رحلة الذهاب والعودة"، عنوان العرض الفني لحفل افتتاح الدورة السادسة للألعاب الفرنكوفونية الذي استضافته امس مدينة كميل شمعون الرياضية، حيث تماوجت الألوان والأضواء مع قامات الفنانين والراقصين على مدى 40 دقيقة في رحلة عيد الفرنكوفونية ال20، لقاء احتضنه لبنان وحمل غنى شعبه وكنوزه الى العالم. رحلة في التاريخ عبر المناطق اللبنانية ومعالمها الخالدة واشعاعها على العالم منذ عهد الفينيقيين ونشر الابجدية من جبيل. حفل الافتتاح، الذي قدمه طوني بارود وهالة كبابي، قسم الى أربعة اقسام: فقرات موسيقية، مراسم رسمية، العرض الفني وحفلة غنائية مع السنغالي يوسو ندور. الحفل انطلق الساعة السادسة واستمر حتى الساعة الثامنة في حضور زهاء 20 الف متفرج تقدّمهم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وامين عام المنظمة الفرنكوفونية السنغالي عبدو ضيوف والأمير البير دوموناكو ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة والرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس حكومة فرنسا فرنسوا فيون والوفد المرافق ووزراء وممثلون فرنكوفونيون ووزراء ونواب حاليون وسابقون وسفراء دول وديبلوماسيون وفعاليات اقتصادية اجتماعية وثقافية وفنية ورياضية. في الساعة السادسة دخل رئيس الجمهورية ارض الملعب واستعرض ثلّة من الحرس الجمهوري وعزفت له موسيقى التعظيم، ثم توّجه الى المنصة الرسمية وصافح كبار الحضور وعزفت موسيقى الجيش وقوى الامن الداخلي النشيد الوطني اللبناني، ثم انشدته فرقة الفيحاء بعدها جسد الكشافة مع حملة الاعلام شعار الألعاب ثم دخل المغامر مكسيم شعيا وغرس علم الفرنكوفونية في وسط الملعب وحث الشباب على الايمان بلبنان وبقدراتهم. وافتتح وفد النيجر الذي نظمت بلاده النسخة الخامسة من الألعاب، عرض الوفود ال 42المشاركة وحظي الوفد اللبناني، الذي حمل علمه بطل الجودو رودي حشاش، آخر الداخلين بصفته الدولة المنظمة بترحيب حار ووقف له الحضور. ثم كانت كلمة لضيوف حيا فيها نجاح لبنان وشعبه الحيوي والشجاع الذي دأب على تخطي المحن ودعا الرئيس سليمان الى اعلان افتتاح الدورة. ولفت الرئيس سليمان في الكلمة التي القاها باللغتين الفرنسية والعربية الى الحدث الرياضي الثقافي الذي يعكس صورة مشرقة لازمت لبنان منذ عهده بالحياة ومن بيروت ام الشرائع حاضنة معهد الحقوق والثقافات الواسعة اعلن باسم الجمهورية اللبنانية افتتاح الالعاب. واختتمت المراسم البروتوكولية بتلاوة بطلة كرة الطاولة تيفين مومجوغوليان قسم المتبارين والحكم الدولي علي صباغ قسم الحكام والفنيين. الحفل الفني بعنوان "رحلة الذهاب والعودة" بدأ في الساعة السابعة والربع وقادت الرحلة المتفرجين من جبيل مهد الابجدية إلى طرابلس وعهدها المملوكي وقلعة سان جيل على صوت عبد الكريم الشعار ورقص صوفي لفرقة الدراويش، الى وادي القديسين قاديشا الذي تربض على منكبيه اهدن وبشري ترافقه تراتيل سريانية لجوقة جامعة سيدة اللويزة، الى بعلبك جوبيتير وباخوس والدبكة اللبنانية، وعنجر وقلعتها الأموية تواكبها آلة الدودوك الأرمنية، الى الشوف بيت الدين ودير القمر والامير فخر الدين سلطان البر والبحر والأمير بشير الشهابي وأميرات الجبل، فصيدا الصيادين وزهر البساتين العاصية على الفاتحين غنتها موسيقى احمد قعبور، إلى صور المصدرة اليسار واوروبا ملكتين الى قرطاج... والقارة القديمة حملتهما قوارب فينيقية عبرت اليم والأمواج العاتية. وما حمله لبنان الى العالم وتفاعل معه يعود الى بيروت ام الشرائع، بيروت التعدد، التنوع والانفتاح، الى بيروت "ست الدنيا" تبسط ذراعيها مرحبة بالعالم انشدتها برقّة وحنو الفنانة ماجدة الرومي قبل ان ينضم اليها الفنان السنغالي يوسو ندور لينشدان معاً بالعربية والفرنسية اغنية الدورة "نحن اصدقاء العالم" المقتبسة بتصرف من مسرحية قدموس الشعرية للشاعر سعيد عقل. ومن ابحاث المؤرخ اسد سيف استوحى معدّو العمل قصة الثقافة والتنوع في بلاد الأرز، وميزة الانفتاح التي عرفها منذ الانسان الأول الذي اكتشفت آثار له في كسار عقيل في انطلياس تعود الى أربعة آلاف سنة. والتنوع الغني الذي مزجه المخرج الفرنسي دانييل شاربانتييه واعاد صوغه موسيقياً خالد مزنر مستعيناً بمقاطع واعمال فنية لعمالقة لبنانيين كالرحابنة ومارسيل خليفة وزكي ناصيف واحمد قعبور ومختارات من اعمال عبد الحليم كركلا ومساهمة عبد الكريم الشعار الى جوقتي جامعة سيدة اللويزة والفيحاء ومشاركة تانيا قسيس التي حازت جائزة خاصة في فئة الغناء في دورة ال2001 الفرنكوفونية في اوتاوا هول. على مساحة 18 الف متر مربع، وبمشاركة 1200 فنان ومؤدٍ وموسيقي تجسدت رحلة "الذهاب والعودة" من خلال الألوان والأضواء مجسمات الشاطئ والأمواج والسهل والجبل والقلاع والقصور والفسيفساء ورونق الحرف. وعلى وقع مقاطع لحنية لغبريال يارد مزينة بازياء المصممين ايلي صعب وكابي ابي راشد وكوليغرافيا ريتا هاشم تداخل التراث اللبناني مع الوان الفرنكوفونية العابقة بالحياة المترامية بين اوروبا واميركا وآسيا وافريقيا. ولعل في الصورة الخلفية لهذه الألوان والأجناس والأطياف والأعراق التي احتضنت الفنانين ماجدة الرومي ويوسو ندور في اغنية الدورة اصدق تعبير عن معاني الفرنكوفونية واهدافها وصرخة شبابها نحو المستقبل ورسالة تعبّر عنها الدورة السادسة للألعاب تحت عنوان "تنوع تضامن وتميّز – بيروت 2009"