لبىّ عشرات آلاف العراقيين أمس دعوة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر إلى التظاهرة السنوية التي ينظمها تياره للمطالبة بخروج قوات الاحتلال، بالتزامن مع الذكرى السادسة لسقوط بغداد في أيدي القوات الأميركية. على صعيد آخر، اطلقت القوات الأمنية العراقية حملة لإعادة احتجاز آلاف المعتقلين الذين أطلقهم الجيش الأميركي من سجونه «للتدقيق في ملفاتهم»، بعدما تأكدت من معلومات تفيد أن «بعضهم عاد إلى نشاطه الإرهابي السابق وشارك في الهجمات التي شهدتها بغداد هذا الأسبوع». وتجمع المتظاهرون في ساحة الفردوس، وسط بغداد، حيث أزيل تمثال كبير للرئيس الراحل صدام حسين في 9 نيسان (ابريل) 2003 بعد دخول الدبابات الأميركية الى بغداد. وحمل المشاركون اعلاماً عراقية، ورفع بعضهم صور الصدر ووالده محمد صادق، ولف بعض المتظاهرين أجسادهم بالعلم العراقي. وقال المسؤول البارز في التيار الشيخ حازم الأعرجي إن «على من يرفض الاحتلال ان يشارك في التظاهرة (...) فجميع العراقيين من عرب وأكراد ومسيحيين يقولون كلا كلا أميركا». وشارك نواب من الكتلة الصدرية (30 نائباً) في التظاهرة التي واكبتها اجراءات أمنية مشددة، كما شاركت وفود من بعض المناطق بينها وفد من «مجلس انقاذ الأنبار» العشائري. وقال الناطق باسم الصدر الشيخ صلاح العبيدي، إن «مقتدى يطالب الرئيس الأميركي باراك اوباما بالعمل على رحيل قواته». وأضاف نقلاً عن الزعيم الشيعي: «نطالب اوباما بمساندة الشعب العراقي لخروج القوات الاميركية من العراق». وطالب أنصاره بالتعاون مع قوات الأمن و «التآخي بينهم وبين القوات العراقية والبدء بمصافحة اخوانهم». ووضع في الساحة حيث تجمع المتظاهرون علم أميركي كبير كي تدوسه الأقدام. وأحرق علم اميركي ودمى تمثل صدام والرئيس جورج بوش. من جهة أخرى، قال مصدر أمني رفيع المستوى ل «الحياة» إن تنظيم «القاعدة» حصل «على أسلحة حديثة خاصة بتفخيخ السيارات يصعب العثور عليها ويحاول إعادة نشاطاته بالتعاون مع مجموعات بعثية بينها جيش الطريقة النقشبندية التابع لنائب الرئيس السابق عزة الدوري». وأوضح أن لدى التنظيم «عبوات مخروطية الشكل مصنعة خصيصا لتفخيخ السيارات عبر العوادم التي لا يمكن اكتشافها». إلى ذلك، كشفت مصادر أمنية وعشائرية في منطقة الطارمية (شمال بغداد) عن بدء حملة للبحث عن «أمير التفخيخ» في «القاعدة» الذي اطلق من السجون الاميركية، بعد تلقيها معلومات عن علاقته بشبكة لتهريب المتفجرات إلى قلب بغداد. وقال الشيخ خليل العمران، من وجهاء قرية الشيخ حمد في الطارمية (شمال بغداد) إن «أمير التفخيخ المدعو طالب علوان عاود نشاطه الإرهابي فور إطلاقه في بداية العام». وأوضح انه «خضع لمراقبة ابناء القرية ممن يعملون في صفوف الصحوة وحين أحسّ بالخطر فرّ الى مكان مجهول وتمكنا من الإمساك بشقيقه فيصل الذي تم تسليمه الى القوات الأمنية». إلى ذلك، وصل رئيس الوزراء نوري المالكي إلى موسكو أمس، ويتوقع أن يلتقي اليوم الرئيس ديمتري ميدفيديف ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين. وتتزامن زيارته مع تصنيف شركتي «لوك أويل» و «روسنفط» الروسيتين مؤهلتين للمشاركة في استدراج عروض في العراق.