تسلمت 300 عائلة فلسطينية مقيمة في مخيم «النيرب» شققاً سكنية في اطار الانتهاء من المرحلة الاولى من مشروع تأهيل المخيم الذي افتتحته عقيلة الرئيس السوري السيدة اسماء الاسد بحضور ممثلين عن الجهات المانحة. وتم التسليم بعد توقيع هذه العائلات على وثيقة تشترط تنازلها عن الشقق السكنية لدى حصولها على حق العودة الى ديارها التي هجرت منها منذ ستين عاماً.ويهدف المشروع الى اعادة تأهيل المخيم، وبلغت كلفة مرحلته الاولى اكثر من 15 مليون دولار، وسيتم خلاله نقل 1500 شخص من مخيم «النيرب» الذي يقطن فيه نحو عشرة آلاف لاجئ فلسطيني، الى مخيم «عين التل» الذي يضم حالياً ستة آلاف شخص ويبعد 20 كيلومتراً من المخيم الاول، وذلك بهدف تخفيف الكثافة السكانية في «النيرب». ولدى انتهاء المرحلة الاولى التي انطلقت العام 2002، تم امس تسليم 300 عائلة تضم 1500 فرد، الشقق السكنية المخصصة لهم. وجالت السيدة اسماء في ارجاء المشروع، واطلعت على ما يضمه من خدمات وبنى تحتية ومناطق خدمية ومنشآت للمعوقين وأخرى للرياضة وروضة اطفال ومدرسة ثانوية ومكتبة. وتعتبر سورية من اكبر المساهمين في تمويل هذه المرحلة بمبلغ قدره 6.5 مليون دولار، اضافة الى مساهمات من الحكومات الكندية والسويسرية والاميركية. وشكرت المفوضة العامة ل «وكالة الاممالمتحدة لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (اونروا) كارين ابو زيد سورية لأنها ساهمت في «إحداث تحول في الظروف المعيشية لنحو ستة آلاف لاجئ فلسطيني بتزويدهم السكن الآمن والتحسينات الكبيرة في الصحة العامة». وأشارت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ديالا الحاج عارف الى «الارادة السياسية في سورية التي منحت اللاجئ الفلسطيني مزايا المواطن السوري، باستثناء حق العودة عندما يستطيعون (الفلسطينيون) ويتمكنون» من الرجوع الى ديارهم. وقالت: «عندما يمنح الفلسطيني هويته الشخصية ويكتب عليها (فلسطيني - سوري)، فهذا تماماً يؤكد اننا لم نفكر للحظة بموضوع التوطين». واعتبر المدير العام ل «الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين» علي مصطفى المشروع مثالاً يحتذى لكل المناطق، داعياً الى «دعم موازنة الوكالة للاستمرار في تأدية مهمها وتقديم خدماتها وبرامجها الاساسية ومشاريعها المهمة والحيوية لكل اللاجئين الفلسطينيين ومخيماتهم حتى تحقيق عودتهم الى ديارهم». وتتضمن المرحلة الثانية من المشروع اعادة بناء مخيم النيرب وتطوير ساحاته العامة واستخدامها في النشاطات التجارية والترفيهية. أم رجب الاسود (من مدينة حيفا) واحدة من المستفيدات مع اولادها الثلاثة المتزوجين من المشروع، وهم جميعاً انتقلوا للعيش في اربعة مساكن تبلغ مساحة كل واحد منها 150 متراً مربعاً بدلاً من شقة صغيرة بأربع غرف كانوا يملكونها في «النيرب». تقول ام رجب: «زوجي توفي قبل اربعة اعوام، واضطررت لتزويج اولادي الثلاثة في شقتي السكنية التي تفتقد أبسط الخدمات، وبفضل المشروع انتقل كل واحد منا للعيش في شقق واسعة مزودة بكل الخدمات التي لم نكن حتى نحلم بها». لكن كل ذلك، لم يمنعها من «الحلم باليوم الذي تعود فيه الى حيفا وشم ترابها».