واشنطن - يو بي أي، أ ف ب، رويترز - كشفت مصادر مرتبطة بملف الاستراتيجية الجديدة التي تعتزم واشنطن وضعها من أجل إحراز تقدم على المستويين الأمني والعسكري في أفغانستان، أن وزير الدفاع روبرت غيتس بات منفتحاً على خيار زيادة عدد القوات الأميركية في هذا البلد، تنفيذاً لتوصية قائد القوات الأجنبية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال. وأبلغت المصادر محطة «سي أن أن» أن غيتس قد لا يؤيد بالضرورة إرسال كل القوات الإضافية التي يطلبها ماكريستال، والتي يرجح البعض أن تتجاوز 40 ألف جندي، لكنه يدعم الاقتراح الذي تؤيده أيضاً قيادة الأركان الأميركية المشتركة. وكشفت المصادر أن الاجتماع الذي عقده الرئيس الأميركي باراك أوباما مع كبار قادة الجيش ومسؤولي وزارة الدفاع تطرق إلى مختلف السيناريوات الممكنة في أفغانستان، كما جرت مناقشة خطة نائب الرئيس الأميركي جون بايدن لملاحقة عناصر تنظيم «القاعدة» وقادتهم باستخدام طائرات استطلاع تعمل من دون طيار. وأشارت إلى أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أثارت خلال الاجتماع مدى تأثير حجم القوات الأميركية في الجهود التي يبذلها البيت الأبيض لرفع مستوى معيشة المدنيين في أفغانستان، لكنها دعت إلى إجراء مزيد من التدقيق قبل اعلان ضرورة إرسال مزيد من الجنود، خصوصاً ان واشنطن قررت ارسال 21 الف جندي اضافي هذه السنة. وكان ماكريستال قال في خطاب ألقاه أمام مؤتمر «المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية» في لندن اول من امس ان الانتصار في أفغانستان يتطلب تنفيذ أمور «مختلفة جذرياً». وشدد ماكريستال على ضرورة التواصل مع الشعب الأفغاني لتحقيق النجاح، مشيراً إلى أن الأفغان «مصابون بإحباط بسبب ما حصل خلال الأعوام التي أعقبت الغزو الدولي للبلاد قبل ثماني سنوات». والتقى ماكريستال في لندن رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، واتفق معه على ضرورة بذل المزيد في أفغانستان، مثل تسريع عملية تدريب قوات الجيش والشرطة الأفغانيين، رداً على تنامي التمرد. ولا يعارض براون إرسال قوات بريطانية إضافية إلى أفغانستان، علماً انه تعهد خلال زيارته إلى افغانستان في آب (اغسطس) الماضي تسريع سير عملية تدريب الجنود الأفغان، فيما اعلن زعيم حزب المحافظين البريطاني المعارض ديفيد كاميرون أن الإجراء الاول الذي سيتخذه في حال انتخابه رئيساً للوزراء في الانتخابات المقبلة المقررة العام المقبل يتمثل في إنشاء وزارة خاصة بأفغانستان، متعهداً ارسال قوات بريطانية إضافية إلى أفغانستان إذا طلب قادة الجيش البريطاني ذلك، ويمد القوات البريطانية بكل احتياجاتها من معدّات عسكرية. وفيما لن تظهر الخطط الجديدة الخاصة بأفغانستان إلى العلن قبل أسابيع، التقى الرئيس أوباما الجنرال ماكريستال على متن طائرة الرئاسة الاميركية في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن التي انتقل اليها ماكريستال من لندن. ولم ترشح تفاصل عن اللقاء الذي استمر 25 دقيقة، علماً ان أوباما يزور كوبنهاغن لحض اللجنة الاولمبية الدولية على اختيار مدينة شيكاغو لاستضافة دورة الالعاب الاولمبية عام 2016. في المقابل، رفض مجلس الشيوخ الاميركي محاولة السناتور الجمهوري جون ماكين دفع الجنرال ماكريستال الى تقديم شهادة امام الكونغرس بحلول 15 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، قبل اعلان الاستراتيجية. وعارض الكونغرس الاقتراح بغالبية 59 صوتاً في مقابل تأييد 40 عضواً له. وأعلن السناتور الديموقراطي كارل ليفين رئيس لجنة القوات المسلحة في الكونغرس ان احداً لم يفكر خلال ولاية الرئيس الاميركي السابق جورج بوش بالاستماع الى شهادة قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال جورج كايسي في شأن ارسال مزيد من الجنود الى العراق. ميدانياً، قتل جندي بريطاني في انفجار حصل خلال تنفيذه دورية قرب معسكر «كامب باستيون» في ولاية هلمند (جنوب)، ما رفع الى 219 عدد الجنود البريطانيين الذين قتلوا في افغانستان منذ اجتياح البلاد نهاية العام 2001. وسقط جنديان اميركيان في ولاية قندهار (جنوب)، فيما توفي جندي اميركي ثالث بتأثير جروح اصيب بها في انفجار قنبلة يدوية شرق البلاد اول من امس. وبلغ عدد الجنود الاجانب القتلى 384 في افغانستان هذه السنة بينهم 226 اميركياً.