نشر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في مجلته الإلكترونية "دابق"، مساء أمس الإثنين، ما قال إنها مقابلة مع الطيار الأردني المحتجز لدى عناصر التنظيم منذ الأربعاء الماضي، معاذ الكساسبة، أرفقت بصورة للأخير مرتدياً الزي البرتقالي الذي يعتبر زي الرهائن الذين ينوي التنظيم إعدامهم. ووصفت المجلة في المقابلة التي نشرتها ضمن العدد السادس منها، الكساسبة ب "المرتد" ونقلت عنه قوله رداً على سؤال عمّا ينوي تنظيم "الدولة الإسلامية" فعله به، "سوف يقتلونني". ولم يتسنّ التأكد من مدى صحة التصريحات المنسوبة إلى الكساسبة والصورة المرفقة مع المقابلة. وسألت المجلة، الكساسبة، عن طبيعة المهمة التي كانت موكلة إليه حين سقطت طائرته، ونقلت عنه قوله: "كان دورنا يقوم على توفير تغطية للطائرات المقاتلة، حيث نمسح المنطقة لتدمير أي سلاح مضاد للطائرات على الأرض ونؤمّن تغطية في حال ظهور طائرات معادية. وبعدها تأتي المقاتلات المزوّدة بصواريخ موجّهة بأشعة الليزر لتنفيذ الجزء الخاص بها من المهمة". وأوضح أن طائرته أقلعت نحو العراق من قاعدة موفق السلطي في مدينة الأزرق في محافظة الزرقاء عند الساعة السادسة والربع صباحاً وأنه تم تزويد طائرته بالوقود جواً عند الساعة السابعة و55 دقيقة صباحاً قبل أن يتوجّه إلى "منطقة الانتظار حيث قابلت طائرته سرباً يضم طائرات سعودية إف 15 وإماراتية إف 16، ومغربية إف 16". وتابع أنه دخل بطائرته أجواء الرقة لمسح المنطقة قبل أن تدخل المقاتلات لبدء هجومها، وبعدها "أصيبت طائرتي بصاروخ حراري". وقال الكساسبة إن طياراً أردنياً آخر في المهمة اتصل به ليخبره أن طائرته أصيبت، وأنه حين بدأت الطائرة تنحرف عن مسارها الطبيعي، قفز بالمظلة وهبط في نهر الفرات حيث علق مقعده في الأرض وبقي مقيداً إلى أن قبض عليه عناصر"الدولة الإسلامية". وسألت المجلة عن الدول العربية المشاركة في الغارات، ونسبت إليه قوله: "الأردن بطائرات إف 16، والإمارات بطائرات إف 16 مجهزة بصواريخ موجهة بالليزر، والسعودية بطائرات إف 15 مطوّرة ومزودة بقنابل موجهة بالليزر، والكويت بطائرات تزويد بالوقود جواً، والبحرين بطائرات إف 16، والمغرب بطائرات إف 16 مطوّرة، وقطر وسلطنة عمان". وأضاف أن "الطائرات الأردنية تقلع من الأردن بينما الطائرات الخليجية في شكل عام تقلع من الكويت والسعودية والبحرين. كما أن هناك بعض المطارات المخصصة للهبوط الاضطراري: مطار الأزرق في الأردن ومطار عرعر في السعودية ومطار بغداد الدولي ومطار الكويت الدولي ومطار في مدينة تركية نسيت اسمها تبعد حوالى 100 كيلومتر عن الحدود السورية". أما عن الطائرات الغربية، فأشار إلى أن "بعض الطائرات الأميركية والفرنسية تقلع من قاعدتَي الأمير حسن وموفق السلطي الجويتين. كما أن بعض الطائرات الأميركية تقلع من تركيا". وأوضح كيفية التنسيق بالقول إن التخطيط للمهمات وتوزيعها واختيار الأهداف يتم في قواعد أميركية في قطر، قبل يوم واحد من الهجوم، وأن "الأميركيين يستخدمون قناصات جوية وأقماراً اصطناعية وجواسيس وطائرات استطلاع من دون طيار تقلع من دول الخليج لتحديد الأهداف ودراستها. ويتم تزويدنا بخرائط جوية وصور للأهداف". وسألت المجلة الكساسبة أخيراً، "هل تعرف ما الذي سيفعله تنظيم "الدولة الإسلامية" بك"، فأجاب "نعم، سيقتلونني". وأسر عناصر "داعش"، الكساسبة الأربعاء الماضي في الرقة قرب شمال سورية حين كان في مهمة في إطار التحالف الدولي العربي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد مواقع التنظيم في العراق وسورية. وشنّت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها في 23 أيلول (سبتمبر) الماضي أولى غاراتها على مواقع للمسلحين المتطرفين في سورية، بعد حوالى شهر ونصف شهر على بدء ضربات التحالف ضد أهداف في العراق المجاور. وهذه الغارات التي مثلت التدخل الأجنبي الأول منذ اندلاع النزاع في سورية منتصف آذار (مارس) 2011.