أعلن رئيس الوزراء التونسي مهدي جمعة أن حكومته مستعدة لتنظيم الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية المفترض إجراؤها نهاية الأسبوع المقبل، فيما حذر الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي من احتمال حدوث تزوير. وشدد جمعة في كلمة ألقاها أمام البرلمان قبل مناقشة قانون الموازنة العامة أمس، على أن «إنجاح المسار الانتقالي والعملية الانتخابية من أبرز أولويات الحكومة»، مشيراً إلى أن السلطات سخرت 60 عنصراً أمنياً وعسكرياً لضمان حسن سير العملية الانتخابية. واعتبر رئيس الحكومة أن «تونس تتميز بإشعاع إقليمي ودولي جعلها نموذجاً في الانتقال الديموقراطي السلمي وذلك بفضل الأحزاب والمنظمات الوطنية والحوار الوطني الذي جنّب البلاد خطر الانزلاق الى مربع العنف والصدام». وأوضح جمعة أن «مشروع موازنة الدولة يرتكز على فرضيات موضوعية وحذرة تهدف الى تحقيق نسبة نمو بحدود 3 في المئة وتقليص العجز والزيادة في النفقات المخصصة للتنمية». وتطرق في بيانه الوزاري الى المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها البلاد منذ الانتفاضة الشعبية التي أنهت حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي منذ 4 سنوات. وتعتبر الجلسة العامة التي تُخصص لمناقشة قانون الموازنة أول جلسة يناقش فيها البرلمان الجديد قانوناً أساسياً منذ افتتاح أعماله الأسبوع الماضي. ويفرض الدستور على المجلس المصادقة على قانون الموازنة قبل 10 كانون الأول (ديسمبر) من كل سنة. من جهة أخرى، دعا رئيس البرلمان محمد الناصر خلال افتتاح جلسة أمس، النواب الى «ضرورة المصادقة على مشروع الموازنة وفقاً للمهل الدستورية نظراً لدقة الوضع الاقتصادي ولتفادي ادخال اضطراب على سير عمل الدولة». وأفاد نواب بأن المصادقة على قانون الموازنة قد تستغرق أياماً نظراً للخلافات بين الكتل النيابية، فرغم أن الكتلتين الأكبر في المجلس (نداء تونس والنهضة) متفقتان على أبرز بنود الموازنة إلا أن نواب اليسار يطالبون بإدخال تعديلات على الموازنة لمصلحة الفئات الفقيرة. في سياق آخر، حذر الرئيس المنتهية ولايته والمرشح الرئاسي محمد المنصف المرزوقي، في خطاب له امام انصاره بالعاصمة التونسية مساء أول من أمس، من حصول تزوير في الدورة الرئاسية الثانية المقررة في 21 كانون الأول الجاري والتي ينافسه فيها مرشح حزب «نداء تونس» العلماني الباجي قائد السبسي. واتهم المرزوقي «نداء تونس» ومنافسه السبسي بأن «أموالاً قذرة تقف وراءه وتسانده». وقال المرزوقي لأنصاره «يوم الانتخابات احذروا من أي عملية تزوير ولا مشكلة لدي في أن ينجح الطرف الآخر لكن لدي مشكلة أن ينجح بالتزوير» داعياً إلى أخذ الحيطة والحذر من أي عملية تزوير محتملة. في المقابل، عبّر حزب «نداء تونس» في بيان أمس، عن استغرابه من تصريحات المرزوقي، معتبراً أن ذلك يُعدّ «تشكيكاً في صدقية الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات وتهديداً للسلم والأمن الاجتماعيين». ودعا «نداء تونس» الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إلى أخذ الإجراءات القانونية ضد «هذه التجاوزات والتهديدات الخطيرة»، واضعاً تصريحات المرزوقي ضمن اطار «عدم القبول المسبق بنتائج الانتخابات الرئاسية في دورتها الثانية وحضّاً على إدخال البلاد في الفوضى».