أعراض الأمراض ونتائجها لا تتوقف أحياناً على المريض، بل تتجاوزه إلى المحيطين به، فما بالك إذا كان هؤلاء أطفالاً صغاراً ليس لديهم من يعتمدون عليه بعد الله؟هذا هو الواقع المؤلم لسيدة في منتصف العقد الرابع من عمرها، فقدت البصر والذاكرة، ولديها ستة ابناء أكبرهم 15 عاماً وأصغرهم سنة وثلاثة أشهر، وبعد أن كانت ترعى أبناءها وتهتم بهم، باتت في حاجة ماسة إلى من يقوم على شؤونها. البداية كانت جراحة أرادت من خلالها فاطمة الحوبلي إنهاء معاناتها مع ضعف البصر، إلا أن ما حدث كان أسوأ مما كانت تريد الشفاء منه. «حاتم مهدي» زوج فاطمة تحمل نتائج الجراحة، فزوجته فقدت البصر والذاكرة، إضافة إلى حاسة الشم وتوقف الدورة الشهرية، كل ذلك بسبب إجراء جراحة لإزالة ورم دموي على الغدة النخامية. ويقول حاتم: «عانت زوجتي في فترة حملها بطفلتنا الصغيرة من ضعف في البصر بشكل كبير، وعندما ذهبت معها للكشف لدى المستشفيات الخاصة وأجريت لها الفحوصات والتحاليل والأشعة ظهرت النتيجة لتؤكد وجود الورم الدموي، وبعد الولادة انتقلت بها إلى مستشفيات أخرى وأكدوا أن الورم حميد ويحتاج إلى جراحة لإزالته أو كي بالكهرباء، وكلفة هذه الجراحة تزيد على 45 ألف ريال وبسبب حالتي المادية المتعسرة ذهبت بها إلى مستشفى حكومي لأن لديها ملفاً هناك». ويضيف: «هناك التقينا الدكتور وحدد لنا يوم الجراحة بشكل سريع من دون أن يتحدث معنا الجراح لنعرف نتائج الجراحة ومضاعفاتها والتوقعات المرجوة منها»، موضحاً أن المستشفى اتصل به لإحضار زوجته في الموعد الذي تم تحديده لعمل الفحوصات والتحاليل قبل الجراحة وتم عمل اللازم وأجريت الجراحة. ويستطرد حاتم: «بعد مرور ثلاثة أيام وردني اتصال من المستشفى وألحوا علي بضرورة الحضور ويومها التقيت الطبيب الجراح الذي أجرى الجراحة، وأخبرني أن زوجتي أصيبت بنزيف وجلطتين خلال الجراحة، ولم أعرف ما السبب في ذلك، هل كان بسبب الجراح أم التخدير؟ علماً أنها لم تكن تعاني من أي مشكلات صحية قبلها». بقيت فاطمة في المستشفى أكثر من شهر، كان حاتم خلالها يتجرع مرارة الندم لأنه لم يستطع مقابلة الجراح. هذه المرارة زادت بعد أن أخبره الجراح بعد الجراحة بأن ذاكرة فاطمة لن تعود. ويستدرك حاتم: «أحد جراحي القسم ويدعى محمد باسمح أخبرني أن الذاكرة والبصر سيعودان لها بعد مرور ثلاثة أشهر من الجراحة، وطلبوا مني التوقيع على ورقة بعد المضاعفات التي حصلت لها لا أعرف ما تحتويه، وكان خروجها من المستشفى بعد اتصال من شؤون المرضى لأحضر واستلمها حتى لا يتخذوا إي اجراء قانوني، وكانت عند خروجها في حالة أصعب من الوقت الحالي». ويتابع الزوج المحبط: «بعد خروجها استمررنا في مراجعة المستشفى ولكن خلال المواعيد المتباعدة لم نتمكن من مقابلة طبيب العيون مرة واحدة، وحاولت علاجها في مستشفى المغربي للعيون على أمل عودة بصرها ولكنهم أكدوا لي صعوبة عودة البصر إلى أم أولادي».