اعتبر رئيس نادي مانشستر سيتي خلدون المبارك ان استثماراً بحجم ما قدمته مجموعة ابو ظبي «رويال غروب» المدعومة من الشيخ منصور بن زايد، فقط سيكون قادراً على كسر احتكار الاندية الاوروبية الكبيرة، نافياً ان تكون هذه الاستثمارات ضارة بكرة القدم بحسب ادعاءات رئيس الاتحاد الاوروبي للعبة، معتبراً انها مبنية على قاعدة متينة وقوية على عكس الاستثمارات الاخرى. وكان المبارك تحدث بعمق لعدد من الصحف الاجنبية عن اسثمارات مجموعته في النادي الانكليزي، مدافعاً عن المبالغ التي صرفت على ضم 11 لاعباً منذ شراء النادي الصيف الماضي، والمقدرة ب200 مليون جنيه، بانها صحية ولا خطر منها على اللعبة بحسب ادعاءات بلاتيني كونها ضخمت مبالغ بدل الانتقالات في خضم الازمة العالمية. وقال المبارك: «قد أوافق رأي بلاتيني اذا كنا نبني النادي عن طريق أموال مستدانة، لان الديون تقود الى نتائج هدامة وسلبية، ورأينا هذا يحدث في الماضي، لكن في وضعنا فانني أؤكد ان مانشستر سيتي سيبقى في وضع مالي رائع وصحي لانه ليست هناك أي ديون عالقة عليه، لان اموالنا تأتي من استثمارات دائمة... أعتقد ان ما فعلناه مجرد تحفيز المنافسة بين الاندية بصورة عادلة». وأعلن بلاتيني قبل قرعة دوري الابطال في الشهر الماضي مبادرة «خطوات اللعب العادل مادياً»، كما كشف عن اقتراحات قد تمنع الاندية من التعامل والتصرف بقدرات تفوقها مادياً، ان كان عن طريق الديون او استثمارات من الاثرياء. وكي تتمكن الاندية من المشاركة في المسابقتين الاوروبيتين بدءاً من موسم 2012-2013، فان الاتحاد الاوروبي وبمساندة «اتحاد الاندية الاوروبية» قدم اقتراحاً بان تثبت الاندية ان ما انفقته على لاعبين جدد كان من مدخولها التلفزيوني ومن ايرادات بيع البطاقات ومن نشاطها التجاري. واعتبر رئيس نادي بايرن ميونيخ الالماني، رئيس «اتحاد الاندية الاوروبية»، كارل هاينز رومينيغيه ان «ضمن الصراع لتكريس النظام والعدالة المادية بين كل الاندية الاوروبية فان اقتراحات الاتحاد الاوروبي ستبدأ بعلاج اللعبة». وأكد المبارك انه لم يقرأ تفاصيل هذه الاقتراحات، معتبراً ان حرمان رؤساء الاندية من الاستثمار في اندية تعتبر «وسطية» سيقود الى تشديد الاندية الكبيرة على احتكارها للالقاب ويزيدها ثراء، وقال: «الجدل حول عدم صحية استثماراتنا سيقود الاندية الكبيرة، التي تحتكر غالبية الايرادات، الى البقاء في مركزها على القمة، وهذا النظام يجب ان يستثمر. هل السيد بلاتيني يعني بكلامه ان لقب اللاليغا يجب ان يبقى بين ريال مدريد وبرشلونة»؟. وكان السكرتير العام للاتحاد الاوروبي ديفيد تايلر اصدر بيانا رسمياً عن الاحوال المادية بين الاندية الاوروبية كشف فيه ان ربع الاندية الاوروبية الكبيرة حققت خسائر كبيرة خلال السنة الماضية، والنسبة الاكبر ضمن الاندية الانكليزية، ووضع اللوم المباشر على «تأثير التضخم الدائم لبدل انتقالات اللاعبين»، علماً ان بلاتيني في معرض سرده للاقتراحات الجديدة أشار الى مانشستر سيتي بالاسم كمثال على ناد يصرف المال في صورة أكبر من حجم قوته التجارية، وبفضل استثمارات الشركة الظبيانية. وكان بلاتيني، قال: «بإمكان مسؤولي مانشستر سيتي صرف 300 مليون جنيه ان ارادوا لكن ان لم يوازنوا كشوفاتهم ويعادلوا بين مداخيلهم ومصاريفهم في غضون ثلاث سنوات فلن تسمح لهم المشاركة في المسابقتين الاوروبيتين». ورد المبارك بتأكيده على «غياب القوانين الواضحة ونظام يعفي من التكاليف على غرار كل الالعاب الرياضية الاميركية التي توازن بين الاندية وتؤكد على العدالة المادية بينها... الشيخ منصور جلب منافسة صحية الى اللعبة التي تحتكرها الاندية الثرية»، مشيراً الى ان الاندية الانكليزية في وضعها الحالي مبنية على اسس تجارية واستثمارية، ومفتوحة على عروض رجال الاعمال والمستثمرين. وقال: «أقدر الجدل الدائر حول الاموال الطائلة لكنني سأجيب كالآتي: نعم مانشستر سيتي ناد، لكنه تجارة ايضاً، وفي التجارة تستغل كل مواهبك ومقوماتك لتنجح في التنافس مع الآخرين، ونحن نتنوق الى بناء النادي على الطريقة الصحيحة واضعين بالاعتبار تاريخ النادي وتراثه ومشجعيه». وكشف المبارك عن سبب صفقة شراء النادي، معتبراً ان الشيخ منصور عاشق للعبة ويؤمن بان صفقة شراء النادي تعتبر ناجحة الى أبعد الحدود، لان قيمة النادي ستتضاعف عندما يصبح ضمن الاندية الاوروبية الكبيرة. علماً ان مالكي النادي طوروا الآلة التسويقية لمانشستر سيتي بشكل هائل، ويفكرون في توسيع سعة استاد «سيتي اوف مانشستر» الى اكبر من 48500 مقعد، وبعد عدد من الاستثمارات الضخمة يأمل المالكون بان يكون في استطاعة النادي موازنة مصاريفه بمداخيله، على رغم ان المصاريف الحالية لم تكن على اللاعبين فقط، وانما على البنى التحتية للنادي وعلى الموظفين في الاقسام الادارية المختلفة، وختم المبارك بالتأكيد على ان مشروع النادي الانكليزي يصب ضمن طموح امارة ابوظبي بتنويع استثماراتها وعدم الاعتماد فقط على مداخيل البترول.