طلبت فلسطين رسمياً اليوم (الجمعة) من الأممالمتحدة الانضمام الى المحكمة الجنائية الدولية، ما سيمكنها من ملاحقة قادة إسرائيليين بتهمة ارتكاب «جرائم حرب». والقرار الفلسطيني الذي أثار غضب إسرائيل، سبب أيضاً استياءً لدى الولاياتالمتحدة التي اعتبرت أن من شأنه تأجيج النزاع في الشرق الأوسط. وبعد يومين على توقيع الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلب الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية، قدم السفير الفلسطيني في الأممالمتحدة رياض منصور رسالة رسمية في هذا الصدد في مقر المنظمة الدولية في نيويورك. ويفترض أن يدرس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الطلب، على أن يبلغ الدول العأضاء في المحكمة خلال مهلة 60 يوماً. وقال منصور إنها «خطوة مهمة جداً. نسعى إلى إحقاق العدالة لكل الضحايا الذين قتلوا بأيدي إسرائيل، القوة المحتلة». وبعد الانسداد الكامل للأفق السياسي الذي كان يفترض أن يتيح إقامة دولة فلسطينية مستقلة، نفذ عباس الأربعاء تهديده الذي لوح به منذ سنوات، وجاءت هذه الخطوة بعد فشل جهود استمرت لأشهر عدة، لحمل مجلس الأمن الدولي على اعتماد مشروع قرار يطلب إنهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية بحلول نهاية العام 2017. ونال مشروع القرار الفلسطيني ثمانية أصوات فيما كان يلزم تسعة أصوات من الدول ال 15 الأعضاء في المجلس من أجل اعتماده، شرط عدم استخدام أي من الدول الدائمة العضوية حق «الفيتو». ويبدو طلب الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية آخر الأوراق في يد عباس، لكن المسؤولين الإسرائيليين اعتبروه بمثابة إعلان حرب دبلوماسية. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان: «نتوقع من المحكمة الجنائية الدولية أن ترفض في شكل قاطع الطلب الفلسطيني المنافق بالانضمام إليها، لأن السلطة الفلسطينية ليست دولة بل كيان متحالف مع تنظيم إرهابي هو حركة حماس التي ترتكب جرائم حرب». كما اثار تحرك عباس رد فعل شديد اللهجة من الولاياتالمتحدة، إذ تعارض واشنطن دائماً الخطوات الأحادية من الجانب الفلسطيني أمام هيئات دولية، وتدافع عن مبدأ إجراء مفاوضات إسرائيلية - فلسطينية مباشرة لحل النزاع. واعتبرت وزارة الخارجية الأميركية الأربعاء الخطوة الفلسطينية «غير بناءة على الإطلاق وتصعد الأجواء مع إسرائيل» وبأنها «لا تفيد تطلعات الشعب الفلسطيني بأن يكون له دولة ذات سيادة ومستقلة». وكانت المبادرة الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري التي بدأت في تموز (يوليو) 2013 انهارت في نيسان (أبريل) بعد تسعة أشهر من الحوار المباشر غير المثمر، ما أدى إلى فتور غير مسبوق في العلاقات بين الولاياتالمتحدة وحليفتها إسرائيل.