تسلّمت الشرطة الأفغانية أمس، مسؤوليات الأمن من قوات التحالف الدولي في ولاية لقمان (شرق)، الثانية التي تنتقل الى سلطة القوات الحكومية بعد باميان (وسط)، والتي ستتولى الاشراف الامني على 5 ولايات اخرى لاحقاً، في اطار عملية «انتقالية» يرقب انجازها نهاية عام 2014. وحضر احتفال التسليم في مهترلام مركز الاداري للولاية رئيس لجنة تنسيق الانتقال أشرف غاني أحمدزاي، ورئيس المديرية المستقلة للحكم المحلي عبد الخالد فرحي وقائد القوات الأفغانية المسلحة شير محمد كريمي. وفيما أكد غلام عزيز غراناي، قائد شرطة لقمان قدرة القوات الحكومية على تسلّم أمن الولاية، انفجرت قذيفتان الثلثاء قرب موقع الاحتفال، احدهما لدى مرور مركبة تابعة للشرطة، لم يسفرا عن اصابات. واطلقت العملية الانتقالية رسمياً في ولاية باميان في 17 الشهر الجاري، وستشمل بعد مهترلام مدن لشكرجاه (جنوب غرب) اليوم، ومزار الشريف (شمال) وهيرات (غرب)، وولايتي كابول (باستثناء منطقة ساروبي) وبانشير، وجميعها مناطق آمنة نسبياً. لكن مراقبين كثيرين يشككون في قدرة القوات الافغانية على ضمان الأمن وحدها، في مواجهة حركة تمرد تتصاعد يومياً. وينظر إلى لشكرجاه باعتبارها اختباراً حيوياً لمدى استعداد القوات الأفغانية لتولي السيطرة، خصوصاً أنها عاصمة ولاية هلمند، أكثر الولايات عنفاً في أفغانستان. ويحتم ذلك كون لشكرجاه الاكثر اضطراباً بين المناطق السبع، وهي حقيقة ظهرت جلياً بعدما قتل شرطي متواطئ مع حركة «طالبان» سبعة من زملائه بالرصاص، بعدما افقدهم وعيهم اثر دسه سماً في طعامهم، ثم فر حاملاً اسلحة وآلية عسكرية. ويندرح الحادث ضمن سلسلة هجمات شنها «مارقون» من الجيش والشرطة على زملائهم أو مدربين أجانب. الى ذلك، اعلنت وزارة الدفاع البريطانية مقتل احد جنودها في افغانستان، ما رفع الى 377 عدد العسكريين البريطانيين الذين قتلوا في عمليات في هذا البلد منذ نهاية عام 2001. وقتل الجندي الذي انتمى الى السرية الاولى في كتيبة القناصة لدى اطلاق النار على دورية انضم اليها للعثور على مخبأ لمكونات متفجرات في منطقة نهر السراج بهلمند. وينتشر حوالى 9500 جندي بريطاني في افغانستان في اطار القوة التابعة للحلف الاطلسي ويشكلون اكبر وحدة بعد القوات الاميركية.