أعلن مسؤول فلسطيني في معبر رفح الحدودي مع مصر اليوم الأحد أن ثلاث حافلات تقل حوالى مئتي شخص من المرضى وحاملي الإقامات في الخارج، غادرت غزة عن طريق هذا المعبر الذي تكتظ بوابته الخارجية بعدد كبير من الفلسطينيين الراغبين في السفر. وقال مدير هيئة المعابر والحدود في غزة ماهر ابو صبحة إنه "منذ ساعات الصباح الباكر حتى ظهر اليوم، غادرت قطاع غزة ثلاث حافلات تقل حوالى مئتي شخص الى الجانب المصري من معبر رفح". وأضاف أن "هؤلاء الأشخاص هم من بين المرضى الذين حوّلتهم وزارة الصحة من مرضى السرطان والكبد الوبائي والفشل الكلوي، والمحتجزين من حاملي الإقامات والمقيمين في الخارج فقط". وتحدث عن "اكتظاظ بالمسافرين الذين ينتظرون السفر، لكن اليوم مسموح بمغادرة المرضى فقط"، موضحاً أن "يوم الإثنين سيخصص للطلاب المسجلة أسماؤهم لدينا من طلبة البكالوريوس ولديهم إقامات". وذكر مصور من وكالة "فرانس برس" أن "مئات الفلسطينيين ينتظرون عند بوابة المعبر الخارجية ليسمح لهم بالسفر". وأعلنت مصر في وقت سابق على لسان مسؤول في معبر رفح أنها "فتحت المعبر اليوم في الاتجاهين لمدة يومين"، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ نحو شهرين. وأغلقت مصر المعبر وهو أهم منافذ غزة إلى باقي دول العالم في 25 تشرين الأول (أكتوبر)، بعدما قتل متشددون في سيناء المصرية 33 من قوات الأمن في واحد من أعنف الهجمات منذ إطاحة الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي الى جماعة "الإخوان المسلمين" في تموز (يوليو) 2013. وفتحت القاهرة المعبر منذ ذلك الحين مرتين بشكل جزئي وباتجاه واحد للسماح للمحتجزين الفلسطينيين على أراضيها وفي الخارج بالعودة الى القطاع. وسمحت للمرة الأولى اليوم الأحد بعبور الفلسطينيين من المرضى والطلاب والمقيمين في الخارج الى أراضيها. وقال مسؤولون في قطاع غزة الذي تسيطر عليه "حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية" (حماس) الشهر الماضي إن "إغلاق المعبر حال دون سفر نحو ألف شخص من غزة لتلقي العلاج في مصر". وأضاف مسؤول مصري أن "المعبر سيفتح على مدى يومي الأحد والإثنين من التاسعة صباحاً وحتى الساعة الرابعة عصراًَ، مشيراً الى أنه "لم يتم حتى الآن تحديد موعد لفتح المعبر بشكل دائم لأسباب أمنية". ويعدّ معبر رفح المنفذ الرئيس الوحيد لدخول غزة، إذ تفرض إسرائيل حصاراً على القطاع. وبعد هجوم سيناء في تشرين الأول، صعّدت مصر عملياتها العسكرية في المنطقة، وهدمت منازل لإقامة "منطقة عازلة" على الشريط الحدودي مع غزة. وتهدف مصر إلى تدمير شبكة الأنفاق التي تستخدم لتهريب الأسلحة من غزة وإليها، لكن سكاناً في سيناء يقولون إنها "تستخدم لنقل البضائع الاستهلاكية التي توفّر مصدر دخل حيوياً للقطاع المنعزل".