حرمت الرئاسة الجزائرية رئيس الوزراء عبد المالك سلال من ترؤس وفد بلاده إلى بريطانيا التي كان سيزورها مساء أمس للمشاركة على رأس وفد وزاري يضمّ رجال أعمال جزائريين في لقاء الأعمال الجزائري- البريطاني. وتباينت تبريرات مسؤولين حكوميين لتلك الخطوة بين ردّها إلى عدم التوافق على إجراءات الاستقبال البروتوكولي للوفد الجزائري في لندن وبين عدم رضى الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة نفسه على خطوات سلال. وأفادت مصادر حكومية ل»الحياة» بأن قرار إعفاء سلال من رئاسة الوفد اتخذه بوتفليقة شخصياً، ولا يُستبعَد تعلقه بزيارة الأخير إلى فرنسا الأسبوع الماضي. وأضاف المصدر ذاته أن القرار جاء لعدم وجود ضمانات من الطرف البريطاني في ما يتعلق بالجانب البروتوكولي المتعارف عليه دولياً، فيما ترأس الوفد الجزائري وزير الصناعة عبدالسلام بوشوارب عوضاً عن سلال يرافقه وزير التجارة عمارة بن يونس.وكانت زيارة سلال إلى باريس منذ أسبوع أثارت موجة من التعليقات، إذ ظهر ك»خلف طبيعي» لبوتفليقة، المنهك صحياً بسبب تبعات المرض الذي أقعده منذ سنة ونصف سنة تقريباً على كرسي متحرك. وكان يُفترض أن يعقد سلال في بريطانيا اتفاقات تفوق قيمتها 3 بلايين دولار في مجال الطاقة، خلال لقاء الأعمال الجزائري -البريطاني الذي سيعقد اليوم بحضور 400 من رجال أعمال من البلدين. كما سيتفق الجانبان على منع الازدواج الضريبي الذي سيسمح برفع حجم التبادلات التجارية بين البلدين وتعزيز دائرة نشاط الشركات البريطانية في الجزائر. وأبقت الرئاسة على الزيارة، وعدلت في قيادة الوفد، جاعلةً من وزير الصناعة بوشوارب مشرفاً عليه، بعد أن بات الأخير ضمن الدائرة المقربة من السعيد بوتفليقة الشقيق الأصغر للرئيس الجزائري، وأحد أبرز أصدقائه الشخصيين.