أصدرت محكمة باكستانية مذكرة اعتقال بحق إمام إسلامي متشدد اعتبر أن الاعتداء على مدرسة في بيشاور والذي يعد أسوأ هجوم إرهابي في تاريخ البلاد، مبرر. وقال مسؤول في الشرطة ومتحدث بإسم المسجد الأحمر في العاصمة إسلام آباد إنه تمّ اتهام مولانا عبد العزيز الموالي لحركة "طالبان باكستان" وإمام المسجد بتهديد نشطاء المجتمع المدني الذين نظّموا هذا الأسبوع تظاهرات عدة أمام مسجده، للتنديد بموفقه الرافض إدانة الهجوم في برنامج تلفزيوني. وبعدها، قال عبد العزيز للمصلين في مسجده إن الهجوم على مدرسة في بيشاور الذي أسفر عن سقوط 149 قتيلا في 16 كانون الأول (ديسمبر) هو رد فعل مبرر على الحملة التي ينفّذها الجيش ضدّ حركة "طالبان" الباكستانية، معتبراً انها "مخالفة للإسلام". وقال إمام المسجد الأحمر إنه يشارك أهالي الضحايا "حزنهم"، لكنه يتفهم رد "طالبان"، وتابع متوجّهاً للمسؤولين في باكستان "أيها الحكام، يا من تمسكون زمام الأمور، إذا كنتم سترتكبون مثل هذه الأفعال، فسيكون هناك رد عليها". وذكر مسؤول في الشرطة في إسلام آباد اشترط عدم الكشف عن اسمه لوكالة "فرانس برس" ان "الشرطة تلقّت أمر المحكمة ونحن نبذل قصارى جهدنا لتنفيذه". وأكد حافظ اعتصام أحمد وهو متحدث بإسم المسجد الأحمر أن "هذه القضية ليس لها أساس وسنقاوم أي تحرّك لاعتقال مولانا عبد العزيز". وأعلنت باكستان غداة الهجوم الذي أحدث صدمة في البلاد، استئناف عمليات الإعدام لقضايا الإرهاب بعد تعليقها منذ عام 2008، إذ نُفّذ الأسبوع الماضي حكم الإعدام بحق ستة محكومين. والاثنين، أفادت مصادر في وزارة الداخلية الباكستانية بأن باكستان تنوي تنفيذ أحكام الإعدام في 500 محكوم في الأسابيع المقبلة. تجدر الإشارة إلى أن المسجد الاحمر القريب من مباني البرلمان وسط العاصمة الباكستانية، سبق أن شهد هجوماً دامياً شنّه الجيش على إسلاميين كانوا متحصنين في داخله في عام 2007، ما أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص.