سجلت انتخابات «غرفة جدة»، تجاوزات خلال الترويج للحملات الانتخابية للمرشيحن وأثناء فترات الاقتراع في الليث والقنفذة ورابغ. وبحسب مصادر مطلعة، شملت تلك التجاوزات شراء أصوات الناخبين قبل بدء عملية الاقتراع خلال الأسابيع الماضية، كما شملت الترويج للمرشحين داخل قاعات الاقتراع في المحافظات خارج جدة. وقالت المصادر ل«الحياة»، إن قيمة الصوت الواحد تراوحت ما بين 1500 و5000 ريال، تم ترويجها بين المرشحين والناخبين، عن طريق رسائل جوال اطلعت «الحياة» عليها. وهذا ما أكده عدد من مرشحين ومرشحات تحدثوا ل «الحياة»، مشيرين إلى أن عمليات شراء الأصوات كانت الأكثر بروزاً في هذه الدورة الانتخابية. وقالت المرشحة سوسن الشاذلي: «أكثر شيء مقلق هو شراء الأصوات من بعض المرشحين، وهذا دفع عدداً من الناخبين إلى طلب المال في مقابل الإدلاء بأصواتهم». ولفتت إلى أن الهدف من الترشيح لعضوية الغرفة هو خدمة مجتمع المال والأعمال، وليس الوجاهة الاجتماعية، وقالت: «في رأيي أن الانتخابات غير نزيهة، فإذا كان المرشح يشتري الأصوات بعيداً عن أهدافه وبرنامجه الانتخابي، فإن النتيجة لن تكون في مصلحة الراغبين في تطوير غرفة جدة ومجتمع الأعمال فيها». وتتفق معها المرشحة نشوى طاهر بقولها: «شراء الأصوات يمثل منافسة غير شريفة، وفي حال نجاح المرشح بهذه الطريقة، فماذا نتوقع منه بعد أن يصبح عضواً في مجلس الإدارة». وترى أماني عبدالواسع أن عملية شراء الأصوات أصبحت شيئاً طبيعياً بين المرشحين والناخبين، فبمجرد أن يبدأ المرشح عرض برنامجه الانتخابي يصادف بسؤال «ماذا ستدفع لي؟». واضافت: «ليس من المعقول أن نكون بهذه الأخلاق، فما يحصل في الانتخاب مخالف للأنظمة والإجراءات الانتخابية». وتتفق معهن المرشحة ازدهار باتوبارة بقولها: «لم أكن أتوقع اثناء قيامي بإعداد برنامجي الانتخابي انني سأصادف من يطلب مني المال في مقابل منحي صوته». وأضافت: «ان الانتخابات غير نزيهة، وفيها الكثير من التجاوزات». وفي الليث، اشتكى المرشح الدكتور واصف أحمد كابلي من تعرضه لرسائل على جواله، وصفها بأنها «قذرة» تحاول النيل منه شخصياً، بسبب مواقفه بخصوص عمل المرأة. وقال كابلي ل«الحياة»: «تلقيت مكالمات هاتفية جارحة وخادشة للحياء خلال الفترة الماضية، وتعرضت لمحاولات ابتزاز خلال الفترة الماضية من بعض الناخبين». وأضاف: «أرسل ناخب رسالة نصية يطلب الحصول على مبلغ خمسة آلاف ريال في مقابل الصوت الواحد»، مؤكداً أنه لا يمكن أن يدفع ريالاً واحداً من أجل ضعاف النفوس.