قرر مجلس الوزراء اللبناني تشكيل اللجنة الوزارية لإعداد مشروع البيان الوزاري، برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام وعضوية الوزراء : بطرس حرب، علي حسن خليل، محمد فنيش، جبران باسيل، وائل ابو فاعور، نهاد المشنوق وسجعان قزي، على أن تعقد أولى جلساتها السادسة مساء اليوم في السراي الكبيرة. وخرج الوزراء في اول جلسة عقدها المجلس امس في بعبدا، برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان وحضور سلام والوزراء، بأجواء ايجابية وأجمعوا في مداخلاتهم على ضرورة توفير أعلى درجات التعاون والانفتاح. واعتبر سليمان ان «الحكومة الجديدة جيدة ومن افضل الحكومات بتركيبتها لأنها تعبّر فعلاً عن طبيعة الحياة اللبنانية والنظام اللبناني وفيها مشاركة من الجميع ولا يوجد فيها أي أمر يشير الى تعطيل او غيره». وقال وزير الاعلام رمزي جريج بعد انتهاء الجلسة ان رئيس الجمهورية افتتح الجلسة بالترحيب بالوزراء، وأنه اشار الى «أن أحد عشر شهراً كانت فترة طويلة لتأليف حكومة وللمواطن الحق في سؤالنا عن التأخير في تشكيل حكومة كما يجب أن تكون الحكومات في لبنان». ولفت الى أن هذه «الحكومة صنعت في لبنان مكرراً ما كان يقوله دائماً أنه بعد عشرين سنة من وجود سوري كان يساعد في تأليف الحكومات وقبل ذلك نحو عشرين سنة حروباً داخلية وانقسامات وتعطيلاً دستورياً وتعطيل مؤسسات ولو بشكل متقطع ولكنها كانت موجودة، فأتينا من جديد لنقيم دولة ونؤلف حكومات وننتخب مجالس ونسن قوانين وننفذ مشاريع، وهذا ما تهيبته عند انتخابي رئيساً وسألت نفسي هل سنعرف أن نمارس ديموقراطيتنا بشكل صحيح، هل سنحسن الالتقاء مع بعضنا بعضاً من دون مساعدة الآخرين؟». وقال: «هذه الحكومة يجب أن تكون مثالاً للجميع مفاده أنه يمكننا الاتفاق على الاستحقاقات ويمكننا الوصول الى مكان في الوسط شرط ان نخفّض قليلاً سقف المطالب والتحديات». وأبدى سليمان أمله بأن «نكون تعلّمنا من فترة الشهور المنصرمة وألا يكون الوقت على رغم ذلك ذهب سدى، لأن بلدنا لا توجد فيه مشكلة «الربيع العربي» ولا المشكلة الموجودة في سورية ولا أحد تالياً يريد تغيير النظام في لبنان ولا سبب للاشتباكات والارتباكات الامنية في لبنان باستثناء ما يسمى بالارهاب وهو عالمي». أضاف: «إن الحكومة عمرها قصير والمطلوب منها كثير، الامن بدرجة اولى»، موجهاً «الشكر للأجهزة»، ولافتاً الى «أهمية مساعدتها وتأمين التغطية والاحتياجات لها». وشدد على «ضرورة تأمين البيئة الدستورية للاستحقاقات المقبلة وفي طليعتها الاستحقاق الرئاسي واستحقاق الانتخابات النيابية وكذلك مواكبة المبادرات الاقليمية والدولية الهادفة الى تأمين الاستقرار في لبنان ودعم الأعباء لمواجهة النزوح من سورية». وإذ اشار سليمان الى شبكة الامان السياسية المبنية على اعلان بعبدا، لفت الى «تلاحق الازمات والحوادث الامنية من تعديات على الجيش وانفجارات وسيارات مفخخة وطرابلس تنزف أيضاً، حيث عقدت اجتماعات للمجلس الاعلى للدفاع واجتماعات وزارية مع القادة الامنيين لمعالجة الامور، والجيش وقوى الامن ضبطوا الكثير من المجرمين والمرتكبين». وقال: «في هذه الاثناء، ظهر اعلان بعبدا، والمجموعة الدولية التي اتخذت قرارات مفيدة للبنان وستليها مؤتمرات تكميلية في فرنسا، وإيطاليا وألمانيا، وقمة نتائج هذه المجموعة ظهرت بالمساعدة السعودية الاستثنائية للجيش اللبناني، وقيمتها 3 بلايين دولار». ووضع رئيس الجمهورية مجلس الوزراء في لمحة عن تطور الوضع الاقتصادي وتحسن معدل النمو مجدداً وانخفاض نسبة التضخم. ولفت الى «مشكلة البطالة بسبب النزوح»، مشيراً الى أن «الوضع المصرفي يبقى النقطة المضيئة من حيث الودائع واحتياط العملات»، داعياً الى «تفعيل الدورة الاقتصادية وتنشيط القطاعات خصوصاً ان الاقتصاد اللبناني يتميز بسرعة النهوض». ودعا سليمان الى «السرعة في تسلم الوزارات وأن يكمل كل وزير ما بدأه سلفه وأن يعيد الاعتبار الى دور المدير العام للوزارة بحيث لا يطغى وجود المستشار على هذا الدور». ولفت الى «رغبة قوية لعقد جلسات في المقر الخاص لمجلس الوزراء وتكثيف عدد الجلسات»، مشيراً الى أن «على الحكومة التزام تصريف الاعمال بالمعنى الضيّق الى حيث نيلها الثقة، خصوصاً أن المتوقع منها كثير، على رغم عمرها القصير، من مشاريع وخطط ومشاريع قوانين أبرزها اللامركزية الادارية ودورات التنقيب عن النفط». ثم تكلم الرئيس سلام فأكد أن «تأليف الحكومة على رغم الوقت الطويل الذي استغرقه، ترك أثراً ايجابياً وارتياحاً في البلد. وهذه الحكومة هي صناعة لبنانية وكانت ولادتها معجزة، حتى ولو أنها لن تتمكن من تحقيق المعجزات». وأضاف: «ان طموح هذه الحكومة توفير الامن، وإذا كانت الاجهزة الامنية تقوم بواجباتها، فإنها تحتاج دائماً الى الغطاء السياسي الذي توفره الحكومة والذي يجب أن يواكبه أيضاً خطاب سياسي ومواقف بناءة من مختلف القوى السياسية». ولفت سلام الى انه «بسبب أن عمر هذه الحكومة لن يكون طويلاً، يجب على أعضائها ان يكونوا انتقائيين في معالجة امور وزاراتهم وتحديد اولوياتها، وفي مقدمة أولويات هذه الحكومة معالجة الوضع الناتج من النازحين، والوضع المالي وموضوع تصحيح الرواتب والاجور وسواها من المواضيع الملحّة التي تحتاج الى التعاون بين الوزراء». حوار وأكد جريج رداً على اسئلة الصحافيين انه «لم يتم الخوض في العناوين العريضة للبيان الوزاري ابداً. وأن انجاز البيان سيتم في سرعة قصوى». وعما اذا كانت الاجواء اجواء تلاقٍ، اجاب: «جداً. وكانت ايجابية وتميّزت بالتعاون، فالجو الذي سمح بتأليف الحكومة انعكس في داخل مجلس الوزراء». هل ستُعقد اللجنة الوزارية للبيان الوزاري غداً (اليوم)؟ أجاب: «سيبلغوننا بذلك». وقبيل الجلسة، عرض سليمان وسلام الوضع العام وجلسة مجلس الوزراء .