اتهم مدير الحملة الانتخابية للرئيس التونسي المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي، عدنان منصر، الذي سيتنافس في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية مع رئيس ومؤسس حزب "نداء تونس" الباجي قائد السبسي، وسائل إعلام محلية بنشر "شائعات وأكاذيب" حول المرزوقي وبتفضيل قائد السبسي. وقال منصر في مؤتمر صحافي: "في معظم الحالات عندما يقع الحديث عن محمد المنصف المرزوقي، يقعُ الحديث عنه في غيابه أو غياب من يمثله. في حين يحتكر منافسنا (قائد السبسي) بعض الفضاءات الإعلامية". وأضاف ساخراً أن قائد السبسي يتحدث في هذه الفضاءات "بمفرده مع مذيع يقول له 'يا سي الباجي قَدّاكِشْ حْلُو' (كم أنت جميل) و'يا سي الباجي ما أبَنَّكَ (كم أنت لذيذ)'". وتابع قائلاً: "الإعلام الصحيح ليس هذا. ألا يلاحظ الإخوة الصحافيون أن ما يقوم به بعض وسائل الإعلام (التونسية) يثير التخوفات حول مستقبل الخبر الصحيح والخبر الموضوعي في الفترة القادمة، لو قُدِّر على شخص واحد أو حزب واحد أن يسيطر على كل وسائل الإعلام؟". وكان محمد المنصف المرزوقي (69 عاماً) دعا الباجي قائد السبسي (88 عاماً) إلى مناظرة تلفزيونية قبل الدورة الثانية الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 21 كانون الأول (ديسمبر)، إلا أنّ الأخير رفض. وقال عدنان منصر: "التهرب من هذه المناظرة ليس جيداً بالنسبة إلى الديموقراطية، وفيه عدم احترام للناخب". ومنذ مدة، يتبادل المرشحان اتهامات من خلال التصريح لوسائل إعلام أو تجمعات لأنصارهما. وصرّح قائد السبسي مؤخراً أن الذين صوتوا للمرزوقي في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية هم "الإسلاميون" وتيار "السلفية الجهادية" الذي نسبت إليه السلطات التونسية مسؤولية هجمات مسلحة قُتِل فيها عشرات من عناصر الأمن والجيش منذ 2011. وفي المقابل، يعتبر المرزوقي أن منافسه يمثل امتداداً لمنظومة الحكم "الاستبدادية" للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، لأن حزب "نداء تونس" الذي أسّسه الباجي قائد السبسي في 2012 يضم منتمين سابقين لحزب "التجمع" الحاكم في عهد بن علي (2011/1987). والثلثاء قال المرزوقي متحدثاً عن "نداء تونس": "نحن نقاوم آلة تعودت على التزييف وعلى استعمال كل الوسائل غير الشريفة لكي تربح (..) بدون تزوير لن ينجحوا". وقال عدنان منصر للصحافيين الجمعة: "لماذا نخاف من التزوير؟ تاريخ هؤلاء الناس قائم على التزوير باعترافهم". وحصل قائد السبسي والمرزوقي على التوالي على 39,46 في المئة و33,43 في المئة من أصوات الناخبين في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 23 تشرين الثاني (نوفمبر). ووفق القانون الانتخابي التونسي وفي حال عدم حصول أي مرشح على نسبة 50 في المئة زائد واحد من أصوات الناخبين في الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية، تجرى دورة ثانية بين المرشحَيْن الحائزَيْن على أعلى نسبة من الأصوات في الدور الأول.