إسلام آباد - أ ف ب - قال محللون ان الاعتداء الذي ادى الى مقتل خمسة موظفين في مكتب للأمم المتحدة في وسط إسلام آباد خاضع لحراسة مشددة الاثنين، يكشف ان حركة «طالبان باكستان» ما زالت تشكل تهديداً على رغم ضربات الجيش والصواريخ الاميركية. جاء ذلك بعد تبني الحركة الاعتداء الذي نفذه انتحاري نجح في الوصول الى مكاتب برنامج الغذاء العالمي. ونقلت محطة «جيو» الباكستانية عن الناطق باسم الحركة أعظم طارق وقوفها وراء التفجير الذي أدى إلى إقفال مكاتب البرنامج التابع للأمم المتحدة في إسلام آباد. وتوعّد طارق بالمزيد من الهجمات ضد أهداف أجنبية ومحلية. واتهم برنامج الغذاء العالمي بأنه يروّج لأجندة أميركية، وأضاف: «لا يحركون ساكناً أمام المجازر ولا يعلقون على عمليات القتل في وزيرستان وغيرها من المناطق». وأكد ان الحركة أرسلت «المزيد من الانتحاريين إلى أجزاء مختلفة من البلاد وحددت لهم الأهداف التي سيهاجمونها». ومنذ تموز (يوليو) 2007، قتل حوالى 2150 شخصاً في باكستان في سلسلة هجمات تبنت «طالبان باكستان» معظمها. وأكدت الحركة ولاءها لزعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن. وما زالت الهجمات ومعظمها انتحارية مستمرة على رغم الهجمات العديدة التي شنها الجيش في المناطق القبلية الحدودية لافغانستان. وفي إسلام آباد اصبحت الهجمات بآليات مفخخة اصعب بسبب الحواجز العديدة التي اقامتها الشرطة او الجيش اللذان يقطعان الطرق بالجدران المضادة للانفجارات التي تطوق المباني الرسمية والسفارات. وهذا ما دفع الانتحاريين الى اللجوء الى الحيلة. وارتدى الانتحاري بزة عسكرية لإيصال المتفجرات الى مدخل مكاتب برنامج الغذاء العالمي. وأحيا الاعتداء مخاوف سكان العاصمة التي شهدت 12 هجوماً انتحارياً خلال سنتين. كما أحيا مخاوف السفارات والامم المتحدة والمنظمات غير الحكومية التي قامت بإجلاء عائلات موظفيها بعد الهجوم الذي استهدف فندق «ماريوت» واسفر عن سقوط ستين قتيلاً في 20 ايلول (سبتمبر) 2008. وقبل ان تتبنى اي جهة الاعتداء، كان وزير الداخلية رحمن مالك صرح بأن الجيش «قصم ظهر طالبان»، ووصف هذا الهجوم بأنه «عمل يائس» قام به «ثعبان جريح». ورحمن مالك نفسه صرح قبل شهرين ان الزعيم الجديد ل «طالبان باكستان» حكيم الله محسود قتل. ومني الاثنين بخيبة كبيرة عندما ظهر حكيم الله محسود على شاشات التلفزيون بعيد الهجوم، وهو يتوعد «بالثأر من باكستان واميركا» على اطلاق الصواريخ الاميركية على مقاتلي «القاعدة» في المناطق القبلية. وأكد محمود شاه الجنرال السابق المكلف المناطق القبلية ان اعتداء الاثنين يحمل بصمات «القاعدة». وقال ان «القاعدة دخلت على الخط لتؤمن لطالبان فترة لالتقاط الانفاس من اجل اعادة تنظيم صفوفها». واضاف: «علينا الاستعداد لهجمات اخرى اكثر دموية».