يعيش بعض سكان دول الخليج قلقاً نتيجة ما سيحدثه إعصار «هاجوبيت» الذي سيضرب شرق الفيليبين اليوم، متوقعين أن يصل تأثيره إلى السواحل الشرقية للخليج العربي. ودائماً ما تحدث الزلازل والأعاصير التي تضرب دولاً آسيوية انعكاسات وارتدادات تصل إلى الخليج العربي بنسب ضعيفة ورُبما لا يتم رصدها لعدم تأثيرها المباشر، فيما يكون البعض منها ملحوظاً، إثر زيادة سرعة الرياح أو ارتفاع منسوب المياه على السطح. وذكر باحث فلكي أنه يتم رصد مثل هذه الأعاصير. وأكد ذلك من أجل التأكد من مدى تأثيرها وما ستنعكس من ورائها على منطقة الخليج العربي. وأوضح أن المناطق البرية لا يلامسها أي تأثير مباشر أو غير مباشر، وذلك لأن اليابسة عدوّة الأعاصير بشكل عام، بعكس الرطوبة التي تكون وقودها. وأوضح الباحث الفلكي وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الدكتور خالد الزعاق، في تصريحٍ إلى «الحياة» أن الأعاصير لا تتخلف إلا في قعر المحيطات، ولا تؤثر إلا على السواحل المتناغمة مع هذه المحيطات، لافتاً إلى أن دول الخليج بعيدة عن مواطن الأعاصير ما عدا سلطنة عمان، عازياً السبب إلى «أنها الوحيدة التي تطل على المحيط من جهة بحر العرب». وأكد الزعاق أن تأثير هذه الأعاصير على اليابسة يكون محدوداً، وعزا سبب ذلك إلى أن الإعصار عدوه اللدود اليابسة، والإعصار يتزود ب «الرطوبة»، أما اليابسة فتقضي عليه. ولفت إلى أن دول الخليج عادة لا تتأثر في مثل هذا إلا بارتفاع بسيط في الموج. واستبعد تأثير الأعاصير على المنطقة الغربية وذلك بشكل مباشر أو ثانوي، لافتاً إلى أنها «بعيدة عن المحيطات»، مشيراً إلى أن البحر الأحمر عبارة عن زقاق ضيق، ومياهه ضحلة، والشق الغربي بشكل عام بعيد عن المحيطات. أما الجهة الشرقية فهي تتأثر بارتفاع نسبة الموج. وكانت الحكومة الفيليبينية حذرت من إعصار هاجوبيت الذي يحوم حالياً فوق جزر بالاو، ومن المتوقع أن يستجمع قوته قبل أن يضرب شرق الفيليبين، فيما توقع مركز مخاطر العواصف الاستوائية أن يتحول هاجوبيت إلى إعصار من الفئة الرابعة خلال 36 ساعة. وقال مسؤولون في مكتب الأرصاد في الفيليبين إنه على الرغم من أن إعصار هاجوبيت أضعف من إعصار هايان الذي حمل رياحاً سرعتها 250 كيلومتراً في الساعة إلا أنه من المتوقع أن يتسبب في أمواج مد يصل ارتفاعها إلى ما بين ثلاثة وأربعة أمتار. وأضافوا أن هناك احتمالاً بنسبة 75 في المئة أن يضرب الإعصار اليابسة. ويصاحب إعصار هاجوبيت رياح تصل سرعتها القصوى إلى 195 كم في الساعة وزوابع تصل سرعتها إلى 230 كم في الساعة لدى اقترابه من الساحل الشرقى للبلاد، ومن المتوقع أن يصل الإعصار ال18 الذى يضرب الفيليبين خلال هذا العام إلى اليابسة فى منطقة إيسترن فيساياس ويجتاح مناطق وسط البلاد قبل خروجه منها يوم الاثنين. يذكر أن المناطق التى يهددها «هاجوبيت» هى نفسها التى ما زالت تتعافى من الدمار الذى خلفه الإعصار هايان الذى ضرب البلاد فى الثامن من تشرين ثاني(نوفمبر) 2013، ويمكن أن يؤثر هاجوبيت على أكثر من 40 إقليماً فى الفيليبين، بحسب خبراء الطقس، وأسفر هايان عن مقتل ما لا يقل عن 6300 شخص فيما لا يزال هناك أكثر من ألف مفقوداً، وتشرد أكثر من أربعة ملايين شخص أيضاً.