أكد مرجع عسكري لبناني ل «الحياة»، أن المجموعات الإرهابية التي نصبت كميناً لدورية للجيش في جرود رأس بعلبك قبل 3 أيام، باتت عاجزة عن شن هجوم واسع كالذي قامت به في 2 آب (أغسطس) الماضي، بفعل تدابير الجيش الاحترازية لمواجهة أي احتمال، على رغم إمكان قيامها بخروق، على غرار التسلل الذي قامت به في رأس بعلبك وأدى الى استشهاد 6 عسكريين وجرح آخر. وجاء كلام المرجع العسكري في ظل تكثيف الجيش دورياته في جرود رأس بعلبك والمناطق الحدودية البقاعية مع سورية في القلمون، والتي يتمترس فيها مسلحو «داعش» و «النصرة». (للمزيد). وإذ شدد المصدر على مواصلة الجيش والقوى الأمنية ملاحقة الخلايا النائمة العائدة للتنظيمات الإرهابية في سائر المناطق اللبنانية، أوقفت وحداته أمس 11 شخصاً في بلدة عرسال البقاعية، وآخر في بلدة الضنية، للاشتباه بعلاقتهم بالتنظيمات المتطرفة أو لتورطهم في اعتداءات على الجيش أو لتواصلهم مع مطلوبين. وأكد المرجع أنه على رغم التضحيات التي يقدمها الجيش، فإن المواجهة التي يخوضها مع الإرهابيين نجحت حتى الآن في استباق أي عمل لتمددهم إلى عدد من المناطق كانوا يخططون للتمترس فيها والسيطرة عليها. وأكد المرجع ما سبق أن ذكرته المصادر القضائية عن أن الموقوفة سجى الدليمي هي زوجة أبو بكر البغدادي المطلقة، من خلال فحص الحمض النووي لابنتها هاجر التي كانت معها، وقال إن الرسالة التي ضبطت في حوزتها هي من البغدادي نفسه يطلب فيها منها العودة إليه والتراجع عن الطلاق. وأشار الى أنه أوقف مع الدليمي شخص ينتمي الى «فتح الإسلام». وكان وزير الداخلية نهاد المشنوق انتقد مساء أول من أمس تسريب نبأ توقيف الدليمي إعلامياً. وتستمر التحقيقات مع الموقوفة الثانية علا جركس التي هي زوجة أحد مسؤولي «النصرة» أبو علي الشيشاني، وسط تكتم. وكان رئيس الحكومة تمام سلام أكد أثناء ترؤسه جلسة مجلس الوزراء أمس، أن الجيش يدفع ضريبة الدفاع عن الوطن بسقوط شهدائه. وفي وقت تسربت أنباء أمس عن عودة الوسيط القطري أحمد الخطيب لمواصلة اتصالاته مع «النصرة» و «داعش» في ملف العسكريين المخطوفين لدى التنظيمين، قالت مصادر وزارية ل «الحياة» إن سلام أكد للوزراء أن الاتصالات التي جرت في الأيام الماضية في ملف العسكريين (ومنها لضمان تراجع النصرة عن قتل الجندي علي البزال) «قد تمت بموافقتي وعلمي واطلاعي»، في رد غير مباشر منه على اعتراض البعض على توسط وزير الصحة وائل أبو فاعور مع الشيخ مصطفى الحجيري كي يبذل جهده لدى الخاطفين كي يعودوا عن قرار قتل الجندي البزال. وذكّر سلام في الجلسة بأن خلية الأزمة التي يرأسها، والمكلفة من مجلس الوزراء بمتابعة التفاوض لإخلاء العسكريين، مستمرة في تحركها. وإذ جدد التأكيد على التكتم في هذا المجال، اعتبر أن «التغطية الإعلامية لهذا الملف لا تساعد في جهود الإفراج عن العسكريين». وعليه، فإن المصادر الأمنية تتجه الى حجب الأنباء عن التحقيقات مع الدليمي وجركس، نظراً الى إمكان إفادة المفاوض اللبناني من توقيفهما في عملية مبادلة العسكريين المخطوفين. على الصعيد السياسي، نقل زوار رئيس البرلمان نبيه بري عنه تأكيده أن الحوار بين تيار «المستقبل» و «حزب الله» سينطلق قبل نهاية الشهر الجاري، وأن الاتصالات في هذا الصدد لتحديد مواضيع البحث بلغت مرحلة متقدمة، وأوضح الزوار أن بري يعتبر أن أولى إيجابيات هذا الحوار هي تنفيس الاحتقان السني- الشيعي، على رغم أن الموضوع الأساسي الذي يفترض أن يتناوله هو تمهيد الطريق للتوافق على إنهاء الفراغ الرئاسي. لكن التعقيدات في هذا الأمر قد تحول دون الوصول الى نتيجة سريعة في صدده.