تبدي الاقليات الدينية والقومية في العراق مخاوف حقيقية من التهميش في الانتخابات البرلمانية المقبلة، في ظل قانون لم يحسم بعد شكل ونوع الانتخاب، فضلاً عن اقرار تخصيص كوتا لهذه الاقليات.ويعتقد الصابئة المندائيون ان الدستور الجديد انصفهم، عبر الإشارة اليهم كمكون اساسي من مكونات الشعب العراقي. ويقول رئيس تجمع الصابئة سميع داود ل «الحياة» ان «الطائفة ليس لديها طموحات كبيرة اكثر من السماح لها بممارسة شعائرها بحرية «.ويضيف ان وجود «ممثل لنا في الحكومة او البرلمان امر مهم حتى وإن لم نتمكن من الحصول على الاصوات لدخول العملية السياسية»،لافًتا الى ان «الكوتا تضمن حقوق الاقليات الدينية والعرقية في العراق وتساهم في مشاركتها الفاعلة». بدورها، تسعى طائفة الشبك المتمركزة في محافظة نينوى الى ايجاد تمثيل حقيقي لها في البرلمان المقبل، وسط الصراعات السياسية بين القوى الكبيرة ما يجعل هذه المهمة صعبة. ويقول القيادي في الطائفة النائب حنين القدو ل «الحياة» ان «العديد من العائلات تعرضت الى تهديد الجماعات المسلحة، وهناك مخاوف من استهدافنا مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية».ويطالب «البرلمان بحسم امره في تحديد كوتا عادلة للاقليات الدينية والقومية في البلاد، بما يتناسب وحجمها الحقيقي والعمل على توفير وضع امني مستقر لضمان مشاركتنا في الانتخابات المقبلة بعيداً من الضغوط التي تفرضها بعض القوى السياسية». ويرى المسيحيون الذين تعرضت كنائسهم لسلسلة هجمات، كما تعرضوا لموجة تهجير كبيرة من الموصل قبل شهور، ان الكتل الكبيرة ابتلعت الاقليات وعرضتها لغبن كبير»، ويقول النائب المسيحي الوحيد في البرلمان يونادم كنا ان «المسيحيين سيطالبون بمقاعد تتناسب مع توزيعهم السكاني في العراق»، مضيفاً ان «تحديد الكوتا يجب ان يتناسب مع حجم الاقليات الفعلي بما في ذلك المهاجرون والمهجرون منهم». ويشير كنا الى ان «المسيحيين يطالبون بكوتا تتراوح بين 3 و 5 مقاعد في بغداد و3 مقاعد في الموصل ومقعد واحد في البصرة فضلاً عن مقاعد في كركوك»، لافًتا الى ان «الكوتا التي نص عليها قانون الانتخابات السابق لم تكن منصفة والكتل الكبيرة نقضت وعودها ومنحت المسيحيين في بغداد مقعداً واحداً بدلاً من ثلاثة مقاعد». ويثير تصاعد حدة الصراع العربي - الكردي في سهل نينوى في الموصل، حيث تقطن مجموعات كبيرة من المسيحيين المخاوف لديها من وقوعها ضحية هذا الصراع الذي قد يتسع مع اقتراب موعد الانتخابات للاستحواذ على اصوات الناخبين في المحافظة وبموجب الاحصاءات المتوافرة فإن عدد المسيحيين في العراق كان حوالى مليون نسمة قبل عام 2003 لكنه تراجع في شكل كبير بسبب الهجرة. ويقدر عددهم اليوم ب 250 الف نسمة فقط. وتراجع عدد الصابئة الى بضعة آلاف بعد ان كان نحو 70 الف نسمة، كما تراجعت اعداد الشبك والايزيديين بنسب مشابهة.