أعلن رئيس الوزراء التونسي مهدي جمعة أنه سيزور فرنسا والولايات المتحدة الأسبوع المقبل بهدف تمهيد الطريق أمام الحكومة المقبلة و»الاطمئنان إلى مستقبل البلاد». ونظمت تونس أخيراً انتخابات اشتراعية ورئاسية اعتُبرت حرة وشفافة ومنحت البلد مؤسسات دائمة بعد 4 سنوات على الثورة التي أطلقت «الربيع العربي» وأطاحت بنظام الرئيس زين العابدين بن علي. وسيجري جمعة الذي سيحتفظ بمنصبه حتى تشكيل حكومة جديدة، محادثات غداً الإثنين في باريس مع نظيره الفرنسي مانويل فالس. وسيكون الثلثاء والأربعاء في نيويورك حيث سيلتقي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ثم في واشنطن حيث ستستقبله المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد ورئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم. وقال جمعة إن «استعراض وجهات النظر يمثل تقليداً جيداً، والتقليد الجيد أيضاً أن نمهد الأرض للحكومة المقبلة، للاطمئنان إلى مستقبل البلاد وطلب المزيد من التعاون لإنجاح هذه التجربة التونسية». وأكد رئيس الوزراء الذي تواجه بلاده منذ الثورة بروز حركات إرهابية، أن الانتخابات «كانت منظمة بشكل جيد وحظيت بالحماية من كل التهديدات»، مشيراً إلى «التقدم الكبير الذي تم إحرازه في مكافحة الإرهاب». من جهة أخرى، كشف جمعة في ردّه على أسئلة الصحافيين أنه تلقى عرضاً لترؤس الحكومة الجديدة. وقال: «نعم، لكن جوابي لم يتغير: لست معنياً. أنا جئت في مهمة محددة في الزمان والموضوع». وأضاف: «البلد اختار نظاماً ديموقراطياً قائماً على التداول ولن نكسر القاعدة عند أول تجربة». وتابع: «يمكن أن نمر عبر السلطة، ويمكننا أن نختار تركها، هذا هو الخيار الذي قمت به»، موضحاً أنه يعتزم «العودة إلى حياة طبيعية خاصة». وكلّف الرئيس التونسي الجديد الباجي قائد السبسي الأربعاء الماضي، حزبه «نداء تونس» الذي فاز في انتخابات تشرين الأول (أكتوبر)، بتقديم مرشح لمنصب رئيس الوزراء. في ظل تضارب بالآراء حول هذا الشأن في صفوف الحزب الحاكم. ويرى السبسي والمقربون منه أن رئيس الحكومة العتيد يجب أن يكون من خارج الحزب الحاكم لعدم العودة إلى حكم الحزب الواحد فيما تصرّ قيادات أخرى في «نداء تونس» على أن يتولى أحد قيادييها المنصب.