. ودان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الغارات الجوية على المدن الليبية، ورأى أنها «تؤذي الشعب الليبي». وشدد أردوغان على أن حل الأزمة في ليبيا سياسي، داعياً إلى تشكيل هيئة سياسية وطنية لحل الأزمة بطرق سلمية وديبلوماسية. وحض الرئيس التركي المجتمع الدولي والأممالمتحدة على السعي إلى حل سلمي للأزمة الليبية والنأي عن التدخل العسكري واستخدام القوة. إلى ذلك، أبدى الاتحاد الأوروبي أسفه لتأجيل الحوار بين أطراف النزاع، والذي دعت إليه الأممالمتحدة مطلع الأسبوع الحالي. وقالت كاترين ري الناطقة باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي: «نشجع الأطراف المعنية على العودة إلى طاولة الحوار بأسرع وقت ممكن والمشاركة فيه في شكل بناء». وجددت التشديد على موقف الاتحاد الثابت حول أهمية الحوار بين الأطراف الليبية، باعتبار أنه السبيل الوحيد لإيجاد حل للأزمة في ليبيا. يأتي ذلك بعد التأجيل الثالث من نوعه لجولة الحوار بسبب خلافات حول أجندته ومكان انعقاده وصفة المشاركين فيه. الجزائر في غضون ذلك، عبر نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش الجزائري أحمد قايد صالح أمس، عن دعم بلاده ل «جهود الوساطة» في ليبيا «بعيداً من أي شكل من أشكال التدخل»، وذلك لمناسبة انعقاد اجتماع لجنة رؤساء أركان جيوش دول الساحل. وانعقد الاجتماع برئاسة صالح في تمنراست جنوبالجزائر، في حضور رؤساء الأركان في مالي وموريتانيا والنيجر. وتعارض الموقف الصادر عنه مع دعوات إلى التدخل في ليبيا، عبر عنها رئيس النيجر محمد يوسف بعد لقائه وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان الأسبوع الماضي. على صعيد آخر، دارت اشتباكات متقطعة بالأسلحة الثقيلة في محور الجميل ومحيط قاعدة الوطية الجوية، غرب البلاد، بين قوات «فجر ليبيا» و «جيش القبائل» المتحالف مع حفتر. وتحاول «فجر ليبيا» السيطرة على قاعدة الوطية لمنع استخدامها في الغارات الجوية على مواقع غرب البلاد.