أثار تصريح رئيس لجنة التسويق في هيئة دوري المحترفين السعودي الدكتور حافظ المدلج، الذي أكّد من خلاله توجه عدد من رجال المال السعوديين إلى الاستثمار في الأندية الإنكليزية الكثير من الاستغراب، على اعتبار أن هذا التوجه لا يزال جديداً على المتابعين للحركة الرياضية العالمية. وكان المدلج أكد في تصريحات، تناقلتها وكالات الأنباء وصحف عالمية، أن خطوة رجل الأعمال السعودي علي الفرج، الذي تمكّن من شراء نادي بورتسموث الإنكليزي تعد بادرة، وقال: «في غضون سنة، وإذا لم تحصل عراقيل، أنا متأكد أن ما لا يقل عن 10 مستثمرين إضافيين سيأتون لشراء أندية في بريطانيا». ويعد رجل الأعمال الإماراتي سليمان الفهيم أول من ظفر بقصب السبق في مجال شراء فرق الكرة في إنكلترا، إذا ما ورد الحديث عن المستثمرين الخليجيين، وهو امتداد لما قام به رجل الأعمال المصري البليونير محمد الفايد مالك متاجر هارودز الشهيرة، عندما تملك نادي فولهام اللندني صيف عام 1997، الأمر الذي جعل من تملك العرب للأندية الإنكليزية، باباً بإمكانهم منه الدخول إلى عالم جديد من الشهرة والاستثمارات. ولا يدري أحد حتى الآن حقيقة شخصية المستثمر السعودي، الذي أتم أخيراً صفقة شراء 90 في المئة من نادي بورتسموث الإنكليزي علي الفرج ابن ال40 عاماً، الذي لا يمتلك أحد أية معلومات تذكر عنه سوى أنه ورث مبالغ كبيرة بعد وفاة والده. وكانت صحيفة «ديلي ميل» ذكرت أن المالك الجديد لبورتسموث متزوج وله طفلان، وأنه ينتسب إلى عائلة مكونة من 8 اخوة وأختين، وأن شقيقه أحمد شريكه في شركة «فاكلون درون»، التي استحوذت على الحصة الكبرى من النادي. وشاركت وسائل الإعلام الإنكليزية، نظيرتها السعودية حيال الغموض الذي يكتنف تلك الشخصية، وفي وقت أكدت فيه بعض تلك الشخصيات امتلاك الفرج لأسهم في شركة سابك، قبل أن ينفي محاميه مارك جاكوب ذلك، مفصحاً عن أن موكله يملك شركة «إيزي واي» المحدودة للاستثمار العقاري، التي ينقسم نشاطها ما بين السعودية والمملكة المتحدة.وحتى انتقال النادي للفرج لم تتمكن أي صحيفة من الحصول على صورة منه، قبل أن يتحدث بشكل رسمي عبر موقع النادي، واعداً بأن يتم تطويره والعمل على الرفع من مستواه الفني. وقبل أن يُعلن عن انتقال ملكية بورتسموث من الفهيم إلى الفرج، وجد في مقصورة ملعب «الأنفيلد رود» الأمير فيصل بن فهد بن عبدالله، وذلك لحضور لقاء جمع صاحب الأرض ليفربول بضيفه هال سيتي، وذلك إلى جوار أحد مالكي النادي، وهو الأميركي جورج جيليت، وذكرت الصحف الإنكليزية بعد ذلك، أن الأمير فيصل ينوي شراء النادي الأشهر في منطقة الجنوب الغربي من مالكيه، اللذين يواجهان حملة ساخنة من جماهير «الردز»، على اعتبار أنهما لم يدعما صفوف الفريق بلاعبين جدد خلال الفترة الماضية. الأمير فيصل الذي يحمل درجة أكاديمية عالية هو ابن لقائد القوات البحرية الأمير فريق ركن فهد بن عبدالله بن محمد، وهو شقيق لرئيس اتحاد السباحة الأمير عبدالعزيز بن فهد، كما أنه عضو شرف اتفاقي بارز. وبدأ الأمير فيصل بن فهد بالظهور على الصعيد الرياضي قبل فترة وجيزة، وذلك من بوابة نادي الاتفاق، واسهم مع الفريق في تحقيقه لقب بطولة الخليج قبل موسمين، قبل أن ينشئ شركة F6 التي تهتم بالاستثمار الرياضي، وعلى رغم أن الكثيرين تحدثوا عن صعوبة تملك الأمير الشاب للنادي الإنكليزي العريق، إلا أن البعض أشار إلى أن ذلك ممكن الحدوث. وأخيراً ظهر الأمير فيصل بن فهد، وأكد أنه مهتم بشراء نصف أسهم النادي، إلا أنه شدد على أهمية إيجاد حل لديون النادي، التي تبلغ 350 مليون جنيه استرليني، وهو الأمر الذي أدى إلى انقسام بين مالكي النادي الأميركيين جورج جيليت، الذي يطالب بإتمام الصفقة، وتوم هيكس الذي يعارضها، ولكنه قد يرضخ تحت تأثير الأزمة المالية، التي أجبرت الأول على بيع فريق مونتريال لهوكي الجليد، وذلك بحثاً عن سيولة بإمكانه أن يستثمرها في أعماله المقبلة. وعلى صعيد متصل، تدور أنباء بين أوساط رجال الأعمال السعوديين عن قيام رجال أعمال بدراسة التوجه للاستثمار الرياضي في دول أوروبية عدة، فيما كان وفد تجاري زار العاصمة البولندية (وارسو) قبل أشهر عدة، لدراسة فرص الاستثمار في البنية التحتية لبولندا، تمهيداً لاستضافتها بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2012). يذكر أن «الحياة» كانت صاحبة السبق خليجياً في نشر صورة الفرج، فضلاً عن انفرادها بنشر خبر تعاقد النادي مع المدير الفني السابق لتشلسي الإسرائيلي أفرام غرانت.