تواصل اليوم (الثلثاء) مباريات الجولة الثانية من بطولة كأس العالم للشباب لكرة القدم المقامة في مصر حتى 16 من الشهر المقبل. فتلتقي كوريا الجنوبية مع ألمانيا، وأميركا مع الكاميرون في المجموعة الثالثة، فيما تلتقي أوزبكستان مع أوروغواي، وغانا مع إنكلترا في المجموعة الرابعة. وبعد فوز الكاميرون وهزيمة أميركا في الجولة الأولى ضمن المجموعة الثالثة، ها هو العملاق الأفريقي يلاقي وصيف بطل الكونكاف في مباراة حاسمة على ملعب مبارك في السويس. ويسعى الطرفان إلى الظفر بالنقاط الثلاث في موقعة اليوم، على رغم أن قيمة الفوز تحمل معاني مختلفة بالنسبة للفريقين، بينما لم يعد بإمكان الأميركان مواصلة نزف النقاط بعد هزيمتهم النكراء صفر-3 أمام العملاق الألماني، بات نجوم أفريقيا يطمحون الى ضمان بطاقة التأهل للدور الثاني في أقرب وقت ممكن بعد فوزهم 2- صفر على كوريا الجنوبية في الجولة الأولى. وترجع المرة الوحيدة التي تقابل فيها الفريقان ضمن فعاليات كأس العالم للشباب إلى دورة 1999 في نيجيريا، عندما خرجت الولاياتالمتحدة منتصرة 3-1 في طريقها نحو ثمن النهائي، وهي نتيجة حتمت على الكاميرون توديع البطولة من الباب الضيق، ويقود ثوماس رونغن منتخب الولاياتالمتحدة للمرة الثالثة في نهائيات مونديال الشباب، اذ أشرف على الإدارة الفنية لنجوم الكونكاف في دورتي 2003 و2007، وقاد منتخب بلاده بخطى ثابتة نحو ربع النهائي. ويقول المدير الفني لأميركا ثوماس رونغن: "سنحدث بعض التغييرات على تشكيلتنا الأساسية، تماماً كما فعلنا أثناء مباراتنا أمام ألمانيا، بإمكانكم توقع بعض المفاجآت، نتمنى أن نقدم أداء أفضل من ذلك الذي شاهدتموه في مباراتنا الأولى، تملك الكاميرون منتخباً رائعاً، ونحن نكن له كل الاحترام، لكننا سندخل المباراة على أتم الاستعداد». وكانت "الأسود" غير المروضة عبرت «المادر» الكوري الجنوبي بهدفين نظيفين في مستهل مشوارها، بعد أداء قوي نال استحسان 25 ألف متفرج اكتظ بهم ملعب السويس، وبرز في صفوف الكاميرون زووا وكيم يونغ وون وبريس أوانا وبومالى. ويقول المدير الفني للكاميرون أما ألان ويبو: "تكمن نقطة قوتنا الأساسية في المحافظة على تركيزنا طوال الدقائق التسعين، وفرض ضغط دائم ومتواصل على خصومنا، لم نشارك في نهائيات مونديال الشباب خلال السنوات العشر الأخيرة، لذلك فإننا نتطلع لاستغلال هذه الفرصة والمضي قدماً، إذ سنسعى بكل ما أوتينا من قوة لبلوغ نصف النهائي على الأقل». وأكد أن معظم لاعبيه من أندية كبيرة في الكاميرون، وهو ما ساعد الجهاز الفني في عمل فريق قوي، وأشار إلى ثقته بصعود فريقه للمباراة النهائية. كوريا الجنوبية - ألمانيا من جهته، يقر المدير الفني لمنتخب كوريا الجنوبية هونغ ميونغ بو، بأن "الروح الجماعية منبع الانتصارات"، مؤكداً أن انسجام ترسانته البشرية وتجانسها، سيكون سر النجاح في مونديال الشباب، ولكن بات فريقه مطالباً بمضاعفة الجهد بعد سقوطه في اللقاء الأول أمام الكاميرون، إذ ان خسارته اليوم أمام الماكينات الألمانية تعني الخروج المبكر من البطولة. وكان المنتخب الكوري "محاربو التايغوك" استعد للبطولة بمعسكرات مغلقة في مدينة دبي الإماراتية، سعياً وراء النصر والتألق فوق أرض الكنانة. وقال هونغ ميونغ بو: "أقمنا معسكرات تدريبية نموذجية، ومارس لاعبونا كرة القدم لفترة طويلة في ما بينهم، لقد تدربنا بصرامة وجدية ومسؤولية". وأكد أن المباراة الأولى دائماً ما تكون صعبة، وزاد الضغط النفسي على لاعبيه بسبب دخول الهدف الأول في أول 20 دقيقة، مشيراً إلى أنه سيركز في مباراتي اليوم والمقبلة على إعادة اتزان الفريق، خصوصاً أن اللاعبين لم يكونوا على المستوى المطلوب بدنياً في اللقاء الأول، ووضح تفوق لاعبي الكاميرون، فضلاً عن الفارق الكبير في مهارات لاعبي الكاميرون على المستوى الفردي والذي كان له عامل الحسم في المباراة . ويشير المدير الفني لكوريا إلى أنه لا يحلم بمعانقة اللقب الذهبي في مصر، لاسيما أمام منتخبات من العيار الثقيل مثل ألمانيا والبرازيل، إذ لم يسبق لمنتخب بلاده أن تجاوز دور الثمانية خلال مشاركاته العشر في هذه المنافسات، وذلك منذ حضوره الأول في دورة المكسيك سنة 1983، لذا سيكون تأهل المنتخب الكوري إلى المربع الذهبي أو للمباراة النهائية خلال هذه الدورة إنجازاً تاريخياً وسابقة في حد ذاته. و أعرب هونغ ميونغ بو عن أمله في بلوغ دور ربع النهائي أو نصف النهائي «ذلك لن يكون يسيراً، لكن إذا تمكنا من بلوغ دور ثمن النهائي، فسيصير كل شيء ممكناً بالنسبة إلينا، ولذلك فإن هدفنا في الوقت الراهن هو تخطي مرحلة المجموعات.» أما المنتخب الألماني فبات مرشحاً بقوة للظفر باللقب ويسعى اليوم للفوز لتفادي لعبة الحسابات على قمة المجموعة في مواجهتها المرتقبة مع الكاميرون، وحققت ألمانيا فوزاً مستحقاً على الولاياتالمتحدة الأميركية بثلاثية نظيفة بفضل تألق لاعبيها المقيمين في تركيا سميح أيديليك سيهان كابتان، وظهر جلياً جدية الفريق الألماني على حسم الأمور باكراً و الفوارق الواضحة بينه بين منافسه و بخاصة مع قدرة الألمان المتميزة في الانتشار الجيد. وكان المهاجم سيكوتاباسو الأبرز في صفوف « المانشافت» وشكلت اختراقاته للدفاع الأميركي مشكلة كبيرة لأبناء العم السام. غانا - إنكلترا يتقابل منتخبا غانا وإنكلترا على ملعب الإسماعيلية ضمن المجموعة الرابعة، ويدخل لاعبو الفريقين غمار المباراة بمعنويات مختلفة، فيما احتفل عمالقة القارة السمراء بفوزهم على أوزبكستان بعد بداية متعثرة في بداية مباراتهم أمام وصيف بطل آسيا، ذرف الإنكليز دموع الحسرة في نهاية مباراتهم أمام أوروغواي بعد هزيمتهم القاسية بهدف يتيم في الأنفاس الأخيرة. وسيسعى كل من الفريقين إلى تحقيق الفوز، فبينما يعني ذلك للنجوم السمراء البقاء في المنافسة مع أوروغواي على صدارة المجموعة، في انتظار نتيجة أوزبكستان مع أوروغواي سيحاول نجوم منتخب «الأسود الثلاثة» الاستفادة من هدف وصيف بطل آسيا في شباك غانا لتأكيد هشاشة دفاع الأفارقة وإنهاء لعنة الصيام عن التهديف التي امتدت لحوالى 671 دقيقة في النهائيات. وكان المدرب سيلاس تيتيه الذي يشرف على منتخب غانا يتولى الإدارة الفنية لمنتخب بلاده للناشئين سنة 2007 والتي أنهاها فريقه في المرتبة الرابعة، وخلال تلك البطولة تجرع الغانيون 3 هزائم كانت كلها أمام منتخبات أوروبية، إذ سقطوا مرتين أمام ألمانيا ومرة أمام إسبانيا. من جهته، قال سيلاس تيتيه: «لا أريد الخوض في الحديث عن بدايتنا البطيئة، بعدما فزنا في المباراة، إن اللعب في مثل هذه البطولة يتطلب منك التطور بشكل تصاعدي، ولذلك علينا أن نواصل تحسين أدائنا والاستفادة من أخطائنا في المباراة السابقة، ستكون مواجهتنا أمام إنكلترا صعبة للغاية، لكني أتمنى أن يتحسن مستوى لاعبينا في تلك المباراة.» وأكد سيلاس تيتيه أن فوز فريقه على أوزبكستان 2-1 في افتتاح مباريات المجموعة الرابعة جاء بعد صعوبة بالغة. وأضاف: «مباراة أوزبكستان كانت صعبة بكل المقاييس، وهي أمام منافس قوي، يلعب بطريقة دفاعية منظمة جداً، يجعل من الصعب على أي أحد اختراقها.» وأضاف: «على رغم أن اللعب الدفاعي مربك في كرة القدم ، إلا أنه أفادنا كثيراً أمام أوزبكستان، إذ نجح فريقنا في تقديم مباراة هجومية متميزة، وعلى رغم التأخر بهدف مع بداية الشوط الثاني إلا أننا نجحنا في العودة من جديد إلى المباراة، وتحقيق الفوز بهدفين.» من جهته، قال المدير الفني لانكلترا ايستيك براين: «مازلنا ندافع عن حظوظنا في البطولة، ولن يتحدد مصيرنا من خلال نتيجة المباراة الأولى، وإذا نجحنا في تقديم الأداء الذي أظهرناه في الدقائق السبعين الأولى من مباراتنا أمام أوروغواي، فسنملك فرصة مواتية للتقدم». وأبدى رضاه عن نتيجة مباراة فريقه أمام أوروغواي: «لم ندخل هذه المباراة ونحن نلعب على التعادل، ولكن كنا نلعب على الفوز والخروج بنقاط المباراة الثلاث، وللحقيقة كنت راضياً عن النتيجة حتى الدقيقة 84 تقريباً التي سجل فيها المنتخب الأوروغواني هدف الفوز». وأكد المدرب الإنكليزي أن فريقه هو صاحب أصغر معدل للأعمار في هذه البطولة، إذ أن هناك 4 لاعبين فقط من مواليد 1989، بينما الباقون من مواليد 1990 فما فوق على حد قوله. وأشار براين إلى اللياقة البدنية في المباراة السابقة لعبت دوراً في حسم الفوز لمصلحة الأوروغواي، إذ يتمتع لاعبوها بلياقة بدنية عالية، مكنتهم من تسريع إيقاع اللعب خلال الشوط الثاني من المباراة فيما لم يستطع اللاعبون الإنكليز مجاراتهم. وعن المجموعة قال براين إنها مجموعة صعبة، ولن تحسم بطاقات التأهل فيها إلى الدور الثاني إلا مع نهاية مباريات المجموعة كلها. أوروغواي - أوزبكستان يتقابل منتخبا أوروغواي وأوزبكستان في مباراة مصيرية بعدما حقق الفريقان نتيجتين متباينتين في افتتاح مشوارهما ضمن المنافسات، بينما انتزع نجوم لاسيليستي فوزاً ثميناً بهدف يتيم أمام إنكلترا، سقط المنتخب الآسيوي على يد العملاق الغاني بهدفين في مقابل هدف واحد، وقبل انطلاق المنافسات، صرح المدير الفني لأوزبكستان أحمد عبيدلاييف بأن هدف فريقه يتمثل في الوصول إلى الدور الثاني، ولتحقيق هذا الهدف المنشود بات يتوجب عليه حث لاعبيه على المبادرة إلى الهجوم في مباراتهم أمام أوروغواي. وقد يجد عبيدلاييف في هدافه شيرزوبيك كريموف الرجل المناسب في المكان المناسب والوقت المناسب، إذ تميز عن بقية زملائه بقدرته على تشكيل الخطر أمام دفاعات الخصوم وإمكاناته العالية في فن التهديف. وفي المقابل يتمتع أبناء المدرب دييغو أغيري بمعنويات عالية بعد نجاحهم في خطف فوز بوزن الذهب أمام منتخب إنكليزي متمرس، إذ سيسعى نجوم لاسيليستي لتأكيد أحقيتهم بالتنافس على اللقب من خلال إضافة فوز جديد لرصيدهم عندما يلاقون وصيف بطل آسيا. وفي مجموع مشاركاتها ضمن نهائيات كأس العالم للشباب لعبت أوروغواي ما لا يقل عن 12 مباراة أمام ممثلي آسيا والكونكاف ولم تنته أي منها بنتيجة التعادل. ويضيف المدير الفني لأوزبكستان أحمد عبيدلاييف: «ما زلنا نطمح الى التأهل إلى الدور المقبل، بطبيعة الحال، وهذا أمر قد يتطلب إحداث العديد من التغييرات قبل خوض هذه المباراة، سيبذل اللاعبون والجهاز الفني قصارى جهدهم سواء في المرحلة التي تسبق المباراة أو حتى أثناء الدقائق التسعين». فيما يقول المدير الفني لأوروغواي دييغو أغيري: «نتطلع إلى الفوز في هذه المباراة، إذ نفضل البقاء في الإسماعيلية وملاقاة أحد المحتلين للمركز الثالث في الدور المقبل، عوض منازلة أحد المنتخبات صاحبة المرتبة الثانية، قد يكون فارق الأهداف حاسماً إذا ما تعادلنا في المباراة الأخيرة أمام غانا، لكننا نفضل تحقيق ثلاثة انتصارات في مرحلة المجموعات». مضيفاً: «فوزنا في مباراة إنكلترا سيكون دافعاً قوياً للفريق في بقية مباريات المجموعة، وأنا سعيد بهذا الفوز الرائع». وتابع: «فريقي يضم 21 لاعباً جميعهم جاهزون للمشاركة في أي وقت وتحت أي ظرف، وقادرون على حسم المباريات لمصلحتنا وقلب مجريات الأمور، وهو ما تسبب في إسقاط إنكلترا، فاللاعب فيديز لم يكن أساسياً بل هو أحد البدلاء». وأوضح أن ما حدث في مباراة إنكلترا هو الفارق الحقيقي بين الكرة اللاتينية والكرة الأوروبية، فالكرة الأوروبية تعتمد على دفاع من دون هجوم على حد وصفه، فيما الكرة اللاتينية تعتمد على الأداء الجميل والمهارات الفردية داخل الملعب. وأشار إلى أنه لا بديل عن الفوز في مباراة اليوم أمام أوزبكستان للاستمرار في صدارة المجموعة.