يوم 23 من (أيلول) سبتمبر 2009 لن يكون يوم الوطن فقط، ولن يكون يوماً وطنياً عابراً، ولكنه يوم انطلاقة المملكة العربية السعودية الأولى نحو العالمية في سباق العلوم والتقنية الحديثة إنه يوم تاريخي يمثل بزوغ فجر شمس التقنية والأبحاث العلمية الحديثة من وطن العروبة والإسلام، وهذا لم يتحقق إلا بإذن الله ثم بإرادة ملك نذر نفسه وحياته من أجل دينه ثم وطنه وشعبه، نعم يا خادم الحرمين الشريفين سيشهد التاريخ بأنك أنت من بوأت المملكة، وطناً وشعباً، اولى درجات العلوم والتكنولوجيا العالمية، وبذلك وطنت التطوير التقني والابتكار والإبداع في عقول شعبك وجعلت منهم شعاعاً لمنار العلم الحديث... إن يوم 23 من سبتمير 2009 لن يُنسى وسيُكتب في التاريخ وتتذكره الأجيال المقبلة بأن حلم عبدالله بن عبدالعزيز أن تكون المملكة مصدراً رائداً للإبداع العلمي لمواكبة الشعوب والحضارات المتقدمة اصبح حقيقة، وكيف لا والمملكة العربية السعودية ستكون محط انظار واهتمام العالم المتقدم والمتطور، وستدخل التاريخ لانضمامها الى مصاف الدول العلمية الحديثة والمتطورة، وإن لم تكن من الأوائل، والحقائق والارقام ستشهد على ذلك بإذن الله تعالى. يعتبر افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «23 أيلول/ سبتمبر 2009» لبنة أولى في مجال أبحاث تقنية العلوم الحديثة وهو مقياس التقدم والرقي في مضمار سباق العلم والأبحاث المتطورة الحديثة، وأن ما يميز جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية هو انضمام خيرة العلماء والباحثين المميزين اليها على مستوى العالم العلمي والفكري المتقدم، وطلابها من الطلبة العباقرة المبتكرين المبدعين من مختلف دول العالم، ولقد تم اختيار سبع جامعات علمية من بين 60 جامعة تقدمت للحصول على منح للشراكة في الابحاث العلمية، يذكر أن جامعة الملك عبدالله تضم خمسة معامل متقدمة عملاقة، وهي معمل التصنيع المتناهى الصغر المتقدم للوصف والتصوير، ومعمل الجينوميات والبروتيوميات المتقدمة، ومركز الموارد البحرية والساحلية، ومعمل التصوير المتقدم (القرنية)، الكمبيوتر العملاق (شاهين)، وتُجرى حالياً تسعة ابحاث من خلال مراكز البحوث الاستراتيجية وهذه المراكز هي تحلية المياه وإعادة استخدامها، وتصنيع جينوميات الإجهاد والتكنولوجيا، النماذج الهندسية والتصوير العلمي، ومجال الأغشية، والعلوم البيولوجية الحاسوبية، والطاقة الشمسية وعلوم الطاقة البديلة والهندسية، العلوم الهندسية البحرية للبحر الاحمر، والمحفزات، والاحتراق النظيف المحافظ للبيئة. ومن أجل المنافسة في برنامج شراكة البحث العالمية، التى بدورها تقوم على مناظرة للابحاث العلمية على مستوى العالم من أجل ايجاد حلول لمشكلات العلوم والتقنية، فإن جامعة الملك عبدالله ستكون واحدة من مراكز البحث العلمي المتقدم على مستوى العالم بمنح معاملها المتقدمة لأربعة أبحاث في مجال الرياضيات التطبيقية، ومجال التصوير الجزئي بطريقة الضوء الالكتروني، مجال اللا ماديات، مجال العلوم الحاسبوية، ناهيك بأن جامعة الملك عبدالله ستمنح جوائز عالمية للبحث العلمي كل ثلاث سنوات للجامعات الحاصلة على منح الشراكة العلمية، وذلك لدفع عجلة الأبحاث الواعدة التي تصب لتطوير وتقديم الأبحاث العلمية المتقدمة لجامعة الملك عبدالله. إن افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ما هي الا تكريم وتقدير ووسام فخر ورفعة للعلم والعلماء، وذلك بتشجيع المشاركة والبحث العلمي من خلال المراكز والمختبرات والمنشآت العلمية المتقدمة في الجامعة، وهي أرض خصبة لكل العقول العلمية من شتى البقاع لأخذ زمام الريادة للابتكار والإبداع والتقدم في مجال البحث العلمي ومواكبة العلوم والتقنية الحديثة، وقبل كل شيء هذا ما تحث عليه مبادئ ديننا الحنيف من التمعن والتفكر والتدبر في مخلوقات الله عز وجل حتى تتجلى لنا عظمة الخالق في ملكوته، إذ قال في كتابه العزيز (ويتفكرون في خلق السموات والأرض، ربنا ماخلقت هذا باطلاً)، «آل عمران - 190»، (أو لم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء)، «الأعراف - 185»، وفَضَلَ الله سبحانه وتعالى العلماء على غيرهم (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)، «الزمر - 9»، ونحمد الله أولاً وأخيراً بأن قيض للمملكة ملكاً سخر ثروات وطاقات بلاده نحو التفكر والإبداع والابتكار في العلوم والتقنية، وذلك من نظرة ثاقبة بأن تطوير العقول هو تطوير للشعوب نحو القيام بالحضارة العلمية، وذلك لرقي ونهضة الأمة العربية والإسلامية وإعادة أمجادها السابقة في العلوم الى يوم قريب نجني منها ثمارها بإذن الله تعالى. [email protected]