قال المعارض الصيني المسجون ليو شياوبو لصديقه في الخارج إنه بصحة جيدة نسبياً ويريد من العالم أن يعير اهتماماً أكبر للناشطين الصينيين الآخرين، وذلك في رسالة نادرة تم تهريبها إلى خارج السجن. وكتب الناشط في مجال حقوق الإنسان، شياوبو في الرسالة التي بعث بها إلى الكاتب المنشق لياو ييوو الذي يعيش في المنفى في برلين: "الأورة التي تحيط بي تكفي إلى الآن. وآمل أن يعير العالم اهتماماً أكبر للضحايا الآخرين غير المعروفين كثيراً أو المجهولين تماماً". وقام ييوو بنشر نص الرسالة على صفحته على فيسبوك من دون أن يفصح عن كيفية وصولها إليه من شياوبو الذي يقضي عقوبة السجن 11 عاماً بتهمة "التحريض على الانقلاب على سلطة الدولة". وقال ييوو إنه لم يسمع عن شياوبو شيئاً منذ أكثر من ست سنوات. وحصل شياوبو على جائزة نوبل للسلام عام 2010 أثناء وجوده في السجن، وذلك بسبب دعواته للإصلاح السياسي. ونظّمت لجنة الجائزة حفل تسليم الجائزة لليو في أوسلو بوضع كرسي شاغر للإشارة إلى تغيّبه، في حين نددت الصين بشدة بمنحه الجائزة ووضعت زوجته ليو شياو في الإقامة الجبرية. ومنذ تسلّم الرئيس الصيني الجديد شي جين بينغ السلطة قبل عامين اشتدت حملة قمع المعارضين الصينيين من ناشطين في مجال حقوق الإنسان إلى محامين حقوقيين إلى ناشطين اجتماعيين إلى صحافيين وكتاب وأكاديميين وفنانين ومعظمهم غير معروف للعالم الخارجي. وكانت لجنة نوبل للسلام قالت في بيان الإعلان عن فوز شياوبو بالجائزة أنه خلال العقود الماضية، حققت الصين تقدمات اقتصادية يصعب للتاريخ أن يظهر لها مثيلاً، وهذا البلد أصبح الآن ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ومئات ملايين الناس رفعوا من حالة الفقر، فيما توسع مجال المشاركة السياسية". وأضافت: "يجب أن يخلق وضع الصين الجديد زيادة في المسؤولية، فالصين تنتهك العديد من الاتفاقات الدولية الموقعة عليها، بالإضافة إلى قوانينها الخاصة في شأن حقوق الإنسان". وأوضحت أن المادة 35 من الدستور الصيني تشير إلى أن "المواطنين في جمهورية الصين الشعبية يتمتعون بحرية التعبير والصحافة والتجمع والتظاهر"، إلاّ أن هذه الحريات كانت محجوبة عنهم بالممارسة. وكانت الصين حذرت لجنة نوبل النرويجية من منح شياوبو الذي تعتبره منشقاً، جائزة نوبل للسلام، معتبرة أن هذا الأمر سيكون "خطوة غير ودية" بالنسبة للعلاقات الصينية النرويجية.