طهران، القدسالمحتلة، أنقرة - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - نقلت ايران سياسة التحدي التي تنتهجها مع الغرب والمنطقة الى مستوى جديد أمس مع اجراء «الحرس الثوري» مناورات صاروخية واسعة يستكملها اليوم باطلاق صاروخ بعيد المدى من طراز «شهاب –3» الذي يمكن يصل مداه الى إسرائيل والقواعد الأميركية في الخليج.في المقابل، أكد نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللواء دان هارئيل ان الدولة العبرية متأكدة من عدم امتلاك الإيرانيين سلاحاً نووياً وتحرص على منع ذلك لتفادي «خطر وجودي» عليها. كما حذر هارئيل من ان دخول صواريخ مضادة للطائرات إلى لبنان قد يشعل حرباً. وفي ظل تزايد التوتر في النزاع النووي بين إيران والغرب، بعدما كشفت طهران الأسبوع الماضي، أنها تبني منشأة ثانية لتخصيب اليورانيوم، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان الى عقوبات دولية مشددة على إيران «لخنق برنامجها النووي»، فيما قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إن الديبلوماسية والعقوبات، لا العمل العسكري، هما السبيل لإقناع إيران بالتخلي عن برنامجها النووي. ورأى ان «القوة العسكرية هي لكسب الوقت فقط، ولكنها لن تقنع الإيرانيين بالتخلي عن سعيهم لامتلاك أسلحة نووية». وحذر المندوب الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية من ضرر «الضجة الغربية المصطنعة» في شأن المنشأة الجديدة، على المحادثات المرتقبة في جنيف الخميس المقبل، بين بلده والدول الست المعنية بالملف النووي لإيران. وفي ظل المخاوف الغربية من تنامي قدرة طهران على التخصيب، اكد رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي ان بلده سيبقي على مستوى تخصيب اليورانيوم عند نسبة الخمسة في المئة، اي أقل بكثير من المستوى اللازم لإنتاج قنبلة نووية. وقال نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي لصحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية ان تل ابيب «تستعد لمواجهة كل الاحتمالات» في ما يتعلق ببرنامج ايران النووي. وقال: «لئلا يُفهم أننا نوافق على العيش تحت تهديد نووي على دولة إسرائيل، سأقول بصورة بسيطة للغاية: دولة إسرائيل تعمل لكي لا تكون لدى إيران قدرة نووية «. وأضاف: «نحن نأمل بأن ينجح العالم الغربي في منع الإيرانيين من الوصول إلى قدرة كهذه، وفي حال فشله، فإن لكل دولة الحق في الدفاع عن النفس». وشدد هارئيل الذي سينهي خدمته العسكرية قريباً، على أن «ما هو صحيح حتى اليوم، هو أنه لا يوجد تهديد وجودي على دولة إسرائيل، وفي حال نجحت إيران في اقتناء قدرة نووية عسكرية، فإنه سيكون هناك احتمال لوجود تهديد» من هذا النوع. وأكد ان إيران «لم تصل لذلك بعد وآمل ألا تصل». وحذر المسؤول العسكري الإسرائيلي من أن دخول صواريخ مضادة للطيران إلى لبنان قد يؤدي إلى نشوب حرب. وقال: «سبق وأن أدخل السوريون بطاريات صواريخ مضادة للطيران إلى لبنان وتمت إبادتها». ومع انطلاق المناورات في ايران امس، قال الجنرال حسين سلامي قائد القوات الجوية ل «الحرس» ان قوة النار الصاروخية الإيرانية «تعطينا قدرة على مواجهة اي نوع من التهديد بردع دفاعي دائم». وأضاف ان «الرسالة التي نريد ان نرسلها عبر هذه المناورة الى بعض الدول المتسلطة التي تعتزم نشر الخوف، هي اننا قادرون على الخروج برد متناسب على عدائهم يتسم بالسرعة والدقة الفائقتين». وأفادت وسائل الإعلام الإيرانية أن اليوم الأول من المناورات تخلله اختبار صاروخين قصيري المدى وقاذفة صواريخ متعددة الفوهات. وأشارت الإذاعة الإيرانية الى ان «الحرس» سيختبر اليوم الصاروخ «شهاب - 3» الذي يقول مسؤولون إيرانيون ان مداه يصل الى الفي كيلومتر، ما يمكنه من الوصول إلى إسرائيل والقواعد الأميركية في الخليج. وكانت آخر مرة اختبرت ايران فيها الصاروخ اواسط العام 2008 . وأظهرت لقطات تلفزيونية صواريخ تنطلق من ارض صحراوية، مخلفة ذيولاً من الدخان. وأوردت قناة «برس تي في» التلفزيونية الإيرانية ان الصاروخين هما «فاتح» (ارض - ارض) و «رعد» البحري. من جهة أخرى، نقلت وكالة أنباء «الأناضول» عن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي يعتزم زيارة إيران نهاية الشهر المقبل، قوله ان شن هجوم عسكري على إيران سيكون عملاً «جنونياً». وقال اردوغان ان محادثاته في طهران ستتناول المشاكل الإقليمية بما فيها المسألة النووية. وأشار الى ان تركيا لعبت دوراً مهماً في ترتيب المحادثات التي تجري الخميس، مبدياً استعداد أنقرة لتقديم المزيد من المساعدة في حال طلب منها ذلك. وأضاف رئيس الوزراء التركي: «هناك دولة في الشرق الأوسط لديها أسلحة نووية ونحن نعارض بشدة وجود تلك الأسلحة» في المنطقة. وأكد اردوغان ان شن عمل عسكري ضد ايران «سيكون خطأ جداً، ومن سيرتكبون مثل هذا العمل الجنوني ليسوا وحدهم الذين سيعانون» من عواقبه.