واشنطن، طهران - «الحياة»، أ ف ب - حذرت الولاياتالمتحدةإيران أمس، من أنها ستتعرض لعقوبات «شاملة» تستهدف «نقاط الضعف الأساسية» في اقتصادها، إذا لم تحوّل «أقوالها البناءة الى أعمال ملموسة»، فيما اعتبرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن زيارة مديرها العام محمد البرادعي لطهران هذا الأسبوع شكلت «نقطة تحول في العلاقات بين إيران والوكالة من جهة، وبينها وبين الغرب من جهة أخرى». وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) بأن كبير المفاوضين النوويين سعيد جليلي سيحضر جلسة طارئة تعقدها اليوم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان)، ليقدم تقريراً عن محادثات جنيف مع الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني. جاء ذلك في وقت اكد مرشد الجمهورية علي خامنئي ان المناورات الصاروخية الايرانية لا تشكل تهديدا لدول المنطقة، وقال خلال مراسم تخريج ضباط في قاعدة نوشهر البحرية في محافظة مازندران شمال البلد، ان «قوة الجمهورية الاسلامية ومناوراتها والتقدم (العسكري) لا تشكل تهديداً للدول المجاورة والدول الاخرى». في فيينا، أشار مسؤول في الوكالة الذرية إلى أن «هناك أجواء من الارتياح العام تسود الوكالة إزاء نتائج» زيارة البرادعي لطهران، معتبراً أنها تمثل «نقطة تحول في العلاقات بين إيران والوكالة من جهة، وبينها وبين الغرب من جهة أخرى». ورأى المسؤول أن نتائج الزيارة «تعكس رغبة إيرانية حقيقية في رفع سقف تعاونها مع الوكالة». من جهتها، اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ان محادثات جنيف حققت نجاحاً محدوداً. وقالت لشبكة «سي أن أن» إن المفاوضات أثمرت 3 اتفاقات «تُكسبنا وقتاً لإمعان التفكير في ردهم، وصدق أفعالهم، ونتحرك في شكل متزامن على مسار مزدوج»، في إشارة الى مساري الحوافز والعقوبات. وفي سياق العقوبات المقترحة، قال ستيوارت ليفي مساعد وزير الخزانة الأميركي المكلف الاستخبارات المالية ومكافحة الإرهاب، ان الإدارة «أظهرت التزامها في سبيل تسوية ديبلوماسية للقضايا العالقة بين إيران والمجموعة الدولية». وأضاف أمام لجنة الشؤون المصرفية في مجلس الشيوخ: «إذا لم تحترم إيران التزاماتها، ستكون الولاياتالمتحدة مرغمة للاتجاه نحو تعزيز العقوبات. إذا لم تترجم إيران أقوالها البناءة الى أفعال ملموسة»، وقرر الرئيس باراك أوباما إجراءات إضافية، «سنكون مستعدين للتحرك والأفضل مع شركائنا الدوليين». وشدد على ان «الإجراءات المالية لا تصل الى أقصى فاعليتها إلا عندما تُفرض في إطار جهد واسع مع تأييد اكبر ائتلاف دولي ممكن لها، لذلك نعمل في شكل وثيق مع حلفائنا فيما نضع هذه الاستراتيجية». وتابع ليفي: «الخطة التي نضعها شاملة، وتأخذ في الاعتبار أن أي عقوبة غير كافية منفردة، وسنحتاج إلى فرض إجراءات متزامنة تأخذ أشكالاً متعددة، كي تكون فاعلة». ورأى أن العقوبات المفروضة أعطت نتائج، وان بإمكان الحلفاء عبر استهداف «نقاط الضعف الأساسية والصدوع في إيران»، ان يظهروا للحكومة الإيرانية إذا تطلب الأمر أنها ستتحمّل «كلفة باهظة» لعدم تعاونها مع المجتمع الدولي. وأكد جيمس ستاينبرغ نائب وزيرة الخارجية الأميركية أن المبادرات الديبلوماسية الدولية تجاه إيران «لها سقفها»، خصوصاً عند الأخذ في الاعتبار «أساليب إيران المخادعة» في شأن ملفها النووي. وقال خلال الجلسة ذاتها أن هدف الديبلوماسية هو منع إيران من امتلاك سلاح نووي، وفتح الباب في الوقت ذاته على خيار العقوبات الدولية في حال لم تحقق الديبلوماسية هذه النتيجة. وحول الحوار الإيراني - الأميركي من خلال الدول الست، توقع ستاينبرغ نتائج عملية نهاية الشهر الجاري، لجهة التنازلات الإيرانية والتفاصيل حولها. واعتبر ستاينبرغ مواجهة الدور الايراني المزعزع لاستقرار منطقة الشرق الاوسط ضمن الأهداف الأبرز لاستراتيجية الرئيس باراك أوباما حيال ايران، وأشاد بالتقارب العربي- العربي في حل الأزمة اللبنانية. وقال «في السنوات الأخيرة استفادت ايران واستغلت عدم الاستقرار في العراق وأفغانستان والأراضي الفلسطينية»، مضيفا «ان استراتيجتنا في الشرق الأوسط الكبير هي في دعم أمن شركائنا وتقليص قدرة ايران على استغلال هذه الظروف لمصلحتها». وتابع «نعمل مع شركائنا الاقليميين وبينهم مصر والأردن واسرائيل والعراق ولبنان ودول الخليج لتطوير التعاون في ادارة التحديات الأمنية والسياسية والديبلوماسية الآتية من طهران». واوضح ان «هذه الجهود بدأت تعطي مؤشرات نجاح من بينها منتدى التعاون الخليجي زائد ثلاثة، والتعاون العربي- العربي في التعامل مع الأزمة اللبنانية، والمحادثات الأمنية والعسكرية مع دول الخليج لزيادة دعم الحكومة العراقية».