علمت «الحياة» أن ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز سيترأس الوفد السعودي خلال اجتماعات الدورة ال35 لاجتماع قادة دول مجلس التعاون في العاصمة القطريةالدوحة غداً (الثلثاء). إلى ذلك، أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني أن القمة الخليجية ال35 التي تستضيفها الدوحة غداً ستكون «بناءة وإنجازاتها مهمة في مسيرة العمل الخليجي»، مشيراً إلى أن أبرز الملفات التي ستناقشها «ما تعيشه المنطقة من تحديات وتصاعد خطر التنظيمات الإرهابية المتطرفة». وقال الزياني في حديث، نقلته وكالة الأنباء القطرية أمس، إن قادة الخليج سيبحثون في «الظروف الحالية التي تشهدها المنطقة، بخاصة الأعمال الإرهابية التي تؤثر بعمق في أمن المنطقة والأمن الإقليمي، وغياب موقف عربي تضامني، وحال عدم الاستقرار وانعدام الأمن في بعض الدول الإقليمية ، وتفاقم المعاناة الإنسانية للاجئين والمهجرين والمشردين في عدد من الدول العربية، وتزايد التدخلات الإقليمية في الشؤون العربية»، مؤكداً أن هذه المستجدات «تفرض على دول المجلس تدارس تداعياتها وتأثيراتها في الأمن والاستقرار في دول المجلس، وعلى الأمن والسلم الإقليمي والدولي». ظروف «شديدة الحساسية» وصف الأمين العام لمجلس التعاون، انعقاد الدورة ال35 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون في العاصمة القطريةالدوحة ب«قمة الفرحة»، مشيراً إلى أن قطر لها دور فاعل ومؤثر في مسيرة مجلس التعاون وإنجازاته المتعددة على الأصعدة والمجالات كافة، مؤكداً أن شعوب دول المجلس لديها إيمان مطلق بأن قادة دول المجلس حريصون على تعزيز مسيرة التعاون الخليجي نحو مزيد من التكامل والترابط والتضامن. وشدد على أن قمة الدوحة تأتي في وقت «مهم جداً» وظروف في غاية الحساسية، وهذا يتطلب المزيد من التضامن بين دول المجلس. وعن رؤيته لأهم القضايا التي سيبحثها القادة الخليجيون في قمة الدوحة في ظل الظروف الحالية التي تشهدها المنطقة، قال الزياني إن «الأوضاع والمستجدات الخطرة التي تعيشها المنطقة تؤثر بعمق في أمن المنطقة والأمن الإقليمي، خصوصاً في ظل تصاعد خطر التنظيمات الإرهابية، وغياب موقف عربي تضامني، وحال عدم الاستقرار وانعدام الأمن في بعض الدول الإقليمية، وتفاقم المعاناة الإنسانية للاجئين والمهجرين والمشردين في عدد من الدول العربية، وتزايد التدخلات الإقليمية في الشؤون العربية»، موضحاً أن كل هذه المستجدات تفرض على دول المجلس درس تداعياتها وتأثيراتها في الأمن والاستقرار في دول المجلس، وعلى الأمن والسلم الإقليمي والدولي. وعلى صعيد العمل الخليجي المشترك، قال الزياني: «هناك العديد من التقارير المهمة المرفوعة من اللجان الوزارية، ومن الأمانة العامة للمجلس في مختلف المجالات الأمنية والعسكرية والاقتصادية والتنموية ستعرض على القمة». وفي ما يتعلق بالتحرك الخليجي الجماعي لمكافحة الإرهاب في ضوء اجتماع الدول ال 10 الذي عقد بالسعودية أيلول (سبتمبر) الماضي، قال الزياني: «إن دول مجلس التعاون تركز جهودها إزاء التصدي لظاهرة الإرهاب اعتماداً على ثوابت أساسية عدة، من أهمها أن الإرهاب لا دين له ولا وطن، وأنه عمل دخيل على المبادئ الإسلامية والتربة الخليجية، فضلاً عن إعمال الحكمة والتروي في التعامل معه، بوصف ذلك الوسيلة الأنسب للتصدي لهذه الظاهرة الخطرة، وهذا يقتضي ألا يقتصر الأمر على الحل الأمني فقط، بل تكون الحرب على الإرهاب متعددة الجوانب، لقناعة دول المجلس بأن الإرهاب لا يمكن تبريره بأي ظرف أو باعث أو غاية، وبالتالي يجب مكافحته بجميع أشكاله ومظاهره والتصدي لكل من يدعمه أو يموله أو يبرره». تنفيذ المبادرة الخليجية في اليمن عن تطورات الأوضاع في اليمن قال الزياني، إن «المبادرة الخليجية كانت جهداً ذاتياً من دول المجلس، تمت بناء على طلب من اليمن، ولا شك أن دور الأممالمتحدة ممثلة في مجلس الأمن كان فاعلاً في متابعة سير العملية الانتقالية في اليمن»، مبيناً أن موقف دول المجلس تجاه اليمن يتمثل أساساً في الالتزام الكامل بوحدة اليمن واحترام سيادته واستقلاله، ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية، ودعم الحوار والمسار السلمي القائم بعيداً عن العنف والفوضى. مشروع الربط المائي عن الخطوات التي قطعها مشروع الربط المائي، قال الأمين العام لمجلس التعاون إن العمل في مشروع درس الربط المائي يجري من اللجان المتخصصة بالشكل المطلوب، وما زالت المشاورات جارية بين الدول الأعضاء للوصول إلى أفضل طريقة لتنفيذه على أرض الواقع مع مراعاة متطلبات البيئة، مشيراً إلى أن الحوارات الاستراتيجية التي تجريها دول مجلس التعاون مع الدول والتكتلات العالمية مهمة لتطوير وتنمية العلاقات المشتركة والتشاور والتنسيق تجاه القضايا الإقليمية والدولية، وتساعد دول المجلس في استكشاف فرص ومجالات التعاون مع الدول الصديقة. منطقة التجارة الحرة وفي ما يخص المفاوضات مع الجانب الأوروبي في شأن منطقة التجارة الحرة قال الزياني، إن علاقات مجلس التعاون مع الاتحاد الأوروبي علاقات تاريخية ومهمة تقوم على الشراكة والتعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والجانبان يرتبطان باتفاق إطاري للتعاون بينهما تم التوقيع عليه في 1988، وينص على تشجيع وتطوير وتنويع المبادلات التجارية بين الطرفين، وذلك من خلال التوقيع على اتفاق للتجارة الحرة، وعقدت جولات عدة من المفاوضات بين الجانبين، وأنجزت الكثير من المواضيع وبقيت بعض المسائل التي تحتاج مزيداً من الدرس والبحث. المواطنة الخليجية وفي شأن موضوع المواطنة الخليجية قال الأمين العام لمجلس التعاون، إن متابعة قادة دول المجلس لموضوع المواطنة الخليجية أثمرت تفعيل القرارات الصادرة عن المجلس الأعلى في شأن تحقيق المواطنة الاقتصادية، وتفعيل متطلبات السوق الخليجية المشتركة، وذلك من طريق تحديد الآليات المناسبة، ومتابعة تنفيذ الأدوات التشريعية الوطنية في كل دولة من الدول الأعضاء، وبناء على ذلك تم تحقيق نتائج إيجابية وملموسة شملت العديد من الخطوات. وفيما أكملت الدوحة، استعداداتها لاستقبال قادة دول مجلس التعاون الخليجي، أفادت مصادر متطابقة «الحياة» أن «لجنة خليجية « معنية ب «صياغة البيان» اجتمعت أمس (الأحد) لوضع اللمسات على البيان الذي سيتدارسه الوزراء والقادة في قمتهم ال 35. وعشية القمة دخلت الأممالمتحدة على خط الحدث الخليجي، واقترح مبعوثها إلى اليمن جمال بن عمر، أن تؤسس دول مجلس التعاون الخليجي «مركزاً خليجياً ودولياً متخصصاً في درء مخاطر النزاعات، وفضها لبناء السلام تتوافر له الخبرات في مجالات القانون ورسم السياسات والوساطة التي تفضي إلى اتفاقات سلام دائم يتبناها مجلس التعاون». وتزامنت تفاعلات الترتيبات للقمة مع نقاشات وآراء لباحثين من الخليج شاركوا في «مؤتمر مراكز الأبحاث العربية»، وقال الباحث الكويتي محمد الرميحي إن «مجلس التعاون لم يخلق مؤسسات ابتكارية ولم ينجح في تحقيق أهدافه، ونجح من حيث الكم لكن من حيث الكيف هناك مشكلة، فالتفكير الشعبي يسبق الرسمي، والخلافات الخليجية - الخليجية أثرت في المسار العربي». إلى ذلك، تبنى الأكاديمي السعودي أنور عشقي الدعوة إلى «الاتحاد الخليجي»، لكن متحدثين آخرين طرحوا رؤى مختلفة منها أن «الاتحاد ليس ممكناً إذا لم يتم تطوير الدولة (الخليجية) في شكل كبير، ولا بد من وعي اجتماعي لا عاطفي يشعر بأهمية الاتحاد»، ورأى متحدث آخر أن «مجلس التعاون حقق بعض الطموحات والرغبات، لكن طموحات الشعوب أكبر».