تعيش مدينة جدة هذه الأيام حالاً من الاستنفار والصخب على مدار الساعة. غير أنه صخب من نوع آخر تعلو فيه أصوات أعمال الحفر ومعدات الصب والخرسانة وأعمال الرصف ورسم الطرق في نشاط بدأته أمانة جدة هو الأبرز والأثقل على مستوى التطوير وبناء المشاريع في المدينة. ففي الوقت الذي يتواصل فيه بناء عدد من الجسور الكبيرة والمتصلة فوق الأرض، تمتد الأعمال إلى تحت الأرض، حيث يجري شق الأنفاق في عدد من المواقع الأكثر حيوية واستراتيجية في المحافظة، ناقلة معها الحركة المرورية إلى مرحلة متقدمة وحرجة من الاختناق، التي باتت تتطلب إيجاد حلول عاجلة وجذرية. وتعد مشاريع تقاطعات الملك فهد مع شارع قريش وشارع الأمير محمد بن عبدالعزيز مع شارع الأمير متعب وشارع الأمير ماجد مع شارع غرناطة وشارع الأمير سلطان مع شارع صاري، من أبرز المناطق التي انتهت الأمانة من تنفيذ مشاريعها. وفصل مصدر في أمانة محافظة جدة خطة عمل الأمانة في هذه المشاريع قائلاً: «هناك أربعة محاور يجري العمل على أساسها ضمن خطة التطوير، محوران في الشرق والغرب «شارع الأمير محمد بن عبدالعزيز وشارع فلسطين» ومحوران في الشمال والجنوب «طريق الملك فهد وطريق الأمير ماجد»، إضافة إلى تحرير وتسيير الحركة على طريقي الملك عبدالعزيز والمدينة». أما في شأن أبرز الصعوبات والمعوقات التي تسببت في تأخر إنجاز بعض تلك المشاريع عن مواعيدها فأكد أن أسباب التأخير تعود إلى عدد من العوامل من بينها قضايا نزع الملكية ومشاريع وزارة النقل وتغير حجم الكثافة المرورية في بعض المواقع محل التطوير، إلى جانب تأخر إدارة المرور في إصدار تصاريح غلق بعض الشوارع بسبب حيوية الحركة المرورية وكثافة السير، لكنه عاد للتشديد على أن الخطة الموضوعة لتلك المشاريع تشير إلى أن الانتهاء من معظمها سيكون بحلول عام 2011. وحول المشاريع الجاري تنفيذها في المحافظة أوضح أنه تم رصد نحو خمسة بلايين ريال منذ العام 2006، منها بليوني ريال لمشاريع تحت الإنشاء والترسية ومشاريع جاري تصميمها عددها 34 مشروع تقاطع وغيرها بكلفة تصل إلى ثلاثة بلايين ريال. وقال المصدر: «تعد مشاريع الجسور والأنفاق الأكبر من حيث الأهمية، فقد خصص لها أكثر من 700 مليون ريال كموازنة»، مشيراً إلى أن أبرز المشاريع الجاري تنفيذها هو تنفيذ تقاطع شارع الأمير ماجد مع شارع عبدالله السليمان وشارع باخشب الذي بدأ العمل فيه أخيراً، ويتكون من نفق شمالي جنوبي باتجاهين كل منهما ثلاثة مسارات وكوبري على شارع عبدالله السليمان، إضافة إلى مشروع تقاطع شارع الأمير ماجد مع شارع حراء الذي تم البدء فيه في تشرين الثاني (نوفمبر) 2006، الذي أوشك على الانتهاء بموازنة بلغت 91.5 مليون ريال، ويتألف من نفق باتجاه الشمال والجنوب بثلاثة مسارات في كل اتجاه وجسر شرقي وغربي بمساريين. وتابع المصدر: «أما المشروع الثالث فهو تقاطع شارع الأمير ماجد مع شارع الروضة الذي تم البدء فيه في كانون الأول (ديسمبر) 2006 بموازنة بلغت 85.5 مليون ريال وهو عبارة عن نفق من الشمال إلى الجنوب بثلاثة مسارات لكل اتجاه، وتم الانتهاء من جزء كبير منه، أما مشروع تقاطع شارع الأمير ماجد مع شارع غرناطة (حي الفيصلية) فقد بدء العمل فيه وتم الانتهاء من جزئية الكوبري وجاري العمل في المسارات السفلية والتقاطعات الأرضية». وزاد: «كما تم البدء في تنفيذ تقاطع شارع الأمير ماجد مع شارع الأمير محمد بن عبدالعزيز بموازنة قدرها 137.7 مليون ريال، كما تسلمت الشركة المنفذة مشروع تقاطع شارع الأمير ماجد مع شارع فلسطين الذي تقدر موزانته بنحو 124 مليون ريال». وأشار المصدر إلى وجود عدد من مشاريع الجسور والأنفاق الأخرى الجاري تنفيذها منها: مشروع تقاطع طريق الأمير محمد بن عبدالعزيز مع شارع أم القرى، بكلفة 22.8 مليون، إلى جانب مشروع تقاطع طريق الملك عبدالله مع طريق الملك عبدالعزيز الذي تسلمته الشركة المنفذه في شباط (فبراير) الماضي وتقدر موازنته بأكثر من 113 مليون ريال، كما يجري العمل حالياً في مشروع تقاطع طريق مكه القديم مع شارع الإسكان والجامعة الذي انطلق العمل فيه مطلع 2008، إضافة إلى العمل في مشروع تقاطع شارع المكرونة مع شارع حراء بعد أن تسلمته الشركة المنفذة في يناير 2008، لإنشاء جسر باتجاه الشمال والجنوب. ولفت إلى أن العمل جار أيضاً في مشروع تقاطع طريق الملك فهد مع شارع الأمير محمد بن عبدالعزيز وتقاطع غرناطة الذي بدأ العمل فيه أخيراً، ورصدت له موازنه تتجاوز 98.4 مليون ريال.