باتايا (تايلاند)، ناننينغ (الصين) - رويترز، أ ف ب، وكالة شينخوا - بدأت في مجمع باتايا السياحي في تايلاند أمس اعمال قمة «رابطة دول جنوب شرقي آسيا» (آسيان) لمناقشة الأزمة الاقتصادية العالمية التي ضربت كل دول الرابطة. واجتمع وزراء خارجية الدول العشر الأعضاء في آسيان (بروناي وكمبوديا واندونيسيا ولاوس وماليزيا وميانمار والفيليبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام)، إضافة الى الصين واليابان وكوريا الجنوبية والهند واستراليا ونيوزيلندا لبحث سبل احتواء الأزمة وتقليص تاثيراتها. وفي الكلمة الافتتاحية للقمة، قال وزير المال التايلاندي كورن تشاتيكافانيج «ان الأزمة الاقتصادية العالمية التي تقلق العالم تمثل فرصة لآسيا لتعزز التعاون المالي بين دولها وتتحمل مسؤوليته كمركز للنمو في العالم. وقال على هامش اللقاء «ان القمة تعتزم اتخاذ خطوات ملموسة لتقوية الأنظمة المالية في المنطقة، ولكن ربما تكون الخطوة الأكثر اهمية هي استعداد كل المشاركين لأن يتصرفوا كشركاء ناضجين في شؤون الاقتصاد العالمي». وأوضح: «نحتاج للتصرف في شكل حاسم لدعم اقتصاداتنا خلال هذه الأزمة، ولكننا في تلك الأثناء سنتخذ خطوات لإحداث تغييرات ربما تظهر في شكل حقيقي في غضون 20 سنة»، مضيفاً: «حان الوقت لأن تظهر آسيا انها مركز اقتصادي حقيقي». وكان رئيس البنك الدولي روبرت زوليك قال في بيان مساء أول من أمس ان قمة «آسيان» «تنطوي على اهمية استراتيجية لأن آسيا تشكل نقطة مضيئة نسبياً في خضم الغيوم المالية العالمية». وترافق القمة تظاهرات حاشدة مناهضة للحكومة، حيث سد آلاف المتظاهرين المطالبين باستقالة رئيس الوزراء ابهيجت فيغاغيفا الطرق المؤدية الى المجمع حيث تنعقد القمة، فيما شددت السلطات من اجراءاتها الأمنية. وقال نائب رئيس الوزراء التايلاندي سيتويب تاونجسوبان ان الاجتماعات ستجرى بحسب برنامجها المخطط وسط اجراءات امنية مشددة. وقال نائب وزير التجارة الصيني غاو هو تشنغ ان دول «آسيان» قد تصبح ثالث أكبر شريك تجاري للصين بحسب وضع التطورات الحالية. وأوضح ان العلاقات بين الصين وآسيان شهدت تقدماً مستمراً مع تكرر الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى وتكثيف التبادلات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين. ويحتل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة واليابان مراتب أول ثلاثة شركاء تجاريين للصين. وزاد في المؤتمر التحضيري للدورة السادسة لمعرض «آسيان»» الذي عُقد مساء أول من أمس في منطقة غوانغشي الذاتية الحكم لقومية تشوانغ جنوب الصين، ان «آسيان» منطقة رئيسة تُنفذ فيها البلاد استراتيجية تنوع الأسواق واستراتيجية «الخروج من الصين». وحافظت قيمة التجارة الثنائية بين الجانبين على زيادة سريعة في 2008 على رغم تأثيرات الأزمة المالية العالمية لتصل الى 231.12 بليون دولار، بزيادة 13.9 في المئة على أساس سنوي، وأصبحت «آسيان» رابع أكبر شريك تجاري للبلاد. يشار الى ان قادة الصين ودول «آسيان» وقعوا اتفاق اطار في شأن التعاون الاقتصادي الشامل بين الجانبين في تشرين الثاني (نوفمبر) 2002، وبهذا، بدأت رسمياً عملية بناء منطقة تجارة حرة للصين و«آسيان». وقرر الاتفاق بناء هذه المنطقة بحلول عام 2010. وازدادت قيمة التجارة بين الطرفين في شكل كبير في اطار هذا الاتفاق، إذ ارتفعت هذه القيمة من 105.9 بليون دولار عام 2004 الى 202.5 بليون دولار عام 2007، لتحقق هدف وصول هذه القيمة الى 200 بليون دولار قبل ثلاث سنوات من الموعد المحدد. أما في عام 2008، فبلغت قيمة التجارة الثنائية بينهما 231.12 بليون دولار بزيادة 13.9 في المئة على أساس سنوي.