بعد مرورمئة يوم علي الاحداث والاحتجاجات التي تلت الاعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية، يبدو أن الوضع الداخلي في ايران يسير نحو التهدئة، خصوصاً بعد اغلاق آخر فصل من فصول الانتخابات الرئاسية، بمصادقة مجلس الشوري علي التشكيلة الوزارية التي تقدم بها الرئيس محمود احمدي نجاد. وساهمت جهود بذلتها مختلف الاوساط البرلمانية والسياسية في تهدئة الاوضاع والسعي الى تنفيذ اقترحات قدمها رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، تركزت علي استعادة ثقة الشارع الايراني. وساهم تسلم صادق لاريجاني رئاسة الجهاز القضائي في تهدئة القضايا المتعلقة بسير المحاكمات لقادة اصلاحيين، بعد استبعاد القاضي المتشدد سعيد مرتضوي المعروف بعدائه للتيار الاصلاحي من منصب المدعي العام في طهران، ما أبعد وقائع المحاكمات عن شاشات التلفزيون. واتخذ صادق لاريجاني اجراءات ادت الى خفض التوتر في الشارع، فيما ساهم مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي في الحد من مخاطر التهم الموجهة الى المعتقلين، عندما برأ زعماء الاصلاحيين وتحديداً المرشحين مير حسين موسوي ومهدي كروبي من تهمة الارتباط بالخارج، واستبعد ان تكون احتجاجاتهما محاولة ل «تقويض النظام السياسي». لكن ذلك لم يحل دون انتكاسات خصوصاً عندما حاول التيار الاصلاحي التذكير بحضوره في الشارع واستعراض عضلاته في «يوم القدس»، مع حرصه على ان يكون هذا العرض مؤشراً الى استمرارية التيار مكوناً اساسياً من مكونات النظام وداعماً مستمراً لمبادئ الثورة. وأبلغت مصادر مطلعة «الحياة» ان «اجتماعاً مهماً» ضم المرشد ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام منتصف الشهر الجاري، تم خلاله تقييم الاوضاع والاحداث المتعلقة بالانتخابات الرئاسية الاخيرة. وأشارت المصادر الى «قرارات إيجابية» خرج منها الاجتماع، لتهدئة الأوضاع وإعادة الثقة الى الشارع، ما أدى الى لقاء بين رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني والمرشح الخاسر مهدي كروبي قبل يومين من تظاهرة «يوم القدس» ووعد لاريجاني بمتابعة قضية المعتقلين في سجن كهريزك، اضافة الي ملفات المعتقلين من الاصلاحيين، في مقابل سعي المرشحين موسوي وكروبي الى تهدئة الاوضاع، خصوصاً ان النظام لا يرغب في ان تنتقل الاحتجاجات الى الجامعات بداية العام الدراسي الجديد . وتحدثت مصادر إلى «الحياة» عن تلقي رفسنجاني ضوءاً اخضر من المرشد لتشكيل لجنة في اطار مجمع تشخيص مصلحة النظام، تضم شخصيات «دينية معتدلة» و «سياسية» من اجل تحقيق المصالحة الوطنية باعتبار ان «ايران مقبلة على «استحقاقات خارجية مهمة» اهمها العلاقة مع الولاياتالمتحدة والحوار مع الدول الست حول الملف النووي. وفي خطوة لافتة، عارض المرشد محاولات لإخراج اية الله دستغيب المؤيد للإصلاحيين من مجلس خبراء القيادة بعد انتقادات وجهها الاخير اليه. وشدد المرشد على «احترام الرأي الآخر ولو كان معارضاً». وتحاول شخصيات سياسية مثل المرشح الخاسر محسن رضائي اعادة النظر في العملية الانتخابية من اجل ضمان عدم تكرار ملابساتها والتأكيد على شفافية اكبر في الاستحقاقات الانتخابية، بما في ذلك انتخابات مجلس خبراء القيادة التي صبّ الاصلاحيون اهتماهم عليها.