حينما أتحدث عن «نشاط الطلاب» تعود بي ذاكرتي البسيطة إلى زمن الطفولة مع جيل عبقري في فكره.. بناءً في أساليبه المتنوعة في تأسيس العقول وإثرائها بالعلوم والمعارف. عن طريقها عرفت أنني أنتمي إلى أجمل وطن.. عن طريقها ارتسمت ملامح مستقبلي فخرجت بمعرض «خواطر» التشكيلي واعتلى ابن الجيران أحمد الخجول أعتى المنابر كأجمل شاعر. أتعلمون ما أداة ذلك الجيل؟ هي تفعيل نشاط الطلاب بخطط واثبة لصناعة مجد أمة تنهض على فكر أبنائها وإبداعاتهم. لست هنا متباكياً على ذلك الزمن إنما هو لإبراز تجربة ناجحة مّر بها مواطن بسيط يتمنى أن أبناء وطنه بالمدارس يستمتعون بها. نشاط الطلاب يا سادتي .. هو نزهة تربوية تعليمية هادفة ومنظمة يشرف عليها قادة تربويون.. هو بكل بساطة أسلوب تربوي رائع لتعزيز قيمة معينة لدى الطلاب أو تحذيرهم عن أمور قد يقعون في حبالها. نشاط الطلاب أسلوب تعليمي رائع يخرج الطالب عن رتابة التعليم البدائي الممل الذي يصبح أسيراً لكرسي خشبي طارد لمقومات الفكر والإبداع. أحبائي.. من خلال رأيي المتواضع أن المدرسة التي لا تعير التعليم اللاصفي اهتماماً هي سجن فكري رتيب. هي دور كتاتيب تئن تحت وطأة الروتين القاتل. هناك بعض الأصوات وللأسف تنادي بعدم فاعلية نشاط الطلاب داخل أروقة المدارس، وبحسب رأيها أنه سبب رئيس لإرباك العملية التعليمية. وهذه الأصوات عادة ما تربك المشهد العام متناسية أن هناك تربية قبل التعليم، ثم تعود من جديد تصرخ بصوت نشاز هناك خلل في تربية أبنائنا. هناك تواطؤ من المدارس، ويشتكون العبث وعدم الاحترام والفوضى في الحياة اليومية، متناسية أنها هي من أعاق بناء الفكر وتعزيز قيم لن تستطيع أي قوة تحقيقها إلا عن طريق غرسها في المدارس، وهذا بلا شك من مهام «نشاط الطلاب «بعدها عليك تقويم نفسك بالأسئلة الآتية: - من هو المعلم؟ هل تبهجك العنصرية بأشكالها؟ ماذا تفعل إذا رأيت العبث بالشارع؟ هل الأمر يعنيك؟ وهكذا.. اطرح سؤالاً، ثم ابحث عن الإجابة في الشارع. وبعدها سترى أن الحل سيعود بك إلى إلزامية تفعيل برامج وفعاليات «نشاط الطلاب» وإعطائه المساحة الكافية لصناعة مجتمع شامخ حر حضاري يسهم في إعادة التأريخ من جديد. رئيس النشاط الطلابي في «تعليم بيشة»