أعلنت وزارة الداخلية السعودية أمس مقتل ثلاثة رجال أمن، بينهم قائد حرس الحدود في المنطقة الشمالية، وإصابة آخرين، بينهم مدير العمليات في الحرس، وذلك في هجوم إرهابي نفذه متسللون إلى مركز سويف في جديدة عرعر. وعلمت «الحياة» أن الانتحاريين الأربعة ينتمون إلى تنظيم «داعش» وقدموا من العراق، وضبطت في مكان الحادث «أحزمة ناسفة وأسلحة متنوعة». في العراق، أعلنت قيادة العمليات في الأنبار أن «داعش» يسعى إلى السيطرة على المنافذ الحدودية مع السعودية والأردن. وأكدت أن التحالف الدولي يستعد لحماية هذه المناطق. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي في بيان أمس إن «إحدى دوريات حرس الحدود في مركز سويف التابع لجديدة عرعر في منطقة الحدود الشمالية، تعرّضت لإطلاق نار من عناصر إرهابية فجر أمس، أثناء رصدها تسلل أربعة من العناصر في محاولة لتجاوز الحدود السعودية عبر المركز»، وأضاف: «عند اعتراض دورية حرس الحدود المتسللين، بادر الإرهابيون بإطلاق النار، ما استدعى التعامل مع الموقف بما يقتضيه، وأسفرت المواجهة عن استشهاد ثلاثة رجال أمن من منسوبي حرس الحدود، وتم قتل اثنين منهما (المهاجمون)، فيما فجر الآخران نفسيهما بأحزمة ناسفة». ووجّه وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف أمس بنقل جثمان قائد الحرس في المنطقة الشمالية العميد عودة البلوي إلى مكةالمكرمة للصلاة عليه، ودفنه هناك. ونقل جثمان الفقيدين الآخرين إلى أماكن أسرتيهما، فيما نقل مدير العمليات العقيد سالم العنزي إلى مستشفى قوى الأمن في الرياض. وأوضح الناطق باسم الداخلية إن «المواجهة الأمنية وقعت في منطقة تكثر فيها النباتات العشبية في وادي عرعر، لكن قوات الأمن حاصرتهما (الانتحاريين) ووجهت إليهما نداء لتسليم نفسيهما، بيد أن أحدهما أقدم على تفجير نفسه، فيما لقي الآخر حتفه على أيدي رجال الأمن». وأضاف «عند مسح الموقع عثر على رشاش، ومسدس، وقنابل يدوية، وأحزمة ناسفة، إضافة إلى أوراق نقدية تطايرت من حقيبة كانا ينقلانها معهما والتحقق من المضبوطات جار بعد استكمال إجراءات التطهير الأمني للمنطقة التي تمت مواجهتها فيها». وجاء في بيان الداخلية أن تبادل إطلاق النار بين قوات الأمن والعناصر الإرهابية أسفر عن «استشهاد العميد عودة معوض البلوي، والعريف طارق محمد حلوي، والجندي يحي أحمد نجمي، فيما تعرّض العقيد سالم طعيسان العنزي، والجندي يحيى أحمد مقري للإصابة، وتم نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج وحالهما الصحية مستقرة». وأكد البيان عزم رجال الأمن «على التصدي لمحاولات الخوارج ومن يقف وراءهم، وإحباط مؤامراتهم للنيل من أمن الوطن واستقراره، مستمدين العون في ذلك من الله سبحانه وتعالى ومما يلقونه من دعم وتعاون المواطنين والمقيمين كافة». إلى ذلك، علمت «الحياة» أن المتسللين ينتمون إلى تنظيم «داعش»، قدموا إلى قرب مركز سويف التابع لقيادة قطاع جديدة عرعر «رافعين أيديهم لتسليم أنفسهم، وطالبوا بحضور قائد قيادة الحرس في الحدود الشمالية فاستجاب طلبهم في وقت مبكر، وعند اقتراب رجال الأمن فجّر أحدهم نفسه». يذكر أن العميد البلوي تولى منصبه قبل شهر. من جهة أخرى، أكدت قيادة العمليات في الأنبار أمس، وجود خطة لدى «داعش» للسيطرة على المعابر الحدودية بين المحافظة والأردن والسعودية، ولفتت إلى إحباط محاولة لدخول الأراضي السعودية، فيما يستعد التحالف الدولي لحماية هذه المنطقة. وكانت عناصر من التنظيم شنت هجوماً على مخفر عنازة الواقع على الحدود العراقية – السعودية ظهر أول من أمس، لكن قوات الأمن تمكنت من صد الهجوم، وبعد 12 ساعة شن التنظيم هجوماً آخر على المواقع الأمنية. وقال ضابط كبير في قيادة الفرقة السابعة التابعة لمركز عمليات الأنبار ل «الحياة» أمس، إن «معلومات استخباراتية وصلت الى مقر القيادة منذ مطلع هذا الشهر تؤكد بنية داعش السيطرة على المنافذ الحدودية مع الأردن والسعودية». وأوضح أن «الحدود تمتد إلى أكثر من 250 كلم وقد شددت السعودية إجراءاتها ونشرت قواتها وعدداً من الدبابات والدروع على طول الشريط غرب الأنبار، وعززت عناصرها في أبراج المراقبة ومخافر الرصد». ودانت دول مجلس التعاون الخليجي في بيان أمس «الحادث الإرهابي ضد رجال الأمن السعوديين»، وأعلنت أنه «عمل جبان»، فيما استنكرت هيئة كبار العلماء في السعودية الحادث، وأكدت أنه «جريمة عظيمة تحرمها الشريعة الإسلامية». وشددت الهيئة في بيانها على أنها «تؤيد ما تقوم به الدولة، من تتبع لمن ينتسب إلى فئات الإرهاب والإجرام والكشف عمَن ينتسب إلى داعش أو القاعدة وغيرهما، ويجب على الجميع أن يتعاونوا للقضاء على هذا الأمر الخطير لأن ذلك من التعاون على البر والتقوى».