تسلمت أفغانستان المسؤولية الكاملة عن الأمن من القوات القتالية الأجنبية اليوم (الخميس) بعد يوم من مقتل 20 مدنياً على الأقل بقذائف مورتر أطلقها الجيش الأفغاني أثناء حفلة زفاف في إقليم هلمند المضطرب في جنوب البلاد. وسيختبر تسلم مسؤولية الأمن قدرة القوات الأفغانية التي يصل قوامها إلى 350 ألف فرد على تحمل مسؤولية قتال مسلحي حركة "طالبان". وكانت قوات التحالف بقيادة واشنطن أنهت مهمتها القتالية رسمياً بعد أكثر من 13 عاماً من الإطاحة بحكم "طالبان" في أواخر 2001 بسبب إيواء الحركة لمدبري هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001 على الولاياتالمتحدة. لكن نحو 13 ألف جندي أجنبي معظمهم أميركيون سيبقون في أفغانستان بموجب مهمة جديدة تستمر عامين لتدريب القوات الأفغانية. وقال الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني في كلمة بمناسبة تسلم بلاده مسؤولية الأمن "أود تهنئة شعبي اليوم. القوات الأفغانية تستطيع الآن تولي المسؤولية الكاملة عن الأمن لحماية تراب بلادها وسيادتها". وقال مسؤولان أمنيان إن قذائف مورتر أطلقها الجيش الأفغاني أسفرت عن مقتل 20 مدنياً على الأقل وإصابة الكثيرين أثناء حفلة زفاف بهلمند أمس (الأربعاء). وقال نائب قائد الفيلق 215 بالجيش الأفغاني في الإقليم الجنرال محمود إن المدفعية أطلقت من ثلاثة اتجاهات بقرية في منطقة سانجين، حيث أقيمت حفلة الزفاف أمس. وأضاف: "ما نعرفه حتى الآن هو أن جنودنا أطلقوا قذائف مورتر من ثلاثة مواقع لكن لا نعلم إن كان هذا متعمداً. قمنا بفتح تحقيق وسنعاقب من فعل هذا". وقال نائب قائد شرطة الإقليم جول باشا بختيار إن 26 مدنياً بينهم نساء وأطفال قتلوا، وأصيب 41 شخصاً بقذائف المورتر التي أطلقها الجيش. وذكرت الأممالمتحدة في تقرير الأسبوع الماضي أن 3188 مدنياً أفغانياً على الأقل قتلوا في الاشتباكات مع مسلحي حركة "طالبان" العام الماضي مما يجعل 2014 أدمى الأعوام بالنسبة إلى المدنيين في البلاد. وسجلت الأممالمتحدة مقتل 3188 مدنياً وإصابة 6429 آخرين في المجمل في أفغانستان حتى 30 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014. وتشير أعداد القتلى المدنيين إلى أن الحرب الأفغانية لا تزال بعيدة عن نهايتها. وللمرة الأولى أصبحت المعارك البرية بين مقاتلي "طالبان" والقوات الأفغانية السبب الرئيس لمقتل المدنيين في البلاد عام 2014. وكان معظم المدنيين يقتلون بسبب القنابل في السنوات السابقة. وقتل أكثر من 4600 من أفراد الجيش الوطني والشرطة الأفغانية خلال العام الماضي. ومنذ عام 2001 قتل قرابة 3500 جندي أجنبي من 29 دولة في أفغانستان ومنهم نحو 2200 أميركي.