(شرق)- إسلام آباد - أكد رجل دين موالي لحركة طالبان تعهده أمس الجمعة 17-4-2009 بالنضال "حتى الموت" لتطبيق الشريعة الإسلامية في كل أنحاء باكستان وطالب أنصاره بالاستعداد لتقديم التضحيات. وقال الملا عبد العزيز في خطبة الجمعة في المسجد الأحمر بإسلام آباد الذي امتلأ بالمصلين من بينهم المئات من طلبة المعاهد الدينية المحلية "كلما قدمنا المزيد من التضحيات كلما انتشر الإسلام بسرعة". واحتشدت أكثر من مئة امرأة ترتدي البرقع خارج المسجد الذي شهد حصارًا حكوميًّا دمويا عام 2007، وفرضت الشرطة اليوم الجمعة طوقًا أمنيًّا حول المسجد وفتشت المنطقة التي تقع وبوسط العاصمة الباكستانية. وحينما سأل الشيخ الحاضرين إذا كانوا على استعداد للتضحية حتى بأرواحهم من أجل الدين تلقي الشيخ ردودًا هادرة من الحاضرين تقول "نعم سنفعل". وعاد عبد العزيز إلى مسجده في وقت متأخر من أمس الأول الخميس بعد الإفراج عنه بكفالة 2500 دولار أمريكي، وجرى اعتقال إمام المسجد الأحمر بينما كان يحاول الهرب مرتديًا زي امرأة أثناء الأزمة التي اندلعت في يوليو/تموز 2007 بين قوات الأمن وأتباعه المسلحين المتحصنين بالمسجد الأحمر ومدرسة مجاورة لتعليم البنات. وبدأ الحصار الذي استمر أسبوعًا حينما اتهمت السلطات مَن يرتادون هذا المبنى بأنهم على صلة بمسلحي القاعدة و طالبان، ويسعون إلى تطبيق أسلوب حياة طالبان في العاصمة إسلام آباد، وانتهي الحصار حينما اقتحمت القوات الخاصة المجمع الواسع الذي يضم المسجد ومدرسة جامعة حفصة الدينية للنساء ومكتبة أطفال مملوكة للدولة استحوذت عليها فتيات من الطلبة. وقال مسؤولون حكوميون إن 102 شخص على الأقل من بينهم عشرة من الجنود لقوا حتفهم في هذه العملية، لكن دوائر دينية اتهمت الجيش بقتل الآلاف من طلاب جامعة حفصة. وقال عبد العزيز مخاطبًا ما يقرب من ألف من أنصاره أمس الأول الخميس إن "التضحيات التي قدمها شهداء المسجد الأحمر وجامعة حفصة لن تذهب سدى"، بيد أنه أكد أنه لا يعتزم الانتقام للقتلى الذين سقطوا خلال الهجوم على المسجد، وكان شقيق عبد العزيز ويدعى عبد الرشيد غازي وأمه من بين القتلى في هذه العملية. ويأتي الإفراج عن عبد العزيز بعد أيام من إقرار باكستان تطبيق الشريعة في أجزاء من شمال غرب باكستان طبقًا لاتفاقية مثيرة للجدل مع مسلحين في محاولة لإنهاء أعمال العنف التي استمرت 18 شهرًا في وادي سوات، الذي كان في السابق مزارًا سياحيًّا مفضلا. وتجددت مخاوف الولاياتالمتحدة في الوقت الذي وضعت فيه واشنطنباكستان في صدارة استراتيجيتها الجديدة لكسب الحرب ضد طالبان في أفغانستان.