القدس المحتلة، غزة - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - أتمت إسرائيل وحركة «حماس» أمس صفقة تبادل جزئية، بوساطة مصرية وألمانية، أطلقت الدولة العبرية بموجبها سراح 19 أسيرة فلسطينية في مقابل شريط قصير يتضمن رسالة من الجندي الأسير في قطاع غزة غلعاد شاليت دعا فيها إلى التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين لإطلاق سراحه. وبدا أن كلاً من طرفي الانقسام الفلسطيني يسعى إلى استغلال الإفراج عن الأسيرات لتسجيل نقاط، إذ غابت رايات حركة «حماس» وقادتها عن الاستقبال الحاشد للأسيرات المحررات الذي شارك فيه مئات أمام قاعدة عوفر العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، فيما انتشرت مكبرات صوت تبث أغنيات لحركة «فتح» ورموز السلطة. وفور خروجهن، استقبل الأسيرات وفد رسمي من السلطة برئاسة وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، قبل أن ينقلن في حافلات إلى مقر الرئاسة، حيث استقبلهن الرئيس محمود عباس، وصافحهن واحدة واحدة، ثم ألقي كلمة اعتبر فيها الإفراج عنهن «مكسباً»، وتعهد «مواصلة العمل لتحرير» رفاقهن في السجون الإسرائيلية. أما الأسيرة المحررة الوحيدة من قطاع غزة، فنقلت فور وصولها إلى معبر بيت حانون، في موكب أرسلته «حماس»، إلى مقر رئاسة الحكومة المُقالة، حيث كان رئيسها إسماعيل هنية يحمل طفلها أمام كاميرات وسائل الإعلام. وبعد وصولها، ألقى كلمة وهي إلى جانبه، اعتبر فيها إتمام الصفقة «انتصاراً للمقاومة». وأشاد بالدور المصري والألماني في الاتفاق، مؤكداً ان «ما جرى في هذه الخطوة، وإن كانت خطوة قصيرة، يفتح باب الأمل لإنجاز صفقة مشرّفة بين الاحتلال والمقاومة على طريق تحرير الأسرى والأسيرات من سجون الاحتلال، وهي خطوة واثقة على طريق المصالحة». وأعلنت «حماس» أن أسيرة أخرى من غزة هي روضة حبيب، سيُفرج عنها غداً الأحد. وتنتمي أربع من الأسيرات إلى «حماس» وخمس إلى «فتح» وثلاث إلى «الجهاد الإسلامي» وواحدة إلى «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، في حين لا تنتمي سبع أخريات إلى أي فصيل. وخلال الاحتفال في رام الله، نقلت بعض الأسيرات المحررات عن زميلاتهن في السجون الإسرائيلية مطالبتهن بالعمل على إطلاق سراح جميع الأسرى والأسيرات من دون استثناء. وقالت لنان أبو غلمة (32 عاماً) من قرية بيت فوريك قرب نابلس: «رسالتنا هي التمسك بإطلاق سراح جميع الأسرى، وفي مقدمهم القادة مثل الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات والقائد الفتحاوي مروان البرغوثي». أما الشريط الذي تسلمته إسرائيل لشاليت، فبثه التلفزيون الإسرائيلي. وبدا الجندي مبتسماً وهو يرتدي زياً عسكرياً إسرائيلياً، وإن كان صوته مهتزاً وهو يقرأ رسالته إلى عائلته وإلى الحكومة الاسرائيلية، لكنه ظهر هادئاً وبصحة جيدة، باستثناء حلقات سوداء تحت عينيه. وطالب شاليت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ب «التوصل إلى اتفاق» تبادل من أجل إطلاق سراحه. وقال: «أتمنى... وأنتظر منذ وقت طويل اليوم الذي يطلق فيه سراحي. آمل أن لا تفوت الحكومة التي يقودها بنيامين نتانياهو فرصة التوصل إلى اتفاق كي أتمكن من تحقيق حلمي ونيل الحرية». وحمل عدداً من جريدة «فلسطين» التابعة ل «حماس»، لإثبات تاريخ تسجيل الشريط، كما وقف ثلاث ثوان لإظهار أن قدميه سليمتان.