إعلامية سعودية اقتحمت المجال الفني بأسرع الطرق، فظهرت في أهم الأعمال الفنية السعودية مثل «جرذان الصحراء» و«سواق وشغالة»، وحظيت بشعبية كبيرة خلال فترة وجيزة، نصرة الحربي من حملت حلم «المحاماة» في صغرها تعتقد أن المرأة ستكون قريباً صاحبة مناصب في الاتحادات الرياضية، في وقت تكشف فيه عن ميولها بعشقها الكبير للنصر، وتوقعاتها بأن يستمر فريقها بطلاً للموسم الحالي، ولكنها تؤكد أن الكرة السعودية تفتقر للاعب الفذ المختلف عن أقرانه. وشددت نصرة على أن ممارسة الرياضة أمر مهم للغاية لكل فتاة، مبينة أن البداية من الأعمال المنزلية العادية التي تعد أفضل الرياضات، ولم تخف الممثلة الواعدة أنها تدربت أكثر من شهرين على لعبة «آي كيدو» القتالية، مواضيع أكثر تحدثت عنها نصرة عبر حوارها مع «الحياة».. فإلى نص الحوار: من هي نصرة الحربي باختصار؟ - فتاة مثابرة، تحلّت بالطموح منذ صغرها، وكنت أحلم بدراسة «المحاماة» ولكن لم يكن ذلك مقدراً لي، ووجدت «يوتيوب» والإعلام الجديد يرحّب بي وبجميع الشابات السعوديات، فلجأت إلى «يوتيوب» وكان هناك أول ظهور لي وأخترت أكثر من موضوع للظهور به، كما أنني لا أنسى أنني فتاة سعودية وأحمل لقب الحربي، لذلك لدي تحفظات كثيرة على رغم دخولي مجال الفن، فأنا دائماً ما أكون حريصة على اختيار النصوص المناسبة لبيئتي التي نشأت بها. تشعرين بالمغامرة بعد اقتحامك هذا المجال؟ - طبعاً، لأنها لم تكن خطوة سهلة، كونه من الصعب تقبل دخول الفتاة السعودية مجال التمثيل خصوصاً أنها ستجد عدم القبول من الكثير من أهلها وأقاربها ومحيطها بشكل عام، ولكن بالنسبة إليّ تشجيع الأهل كان أهم العوامل التي ساعدتني على تسارع خطواتي في مجال الفن. وهل أسهم ذلك في بروزك السريع؟ - بالتأكيد، فالكثير يقول إنني لم أدخل المجال الفني بهدوء، بل أقتحمته بسرعة هائلة، وبحمد الله سعيدة بذلك كثيراً. يضع ذلك حملاً ثقيلاً على أكتافك؟ - قد يكون حملاً ثقيلاً قبل ثلاثة أعوام أو قبل ذلك، ولكن في الوقت الحالي اختلفت الأمور، وتبدلت الأحوال، وباتت المرأة التي لا يكون لها حراك إعلامي فاقدة للثقافة وهذا الفكر بدا يتفشّى في المجتمع، لهذا لم تعد الأوضاع بالصعوبة التي كانت عليها في الأعوام الماضية من عدم تقبل لظهور العنصر النسائي السعودي في الساحة الإعلامية، ولكن في الوقت الراهن أصبح أقل ما تقوم به المرأة هو الكتابة لمصلحة صحيفة أو مجلة، وفي أقل الأحوال تعبّر عن آرائها عبر موقع «تويتر». وهل تبدل الحال مع الفتاة في المجال الرياضي؟ - المرأة السعودية بالتحديد باتت مهتمة الآن بكل التفاصيل التي تهم كيان الإنسان، فعلى سبيل المثال مطالب قيادة المرأة لا تنبع لأجل مجرد اقتناء سيارة وقيادتها فقط، ولكن هناك أمور مهمة في حياة الكثير من النساء تتطلب ذلك، إضافة إلى مواضيع ومطالب أخرى، وإذا ما تحدثنا أيضاً عن كرة القدم الرياضة الأكثر شهرة لدينا، فهناك فتيات يعرفن تفاصيل حقيقية عن اللعبة، ويملكن ثقافة عالية عن قواعد اللعبة واللاعبين والأندية والمسابقات أكثر حتى من بعض الرجال، وأتمنى أن تكون الرياضة أمراً مهماً وأساسياً في حياة الفتاة السعودية دائماً. تطالبين بوجود مناهج رياضية في المراحل التعليمية للبنات؟ - بالتأكيد، لأن الرياضة بكل فنونها مهمة للمرأة قبل الرجل بسبب تركيبتها الجسدية فهي في حاجة دائمة إلى النشاط والحيوية والقوة البدنية، فنحن نتعلم منذ صغرنا أن العقل السليم في الجسم السليم، فتجد الفتاة الآن تفكر في نوعية غذائها وصحتها، وليس كما يشاع فقط أنها تفكر فيما ترتدي من ملابس وأي المطاعم ترتاد، ومثل المناهج التعليمية ستعزز من معاني أهمية الرياضة لدى الفتيات، ما سيقلل من السمنة وأمراضها ويزيد من معدل الثقافة الصحية في مجتمعنا النسائي. تمارسين الرياضة؟ - نعم، فأنا استفيد كثيراً مما تقدمه أمانات المدن من مشاريع مفيدة للشباب مثل طرقات المشي وتحديداً «ممشى الملك عبدالله»، إذ يمتاز الطريق بإرشادات وتم تزيينه بالورود، وبات مريحاً لممارسة الرياضة، حتى أن الكثير من الفتيات اعتدن على المشي من أجل الرياضة فقط وليس من أجل النزهة. الأندية الرياضية التجارية في بعض الأحيان تمنع الفتيات من دخولها لمغالاتها في أسعار الاشتراكات، فأين تنصحين بممارسة الرياضة؟ - المنزل، والدتي دائماً ما كانت تعلمني ذلك، فالأعمال المنزلية بشتى وجوهها تعد رياضة للجسد تتميز بها النساء، بل إنها أسهل رياضة، فيكفي أنك تقوم بتحريك جسدك بصفة يومية، ومن الممكن أيضاً إضافة بعض الأجهزة الرياضية للمواظبة على التدريبات من يوم إلى آخر. سبق أن مارستِ لعبة رياضية معينة؟ - قضيت أكثر من شهرين في المغرب وأنا أتعلم «آيكيدو» وهي لعبة دفاع عن النفس، تسهم في التصدي للهجوم بطرق فنية من دون اللزوم للتمتع بجسد صلب، بل هي تحركات بسيطة فيها من السرعة والذكاء للدفاع عن النفس، وتمنيت أن أواصل ولكن لم يسمح لي وقتي بذلك. تتباهين دائماً بانتمائك لفريق النصر، هل تؤيدين من المشاهير الكشف عن الميول في ظل قوة المنافسة في الوقت الراهن؟ - أعتقد أن الإفصاح عن الفريق الذي نؤازره أمر إيجابي إلى حد بعيد، وربما أيضاً يكون سلبياً في بعض الأحيان، ولكني أتحدث هنا عن الكشف عن الميول من منطلق أن مثل تلك الأمور طبيعية أمام منافسة شريفة في الملعب وودودة خارجه، فأنا نصراوية وهذا لا يعني انتقاصاً من الهلال أو الاتحاد أو الأهلي، فمساندتي للنصر لأنه فريق عريق وله إنجازات، وأتمنى أن ينتصر، وحينما أكون نصراوية وآخر هلالي فسيتسم حديثنا الودي بالفائدة إذا ما ابتعدنا عن التعصب، فأنا لا أحمل شحنات سلبية ضد الأندية المنافسة، ولعل هذا ما أتمنى أن يكون بين جماهيرنا في شكل عام، فالإفصاح عن الميول يقضي على التعصب ويقوي لغة الحوار. واجهتِ مشكلات مع الجمهور بسبب نصراويتك؟ - إطلاقاً، بالفعل أنا أشجع النصر ولكن لم أسئ يوماً إلى جماهير الأندية الأخرى، لذلك أجد المساندة من الكثيرين، بل إن بعض من ينتمي للفرق الأخرى يتمنى أن يكون نصراوياً بعد أن يتابع حساباتي الإلكترونية، وأشكر الله على نعمة محبة الجمهور. لوحظ أن فنانات كثر أظهروا تعلقهن بالرياضة أخيراً، هل هو اختلاف جيل؟ أم أن الرياضة فرضت نفسها على الجميع؟ - أعتقد أن الرياضة فرضت نفسها، كما أن كرة القدم باتت اليوم مدخلاً مهماً للمشاهير من أجل التواصل والتقرب من جماهيرهم، فربما تجد نوعية من الجماهير لا يتابعون المسلسلات، إلا أن موضوعاً في مسلسل معين يعالج مشكلات الرياضة مثلاً يجذبه ومعه الكثير من الجمهور، لذلك تجد أن كرة القدم أصبحت عاملاً مهماً في الأعمال الفنية اليوم، ومن الجميل أن تصل إلى المنزل من أصغر أفراده إلى أكبرهم عبر المسلسلات. الكثير من الأعمال الفنية اتجهت إلى عرض مواضيع حول كرة القدم، تؤيدين تلك الظاهرة؟ - بالطبع، لأن الكاتب يقوم بتوضيح صور لم نكن نشاهدها جيداً كما يراها، وعلى سبيل المثال ما تطرق إليه فايز المالكي من تعصب مقزز يصل في بعض الأحيان إلى حالات الطلاق، وهذا أمر حقيقي وليس مجرد مبالغة من كاتب أو ممثل، وهناك أيضاً إخوة قتلوا بعضهم بسبب مباريات، ومن الرائع أن يوصل الممثلون رسائلهم عبر أعمالهم التلفزيونية. هناك طقوس معينة تتابعين من خلالها المباريات؟ - غالباً أتابع مباريات النصر تحديداً منفردة، لأن تركيزي يكون أعلى، وحتى أقوم بتحليل أمور الفريق بدقة، ولكن مباريات الفرق الأخرى لا أمانع من مشاهدتها برفقة الآخرين. كيف وجدتِ الانتصار على الهلال؟ - شعور رائع، فالفوز على منافس كبير وفي مباراة «دربي» يزيد من سعادتك. من هو أفضل اللاعبين السعوديين في نظرك؟ - قد ينصدم الكثير من الجماهير بإجابتي، ولكن لا أعتقد أن هناك لاعباً يستحق أن نسميه الأفضل فنحن نفتقر إلى اللاعب المحترف، قياساً باللاعبين الأجانب في المسابقات الأوروبية الكبرى، وربما أن الأكثر بروزاً في الآونة الأخيرة هو محمد نور، بعد انتقاله إلى النصر وتاريخه الكبير، وربما ناصر الشمراني، الذي يقدّم نفسه بصورة طيبة هذه الأيام. من هو فريقك على الصعيد العالمي؟ - «كاتالونية» برشلونية من الطراز الرفيع. ومن هو لاعبك المفضل؟ - جميعهم يقدمون كرة قدم رائعة، ولكن بالتأكيد أن ميسي يقدّم سحراً وهو الأفضل في طبيعة الحال. راضية عن أداء المنتخب السعودي؟ - لن أقول أن هناك تقصيراً من «الأخضر» فأنا في النهاية أتابع المنتخب عبر المباريات الرسمية وآخرها كأس الخليج، ثم نتحدث عن رأينا بحدة تجاهه من خلف الشاشات، متناسين أن هناك من يتعب ويقدّم الكثير لظهور المنتخب في شكل مميز، كما أننا لو كنا في مكان اللاعبين الذين يعيشون ضغوطات عالية، وهم يرتدون قميص المنتخب الثمين لما كانت حدة آرائنا كما هي الآن. هل أنت متابعة جيدة للبرامج الرياضية؟ - كنت أتابع صدى الملاعب ثم توقفت لانشغالي، إضافة إلى البرامج الرياضية عبر «يوتيوب» فأجد حملات لنبذ التعصب، وهذا هو المطلوب من البرامج، متى ما كان محتواها بعيداً عن الصراعات. هل حان الوقت لوجود المرأة في الاتحادات الرياضية؟ - أعتقد ذلك، فوجودها سيرفع من ثقافة النساء عن الرياضيات، وبصراحة لا خوف على المرأة اليوم إذ يبدو أننا سنراها في كل المقاعد في القريب العاجل. تتمنين أن تكوني مكان زوجات اللاعبين؟ - لا لا، ولا أتمنى بل أنني أشفق عليهن للضغط الذي تعيشه زوجة اللاعب، فهي تعيش مع رجل يسافر دائماً، وحياته متعلقة بكرة القدم، فبعضهم يدخل معسكراً يتجاوز ال15 يوماً، إضافة إلى أن بعض الزوجات تكون نصراوية وزوجها لاعب هلالي فأعانها الله على ذلك. تتمنين أن تكوني صاحبة منصب رياضي؟ - أتمنى بالتأكيد أن أكون شرفية في النصر.