دخل الأمير الاردني علي بن الحسين، نائب رئيس "فيفا"، السباق الرئاسي للاتحاد الدولي لكرة القدم اليوم (الثلثاء)، بعدما أعلن ترشحه رسمياً في وجه الرئيس الحالي للاتحاد، السويسري جوزيف بلاتر، ونائب أمين عام الاتحاد الدولي سابقا الفرنسي جيروم شامبين. وتنتهي مهلة تقديم طلبات الترشيح في 29 كانون الثاني (يناير) الحالي، في حين تجرى الانتخابات في 29 أيار (مايو) من العام الحالي في زيوريخ. وتنقسم المعركة الانتخابية بين فريقين، الأول داعم لبلاتر، والثاني مناهض له وعلى رأسهم الاتحاد الأوروبي. وكان بلاتر (78 سنة) أعلن في مطلع أيلول (سبتمبر) الماضي أنه سيترشح لولاية جديدة للمنصب الذي يشغله منذ عام 1998 (أربع ولايات) في تناقض مع تعهده عام 2011 بالتنحّي عام 2015. وتعرّض الإتحاد الدولي برئاسته الى إنتقادات حادة في الآونة الأخيرة على خلفية فضائح الفساد بين أعضائه والاتهامات لبعضهم بتقاضي مقابل مادي للتصويت لصالح روسيا وقطر لاستضافة كأسي العالم 2018 و2022. وعلى رغم ذلك، لا يزال بلاتر منافساً بارزاً، فرغم معارضة الاتحاد الأوروبي بشدة لإعادة انتخابه، إلا أنه حصل على تأييد الأغلبية في الاتحادات القارية الأخرى وهي الاتحاد الآسيوي والافريقي واتحاد أميركا الجنوبية واتحاد شمال ووسط أميركا والكاريبي "الكونكاكاف" واتحاد أوقيانوسيا لكرة القدم. أما حظوظ الأمير علي بن الحسين (شقيق ملك الأردن عبد الله الثاني)، بالفوز فلا تبدو مضمونة، والسبب الرئيس أن الإتحاد الآسيوي، برئاسة البحريني سلمان بن إبراهيم آل خليفة، أعلن دعمه لبلاتر على رغم الأنباء التي تحدثت عن إمكان ترشح الأمير الأردني. وقال رئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ سلمان آل خليفة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي: "أوضحنا ذلك خلال المؤتمر السنوي في يونيو، وخلال الترشيح الرسمي عندما رشح الرئيس بلاتر نفسه، وقلنا إن الاتحاد الآسيوي يؤيد سيب بلاتر في الانتخابات المقبلة". وأضاف: "هذا هو قرار المؤتمر السنوي واللجنة التنفيذية، وما سمعته في وسائل الإعلام غير رسمي تماماً، ولا يمكنني التعليق عليه، وأعتقد أن الأردن والأمير علي كانا جزءاً من هذا المؤتمر السنوي". لكن الحسين يحظى بدعم أوروبي. فالاتحاد الأوروبي (ويفا) يبدو متحمساً لترشحه. وذكرت تقارير أوروبية أن رئيس "ويفا" الفرنسي ميشيل بلاتيني، يقود جهوداً سرية حثيثة من أجل حشد الدعم بن الحسين. وكانت صحف إنكليزية ذكرت أن الأمير علي بن الحسين فكّر في المنافسة بعد أن تلقى دعماً من بلاتيني. وكان بلاتيني، قال قبل أسبوعين إن "الوقت حان كي يترك بلاتر الساحة". وأعلن أنه لن يخوض انتخابات رئاسة "فيفا". وقال في هذا الصدد "انها ليست اللحظة المناسبة، لم تحن ساعتي بعد. هذا خيار القلب، سأتقدم لولاية جديدة على رأس الإتحاد الأوروبي. لن أخوض انتخابات فيفا". أما شامبين (56 سنة) الذي شغل منصبي نائب أمين عام الإتحاد الدولي ورئيس العلاقات الدولية في "فيفا"، وكان الذراع الأيمن لبلاتر، فأعلن عن ترشحه لرئاسة "فيفا" قبل عام بالتحديد، لكنه لا يملك أي أمل بالفوز. فهو رحل عن منصبه في 2010 بعد 11 عاماً من العمل فيها إثر صراع مع رئيس الإتحاد الآسيوي السابق القطري محمد بن همام ومع بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي. ويركز شامبين في حملته على ما يعتبره غياب الديموقراطية في الاتحاد الدولي الذي يؤدي إلى تآكل الثقة به، ويدعو إلى حملة إصلاحية وتطويرية في "فيفا" لكي يكون بمستوى متطلبات القرن الواحد والعشرين. ونشر في العام 2012 وثيقة من 26 صفحة تفصّل رؤيته إزاء طريقة إدارة شؤون كرة القدم في القرن الحادي والعشرين ونشر صفحات إضافية لاحقاً استفاض فيها بشرح فكرته. وكان القطري محمد بن همام المنافس الأول لبلاتر إلاّ أنه صدر قرار بعدم أهليته للترشح بسبب إيقافه نتيجة لثبوت استخدامه إغراءات المال مع بعض رؤساء اتحادات دول الكاريبي مقابل التصويت لصالحه. وهناك أيضاً شخصيات أخرى طرحت أسماؤها ولكنها لم تعلن الترشّح بعد وتعتبر أقل حظاً، مثل رئيس الكونكاكاف جيفري ويب الذي يعمل على مكافحة العنصرية ضمن "فيفا" والسكرتير العام للاتحاد جيروم فالكه.