ستة آلاف متفرّج حضروا «ملتقى بيروت للرقص المعاصر»، عدد كان كفيلاً ليحُثّ عمر راجح على تأسيس ما كان يحلم به دائماً ألا وهو مدرسة للرقص المعاصر، افتتحها أخيراً تحت اسم «تكوين» في شارع الحمرا. تستقبل المدرسة بين 10 الى 15 راقصاً من مختلف الدول العربية، في دورات تدريبية (لمدة 3 شهور) متفاوتة قد لا تتعدى الاثنتين في السنة. لكن المدرسة اختتمت قبل أيام الدورة الأولى التي شارك فيها 10 طلاب من الراقصين المحترفين في لبنان وسورية وفلسطين والأردن. وأشرف على تدريبهم راقصون ومصممو رقص عالميون، مثل ماتيلد مونييه، وجيل جوبين، وهينريتا هورن، وجيرمان جوريغوي، ودافيد زامبرانو، وماسيمو موليناري، وجينس بجيريغارد، وسابينا تشوكير، وسارة كريستوفيرسين، وهيل سيجيهولم، ولويز فريز ولودي كردوس. إضافة الى التونسي رضوان المداح، واللبنانيين عايدا صبرا وعمر راجح وميا حبيس، والمخرجة المسرحية السورية نورا مراد. كما كان هناك موسيقيون ينظمون ورشات عمل مع الطلاب مثل مازن كرباج وغيره. أتت الفكرة من حاجة المنطقة الى تدريبات محترفة لراقصيها، ولتطوير العروض التي لا يأتي معظمها في المستوى التقني والمهني المطلوب عالمياً. ويقول راجح: «أولويتنا تمرين راقصين وليس هواة، لنرتقي الى مستوى جيد في المهنة». ويضيف: «نستقبل راقصين قطعوا مراحل كبيرة في المهنة، ليخضعوا لتمرينات مكثّفة يومياً». لكن «تكوين» ستمثّل «مرحلة تدريب وتمرين كافية لنقل المشاركين إلى الاحتراف. وتفتح أمامهم آفاقاً حول نظريات الرقص وتطبيقاته في العالم». ويفيد راجح بأن البرنامج يحوي منهاجاً تقنياً يعتمد على التمرينات الجسديّة، ومنهاجاً لتدريس كيفية خلق العرض وتركيبه وإعطاء الأسس النظريّة للتصميم. إضافةً إلى منهاج نظري عن تاريخ الرقص والتحليل الحركي. كذلك يتضمن البرنامج صفوفاً تراوح بين المسرح وعلاقة الرقص بالتكنولوجيا والموسيقى وال «فيديو آرت». ولفت الى أن هذا المشروع الذي يطمح في أن يستقبل في السنوات المقبلة أكثر من دورة واحدة سنوياً، من تمويل «معهد غوته» و «المركز الدنماركي للثقافة والتنمية» و «السفارة النروجية»، ويحصل الراقصون على تغطية مادية كاملة لإقامتهم في بيروت. دور «تكوين» يذهب أبعد من توفير دعم إنتاجي للراقصين الشباب، كما يؤكد راجح. «نهدف إلى تنمية القدرات التقنيّة والوصول إلى مستوى فنّي عالٍ، يكون الراقص فيه قادراً على النهوض بعروض حقيقية».