أعلنت الشرطة العراقية ان انتحارياً قتل أمس تسعة، على الاقل، وأصاب 33 في هجوم على مسجد يرتاده المصلون السنة في محافظة نينوى شمال العراق. وعثر أمس على حافلة مفخخة كانت معدة للتفجير وقال مسؤول عسكري رفيع المستوى أن «القاعدة» تستخدم تقنيات في التفخيخ يصعب اكتشافها. وتعتبر محافظة نينوى المعقل الرئيسي الأخير للمسلحين بعد اخراجهم من بغداد ومحافظة الأنبار بفضل تحالف بين شيوخ القبائل السنية والقوات الاميركية. وعلى عكس الهجمات على المساجد الشيعية تعتبر الهجمات على مساجد السنة أمراً غير مألوف. وذكرت الشرطة ان رجلاً فجر نفسه في تل عفر، على بعد 420 كيلومترا شمال غربي العاصمة خلال صلاة الجمعة أمس. وشهد العراق تراجعاً كبيراً في الهجمات خلال الثمانية عشر شهراً الماضية وابتعد عن العنف الطائفي الذي مزق البلاد منذ بضع سنوات. ولا تزال التفجيرات وإطلاق النار وعمليات القتل الأخرى تحدث بصورة يومية ومن المتوقع أن تزداد قبل الانتخابات العامة المقررة في كانون الثاني (يناير). إلى ذلك، يعمد عدد من عناصر تنظيم «القاعدة» في احدى المناطق الزراعية النائية خارج بغداد إلى تفخيخ السيارات بأسلوب من الصعب اكتشافه نظراً إلى حرفيته العالية. وقال اللواء عبد الكريم ماهر الشويلي، قائد الفرقة السادسة في الجيش، مشيراً إلى باص:»هذه الحافلة لو تم تفخيخها وتفجيرها في احدى المناطق المزدحمة في بغداد لأوقعت اضراراً بشرية ومادية بالغة». وأضاف الضابط، محاطاً بجنوده امام باحة أحد المنازل ان «التفخيخ اعد بشكل ذكي ومدروس وفق اساليب تنظيم القاعدة وتم اعداده بشكل لا يمكن اكتشافه». وعثرت قوة من الجيش على المكان من خلال معلومات استخباراتية مؤكدة اثناء عمليات بحث في هذه المناطق التي كانت من معاقل «القاعدة» في العراق. ففي احدى مزارع قضاء ابو غريب (20 كلم غرب بغداد)، اتخذ التنظيم من منزل احدى العائلات المهجرة، بسبب اعمال العنف الطائفي، مصنعاً للتفخيخ يطلقون منه قنابل الموت الموقوتة لإيقاع اكبر عدد ممكن من الضحايا. ويقع المنزل في منطقة زراعية وسط اعداد محدودة من المنازل المتناثرة، فيما عثر على الحافلة التي كانت قيد التفخيخ في الباحة وعدة الحدادة والمتفجرات متناثرة حولها. وقام العاملون في التفخيخ بتفريغ مقاعد الركاب في الحافلة وعمدوا الى ترك امكنة مجوفة تحتها بأسلوب حداد سيارات محترف يجلب صفائح جديدة لتغطية الأمكنة المجوفة بعد حشوها بالمتفجرات التي قال خبير انها تزن طنين ونصف الطن. بالإضافة الى ذلك، صنع المفخخون خزان وقود سعته 300 ليتر، لكنه يتسع لخمسين ليتراً فقط لأن الجزء الآخر صمم لحشوه بالمتفجرات. وأكد الشويلي ان الورشة التي تحتوي على مولدات كهرباء ومعدات للتلحيم ومقصات بحالة جيدة جداً «صنع سيارة واحدة لكن قوات الأمن اكتشفتها قبل تفجيرها في احدى مناطق ابو غريب». وأضاف ان «الإرهابيين بعد ان فقدوا مناطقهم في بغداد عمدوا الى استخدام المناطق الزراعية البعيدة لتفخيخ سياراتهم». وإلى جانب السيارات المفخخة، عثرت القوة كذلك على براميل مدفونة في الباحة الخلفية للمنزل تحتوي على عبوات لاصقة مصنعة محلياً تنفجرعندما تتحرك السيارة او لدى تعرضها لتيار هوائي. واعتقلت القوة التي لم تعثر على احد داخل المنزل اثناء عملية الدهم اربعة اشخاص، ثلاثة منهم مشتبه بهم وآخر مطلوب للقضاء منذ ثلاثة اعوام. وعثر داخل المنزل على مواد معدة للطبخ مما يوحي بأن المفخخين غادروا المنزل قبل فترة وجيزة من وصول القوات. وعل رغم عودة عشرات العائلات المهجرة، ما يزال هناك 15 منزلًا في هذه المنطقة لعائلات شيعية مهجرة تستغلها عائلات اخرى من دون موافقة اصحابها. وكشف الشويلي العثور على 12 حزاماً ناسفاً في منطقة ابو غريب في عمليات متفرقة منذ حوالى الشهر، كما اكد مقتل اثنين من الانتحاريين اثناء اقترابهم من حاجز امني قبل ايام قدرة قواته على مواجهة الإرهاب. وأضاف بينما كان يعاين المواد المتفجرة «نخوض معارك مع الإرهاب حالياً (...) وهو في تراجع وما تقوم به وحداتنا ليس الا الصفحات الاخيرة». وأكد ان «قواتنا المسلحة تعمل بثقة ووفق معلومات استخباراتية دقيقة، فالعمليات تخضع للدرس والتدقيق». ومنطقة ابو غريب التي تحد محافظة الأنبار من الشمال الغربي ومحافظة بابل من الجنوب الشرقي، مسرح لعمليات تهجير وقتل على الهوية، استغلت الجماعات المسلحة موقعها الزراعي المنبسط للاختباء والتنقل.