كشف وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق عن تقدم في المفاوضات في شأن الإفراج عن العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى «داعش» و «جبهة النصرة» في جرود عرسال ومنطقة القلمون السورية، مؤكداً أنه لن يعلن عنه في انتظار التوصل الى تصور نهائي في هذا الشأن. وأوضح أن المفاوضات «لم تعد باردة»، آملاً في التوصل الى حل لهذه القضية مع بداية العام الجديد. (المزيد) وقالت مصادر مطلعة ل «الحياة»، إن المفاوضات مع الخاطفين تتم عبر قنوات عدة، أبرزها من طريق نائب رئيس بلدية بلدة عرسال البقاعية أحمد الفليطي، في وقت يتردد أن هناك قنوات أخرى تعمل على خط التفاوض بين الدولة اللبنانية والخاطفين، ليس بينها الشيخ وسام المصري، الذي كان أُعلن عن تكليفه من قبل «داعش»، فيما نفت الدولة اللبنانية تفويضه. وأفادت معلومات غير مؤكدة أن التفاوض الذي أخذ طابعاً سرياً أكثر من أي مرة منذ انكفاء الوسيط القطري عن المهمة قبل زهاء شهر، يتناول الإفراج عن عدد من العسكريين المحتجزين مقابل الإفراج عن طليقة زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي سجى الدليمي، وعن زوجة القيادي في «النصرة» أبو علي الشيشاني، عُلا العقيلي وأولادهما، وأن تشمل المرحلة الأولى من «المقايضة» هذه تسليم جثة العسكري الذي سبق أن استشهد على يد خاطفيه، محمد حمية. وينتظر أهالي العسكريين المخطوفين لدى «النصرة» اتصالاً من قادتها بهم اليوم الأحد من أجل مواصلة تنظيم زيارات إفرادية لواحد من عائلة كل مخطوف إليه في جرود بلدة عرسال، في إطار «مبادرة حسن النية» التي قررتها «النصرة» بالسماح للأهالي بتفقد أبنائهم المحتجزين، على غرار ما حصل مع حمزة حمص والد الجندي وائل حمص، الذي زاره ليل الخميس. وقال حسين يوسف، الناطق باسم الأهالي ووالد أحد المخطوفين لدى تنظيم «داعش»، إن الأخير لم يبادر الى خطوة من هذا النوع، وإن أياً من الأهالي لم يتوجه أمس إلى جرود عرسال، لأن المنطقة شهدت سخونة أمنية ومعارك (بين «النصرة» ومقاتلي «حزب الله» في محيط بلدة فليطة السورية). وكان حمزة حمص نقل الى الأهالي بعد لقائه ابنه، شروط «النصرة» للقاء أبنائهم المحتجزين لديها، وتقضي بعدم نقل أي أجهزة هاتف خليوي معهم، أو ثياب لأبنائهم، والسماح بنقل الطعام فقط، شرط أن يكون معداً من قبلهم وليس في مطاعم تجارية، وألا يتعدى المبلغ المالي الذي يودون تسليمه لأبنائهم ال500 دولار أميركي، وذلك لشراء حاجيات خاصة بهم. من جهة ثانية، تفاعلت أمس قضية الإجراءات التي أعلنت عنها المديرية العامة للأمن العام وحددت فيها شروط دخول السوريين الى لبنان، بعدما اعتبر بعض وسائل الإعلام أنها بمثابة فرض «تأشيرة» دخول على السوريين. ونفى وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس أن تكون هذه الشروط فيزا للدخول إلى لبنان. وكان الأمن العام أعلن الأربعاء الماضي إجراءات تنظيم دخول السوريين، طالباً مستندات لكل فئة: سياحة، زيارة عمل، مالك عقار، الدراسة والتعليم، قادمون للسفر عبر أحد الموانئ، العلاج الطبي، مراجعة سفارة أجنبية، والدخول بتعهد مسبق بالمسؤولية من مواطن لبناني. وأوضح الوزير أن القادمين السوريين سيملأون استمارة لمعرفة أسباب النزوح، وأن الأمن العام ينفذ قرار حكومياً، حيث إن المساحة لم تعد تكفي لاستقبال النازحين. وقال درباس ل «الحياة» إن كل ما في الأمر أن القادم الى لبنان عليه أن يحدد مسوِّغ الدخول. وعن دخول سوريين يعيشون في دول غربية أو عربية وفق إقامة رسمية في هذه الدول ويودون زيارة لبنان لتفقد أقارب أو الانتقال الى سورية، قالت مصادر رسمية إن مجرد تحديد مسوغ الدخول سيسهل الأمر عليهم، خصوصاً إذا كانت لديهم بطاقة عودة أو عنوان إقامة في لبنان. وذكرت أن قرار الأمن العام الأخير هدفه إثبات جدية السلطات اللبنانية في الحد من النزوح الذي يملأ المناطق اللبنانية، لا سيما إذا حصل من مناطق تقع على حدود دول أخرى، مثل الأردن وتركيا والعراق، اتخذت تدابير متشددة بدورها قد تدفع بالبعض الى الانتقال إلى لبنان. على صعيد آخر، أعلن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، أن تنظيم «داعش» يريد السيطرة على منطقة القلمون. وأكد في مقابلة مع وكالة «رويترز»، أن «داعش لا يريد السيطرة على القلمون لمجرد السيطرة فقط، إنما يريد تأمين ظهره في المنطقة من خلال التقدم والسيطرة على قرى لبنانية على تماس مع منطقة القلمون، لكن القوى العسكرية والأمنية على جهوزية تامة وتتابع الأمور بكل تفاصيلها في مواجهة هذا الاحتمال». وقال إن هذا الوضع الراهن سيبقى قائماً ومستمراً خلال المرحلة المقبلة، مشيراً الى أنه خلال فترة الأعياد عادة ما تتزايد المخاطر باحتمال وقوع هجمات، لأن الخصم يفترض أن القوى العسكرية تكون في حالة استرخاء، لكن القوى الأمنية اللبنانية على أهبة الاستعداد. وكانت أنباء ترددت عن أن الجيش اللبناني قصف أول من أمس مواقع ل «جبهة النصرة» في جرود عرسال وأوقع إصابات بقياديين كانوا يعقدون اجتماعاً فيها. كما تصدى لتسلل بعض المسلحين السوريين نحو جرود البلدة. ونعى «حزب الله» أمس 3 من مقاتليه سقطوا في سورية، بعد أن أعلنت «النصرة» عن حصول اقتحام لمواقعه في بلدة فليطا السورية أمس.