أعلن عناصر ينتمون إلى «داعش» في تونس، بينهم إرهابي معروف يُدعى «أبو مقاتل» واسمه الحقيقي أبو بكر الحكيم، مسؤوليتهم عن اغتيال المعارضين التونسيَين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، فيما بدأ التونسيون في الخارج الإدلاء بأصواتهم في الدورة الرئاسية الثانية التي تنطلق في تونس بعد غد الأحد. وتبنّى مسلحون عرّفوا عن أنفسهم بأنهم ينتمون إلى «داعش»، اغتيال بلعيد والبراهمي، في شريط فيديو نُشر على شبكة الإنترنت. وقال «أبو مقاتل» المتهم من جانب السلطات التونسية باغتيال المعارضَين التونسيَين العام الماضي، في الشريط: «نعم يا طواغيت (في إشارة إلى قوات الأمن والجيش) نحن من اغتلنا شكري بلعيد ومحمد البراهمي»، متوعداً باغتيال المزيد من المعارضين والأمنيين والعسكريين «ما دامت تونس لا يحكمها الإسلام». وانشغل الرأي العام التونسي بهذا الشريط، بخاصة أنها المرة الأولى التي تتبنى فيها مجموعات مسلحة صراحةً اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد (6 شباط - فبراير 2013) والنائب القومي محمد البراهمي (25 تموز - يوليو 2013). في غضون ذلك، انطلقت مساء أمس، عملية التصويت في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية بالنسبة إلى التونسيين المقيمين في أستراليا ودول شرق آسيا، فيما تبدأ اليوم في العالم العربي وأوروبا والأميركيتين. وتدخل البلاد منتصف ليل الجمعة - السبت في فترة صمت انتخابي، إلى حين انتهاء التصويت. وتعهد الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي، في حوار تلفزيزني مساء أول من أمس، عدمَ الترشح لولاية أخرى في حال انتخابه. وقال: «أعتبر أن سن رئيس الدولة لا يجب أن تتجاوز 75 سنة نظراً إلى العمل المضني الذي ينتظر الرئيس المقبل». وأكد المرزوقي أنه من «باب المسؤولية الأخلاقية والسياسية لن أترشح لولاية ثانية»، علماً أن الدستور التونسي يمنع رئيس الجمهورية من الترشح لأكثر من ولايتين رئاسيتين. وكان الرئيس المنتهية ولايته نشر ملفه الطبي الذي نص على أنه يملك «كل المؤهلات البدنية والعقلية لممارسة النشاطات التي يفرضها منصب رئاسة الجمهورية، ولا توجد أية عوارض مرضية تمنعه من أداء واجبه». واعتذر المرزوقي عن استخدام عبارة «الطاغوت» التي صدرت عنه قبل أيام، معتبراً أنها «زلة لسان» معترفاً بأن حملته الانتخابية تضمنت بعض الأخطاء مثل انتقاد وسائل الإعلام، مشيراً في الوقت نفسه إلى وقوع منافسه رئيس حزب «نداء تونس» العلماني الباجي قائد السبسي في زلات وجب عليه أن يعتذر عنها. ويحظى السبسي بدعم قطاعات من المثقفين والعلمانيين، فيما يحظى المرزوقي بدعم جزء كبير من أنصار حركة «النهضة» الإسلامية وعدد من ناشطي اليسار. وتنتظر البلاد إجراء الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية الأحد المقبل التي ستنهي العمل بالمؤسسات الانتقالية، وتدخل البلاد في مرحلة المؤسسات الدائمة التي أقرها دستور البلاد الجديد، بدءاً من كانون الثاني (يناير) 2014. وكانت الانتخابات الاشتراعية أسفرت عن فوز حزب «نداء تونس» ب86 مقعداً مقابل حلول حركة «النهضة» في المركز الثاني ب69 مقعداً من أصل 217.