احتجزت أمطار غزيرة هطلت على محافظة حريملاء أمس أكثر من 20 عائلة، كانت خرجت للتنزه بالقرب من وادي الشعيب المجاور للمحافظة، ما استدعى استنفار الدفاع المدني في المحافظة واستعانته بالمركز الرئيسي في الرياض، لإنقاذ المحتجزين، وسط تأكيدات الدفاع المدني على عدم وقوع إصابات أو حالات غرق. وعجزت طائرات الدفاع المدني عن التدخل في عمليات الإنقاذ، لسوء الأحوال الجوية، ما اضطرها إلى استخدام القوارب والسيارات البرمائية، قبل أن يوجه المدير العام للدفاع المدني الفريق التويجري بإرسال آليات ومعدات ثقيلة وسيارات برمائية وقوارب من الرياض للمساعدة في عمليات الإخلاء والإنقاذ. وشهد الموقع الذي تم فيه احتجاز عائلات كثيرة بحسب مراسل «الحياة» الذي تواجد هناك، تجمهراً كبيراً من سكان المحافظة الذين جاؤوا بين متفرج وعارض للمساعدة. وكانت عائلات كثيرة استغلت فترة اعتدال الجو التي تمر بها المنطقة هذه الأيام للخروج إلى البر للتنزه، ومن المعلوم أن مجاري الأودية والشعاب تعتبر لدى كثيرين من أفضل الأماكن للتنزه، خصوصاً أن العشب الخضر ينبت حولها. وحذرت المديرية العامة للدفاع المدني مراراً وتكراراً من الاقتراب من الأودية ومجاري السيول والشعاب، بخاصة في أوقات المطر، وكان آخر تحذير أطلقته خلال اليومين الماضيين، إضافة إلى إرسالها رسائل تحذيرية على الهواتف النقالة للمواطنين والمقيمين. من جهته، أكد المتحدث الرسمي للدفاع المدني النقيب عبدالله القفاري أنه لم تسجل أية إصابات أو غرقى حتى وقت متأخر من مساء أمس. وأوضح أن طواقم إضافية أتت من العاصمة الرياض لمساندة فرق الدفاع المدني في محافظة حريملاء، مؤكداً أن عمليات الإنقاذ استمرت حتى ساعة متأخرة من مساء أمس، استُخدمت خلالها سيارات برمائية وقوارب. وكانت عاصفة ترابية اجتاحت بشكل مفاجئ العاصمة الرياض مساء أول من أمس، تسببت في انعدام الرؤية بشكل شبه كلي، صاحبتها زخات من المطر المتقطع، على رغم تأكيدات الأرصاد الجوية بداية الأسبوع الجاري أن موجات الأتربة ستهادن العاصمة الرياض لأشهر عدة، وتوقعها نهاية أسبوع ممطر. وفي الوقت الذي تساقطت فيه بعض الإشارات المرورية واللوحات الإعلانية بسبب الرياح القوية، واجه زوار مهرجان ربيع الرياض في طريق الملك عبدالله أوقاتاً عصيبة، إذ انطفأت الأنوار في مقر المهرجان، ما سبب حالاً من الفوضى بين العائلات التي اندفعت نحو بوابة المهرجان الوحيدة، بطريقة عشوائية، يعتقد أنها تسببت في إصابات. ووسط الأجواء المناخية السيئة لجأت عائلات إلى الأماكن المخصصة للإعلاميين والإداريين في المهرجان، قبل أن يحدث ماس كهربائي جدّد الذعر بين الزوار. من جهته، أشار مدير إدارة الطوارئ في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة طارق عشماوي إلى أن حالة الغبار هذه تنتهي مع وجود سحب ممطرة، ومن المتوقع في مثل هذه الفترة الربيعية عادة تكوّن السحب وسقوط الأمطار من خفيفة إلى متوسطة إلى غزيرة، لافتاً إلى أن أجواء السعودية مهيأة لتساقط الأمطار حتى منتصف أيار (مايو) المقبل في فترات متقطعة.