تنافست مدن شيكاغو، طوكيو، ريو دي جانيرو، ومدريد للفوز بشرف تنظيم الالعاب الاولمبية الصيفية عام 2016 والذي عُهد به الى ريو يوم الجمعة الماضي. كما تنافست معها سبع العاب لدخول "جنة" برنامج المسابقات واقتطاع جزء من كعكة العائدات المالية الدسمة. واذا كانت حرب حملات الفوز بالتنظيم استعرت بين المدن الاربع استعدادا للتصويت الحاسم والخيار النهائي في كوبنهاغن في 2 تشرين الاول (اكتوبر)، فان القائمين على كل من الالعاب السبع "المتصارعة" وصلوا الليل بالنهار لعل وعسى. وطبعا دخول البرنامج بعد كفاح وجهاد يعني خروج العاب اخرى ليحافظ "المنهاج" على استقراره ولا تهتز معادلة عدم تضخيم الالعاب وبرنامجها بعدما بلغت حدا اقصى من الاتساع والنمو و"التمدد". اركان الالعاب الذين حشدوا القوى وابتكروا حجج الاقناع والمغريات، انصب سعيهم الاساسي على اقلية من الاصوات مؤثرة جدا لترجح الكفة. في المقابل، فان "جماعة المحافظين" على ارصدتهم لم تفرط بسهولة بمكتسبات باتت تشكل ارثا لها، فتراها تجهد دائماً لفرملة أي خطوات قد تأكل من هذه الارصدة. ولم يحصل رئيس اللجنة الأولمبية الدولية جاك روغ، الباحث منذ أعوام عن تغييرات جذرية، على ما يصبو اليه بل على نذر ضئيل. وبات جليا ان "المصير المشترك" يجعل الاتحادات الدولية تتعاضد ضده، ف"المصيبة تجمع" كما يقول المثل العامي، وخير ل26 اتحادا دوليا أن تتقاسم العائدات المالية وهي بملايين الدولارات بدلا ان توزع على 28 اتحادا. في مؤتمر سنغافورة الذي تمخض عنه فوز لندن بتنظيم الالعاب عام 2012، كانت الالعاب السبع ( البايسبول، السوفت بول، الغولف، الكاراتيه، الرولر، الركبي (7 لاعبين) والسكواش) ذاتها مرشحة، لكن "خطوط الدفاع" لم تتزحزح. علما ان الكاراتيه والسكواش كانتا الاقرب للنفاذ. وتراوحت الحظوظ هذه السنة بين مرجحين وابطال صف ثان وقابعين في ذيل الترتيب. في الاونة الاخيرة، برهنت الغولف والركبي والسوفت بول (11 اتحادا في العالم) عن انتشار كبير. والمدن الاربع التي ترشحت لالعاب عام 2016 تملك مرافق مميزة للغولف، ما عزز حظوظ هذه اللعبة. ولا تحتاج الركبي الى منشآت اضافية باعتبار انه يمكن اجراء المباريات على ملاعب لكرة القدم (يضم الاتحاد الدولي للركبي /فريق ال15 لاعبا/ 115 بلدا عضوا). ونظرا لاستحالة تنظيم مسابقة في غضون 17 يوما رجحت اكثر حظوظ اللعبة الخاصة ب7 عناصر. وهناك سعي دؤوب حاليا لتشكيل منتخب بريطاني على غرار "منتخب الاسود ال15"، والدافع الكبير دورة لندن 2012. وشهدت دبي منذ اشهر مباريات كأس العالم للعبة في ملعب يتسع ل40 الف متفرج. وللمرة الاولى في تاريخ البطولة، اجريت مباريات للرجال والسيدات في آن واحد. واعتبر رئيس الاتحاد الدولي برنار لاباسيه المناسبة "خير ترويج لهذه الرياضة العصرية وتعزيز حظوظها لدخول البرنامج الاولمبي باعتبار انها منتشرة في مختلف القارات". ولان العابا كثيرة تؤمن مداخيلها من حصصها الاولمبية، كان القائمون على السوفت بول يأملون أن تنضم الى هذا النادي. فلا عجب ان نشط مسيروها وكثفوا حملاتهم الاعلامية على المواقع الالكترونية، وحضورهم في مختلف المناسبات والمنتديات. وأمل رئيس الاتحاد الدولي دون بورتر خيرا وان يكافا على اجتهاده ويحلم ب"شيكاغو 2016" منتعشا بلفتة الرئيس باراك اوباما، غير أن حلمه تبخر قبل نحو شهرين. يذكر ان الكاراتيه والسكواش تصدرتا الالعاب المرشحة لدورة 2012، غير ان الاخيرة واجهت مشكلة ضعف نسبة المشاهدة تلفزيونيا نظرا لصعوبة متابعة الكرة. وأسهم الرولر والبيسبول كانت ضئيلة، إذ لا تحظى الاولى بدعم صريح من فعاليات القائمين عليها خصوصا مسؤولي الدوري الاميركي وجمعية اللاعبين المحترفين (126 اتحادا في العالم)، فضلا عن رفض المساهمة في الحملة ضد المنشطات. ويخشى أن تستقطب الرولر أبطال التزحلق السريع على الجليد، فيطمحون الى حصد القاب وميداليات صيفية وضمهما الى سجلهم الشتوي الحافل. محطات قبل الاستحقاق ناقشت اللجنة التنفيذية لجنة الاولمبية الدولية ملفات الالعاب السبع خلال اجتماعاتها التي عقدت من 10 الى 12 كانون الاول (ديسمبر)2008 في لوزان. وقدمت عروض وشروحات خاصة بها في 22 آذار (مارس) الماضي على هامش معرض "سبورت اكورد" في دنفر (كولورادو – الولاياتالمتحدة الاميركية). وعرض المولجون بالملفات السبع محتواها أمام اللجنة التنفيذية الاولمبية مجدداً في 15 حزيران (يونيو) الماضي. وعلى هامش اجتماع اللجنة الاولمبية الدولية والاتحاد الدولي لالعاب القوى يوم 13 آب (أغسطس) الماضي في برلين، لمناسبة بطولة العالم لالعاب القوى، أعلن رئيس اللجنة الاولمبية الدولية جاك روغ عدد الألعاب المخولة الانضمام الى البرنامج الاولمبي (صفر، لعبة واحدة، لعبتان) ليصوت عليها في كوبنهاغن يوم 9 تشرين الاول (اكتوبر). و"فازت" لعبتان. مساهمة رئاسية قبل توليه منصبه، وجه الرئيس الاميركي باراك اوباما رسالة عبر الفيديو الى الحضور في الاجتماع السنوي للجان الاولمبية الاوروبية الذي انعقد في اسطنبول، دعما لمدينة شيكاغو المرشحة لاستضافة دورة الالعاب الصيفية عام 2016. واشار الى ان الالعاب تسهم في ردم الهوة بين بلاده والعالم من جراء سياسة سلفه جورج بوش. وخص بلفتة مميزة لعبة السوفت بول، التي شهدت مدينة شيكاغو "ولادتها" في يوم عيد الشكر عام 1887. يومذاك، تجمع حوالى 20 شابا في قاعة فاراغوت للزوارق واوجدوا لعبة شبيهة بالبيسبول. ودخلت استعراضيا برنامج دورة اتلانتا عام 1996. البرنامج الأولمبي المقترح للألعاب التي كانت المرشحة: - البايسبول: مسابقة للرجال تضم 8 منتخبات - سوفت بول (الكرة الناعمة): مسابقة للرجال وأخرى للسيدات - الغولف: مسابقة للرجال وأخرى للسيدات. - الكاراتيه: مسابقة للرجال وأخرى للسيدات (مباريات في خمسة أوزان). - رولر (أحذية بعجلات): 3 سباقات للمضمار (رجالا وسيدات) وماراثون (رجالا وسيدات). - ركبي (سبعة لاعبين): مسابقة للرجال واخرى للسيدات (3 ايام). - السكواش: مسابقات للفردي (رجالا وسيدات)، الزوجي (رجالا وسيدات)، الفرق (رجالا وسيدات)، وزوجي مختلط. كانت في برنامج الالعاب: - زوارق بمحركات: دورة لندن 1908 - الكريكت: دورة باريس 1900 - كروكيه (لعبة الكرات الخشبية): دورة باريس 1900، روك (النسخة الأميركية من اللعبة): دورة سانت لويس 1904. - Jeu de Paume إحدى الألعاب القديمة بالمضرب والكرة أو الريشة ترسل ضربة البداية براحة اليد: دورة لندن 1908. - لاكروس (رياضة أصلها كندي تزاول على ملعب يشترك فيها فريقان يتألف كل منهما من 10 لاعبين، يحاولون تسديد الكرة الى مرمى الخصم بمضارب طويلة المقابض): دورة سانت لويس 1904، دورة لندن 1908. - البولو: دورات باريس 1900 ولندن 1908 وأنفير1920 وباريس 1924 وبرلين 1936. - راكيت (مشتقة من السكواش): دورة لندن 1908 - شدّ الحبل (كانت معتمدة ضمن مسابقات ألعاب القوى): دورة باريس 1900، دورة سانت لويس 1904، دورة أثينا "المرحلية" (لمناسبة الذكرى العاشرة للدورة الأولمبية الحديثة الأولى) 1906، دورة لندن 1908، دورة استوكهولم 1912، ودورة أنفير1920.