رأى رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري أن «سلوك طريق التفاوض الذي أسست له إيران أكد أنه الخيار الصحيح الذي يفتح أبواب الحلول السياسية للمشكلات، وهو الأمر الذي يعكس نفسه إيجابياً على المسألة السورية التي انفتحت أمامها أبواب جنيف -2 وأقفلت بالأمس، وإن استبعدت إيران إعلامياً منها فإن المفاوضات الحقيقية هي تلك الجارية بعيداً عن الأعين في أمكنة ليست بعيدة عن المواقع المتلفزة». وقال بري خلال مشاركته في جلسة افتتاح المؤتمر التاسع لاتحاد مجالس دول منظمة التعاون الإسلامي في قصر المؤتمرات في طهران صباح أمس: «كنا أول من دعا منذ اندلاع المسألة السورية إلى اعتماد طريق الحل السياسي، ورسمت مفاوضات خمسة + 1 الإيرانية معالم الحل للملف النووي الإيراني، ونرى كسباً للوقت وحقناً للدماء أن مفاوضات خمسة زائد اثنين أي اجتماع روسيا والولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية وتركيا زائد الصين والاتحاد الأوروبي والأطراف السورية قادر على صياغة الحل وإنتاجه من الشعب». وشدد بري على أن «الإرهاب في أساسه رسمي ويشكل إرهاب الدولة الذي مارسته وتمارسه إسرائيل منطلقاً لتحدي كل القرارات والمواثيق والأعراف الدولية سواء في الإصرار على الاحتلال المباشر للأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية، والعدوانية المتمثلة بحصار المناطق واحتلالها من الخارج، والمحاولة المستمرة لتغيير ملامح فلسطين». وتحدث عن «أن هذا الإرهاب الرسمي التكفيري الذي لم يتم وضع حد له على المستوى الدولي، ولم يحاكم أو يحرم واستعمل الفيتو في كثير من الحالات كي لا تنجح الأممالمتحدة في إدانته شجع اليوم على بروز الإرهاب الآخر التكفيري الديني والمذهبي المقتبس، بل إنه نسخة طبق الأصل عنه». وقال: «اجتاح هذا الإرهاب الجديد الحياة المدنية في أقطارنا، واغتال وارتكب حفلات الإعدام الجماعية، وفخخ وفجر دور العبادة وأماكن الأفراح ودورة الحياة اليومية في العراق وسورية واليمن ومصر ولبنان وصولاً إلى المغرب العربي». وإذ رأى أن «أغلب هذا الإرهاب هو رسمي بامتياز وله رعاية دولية وإسرائيلية»، دعا المؤتمر البرلماني الإسلامي إلى «إدانة كل أشكال الإرهاب الإسرائيلي ومصادر تمويل وتسليح المجموعات الإرهابية، والعمل لإقرار عقد إسلامي لمنع الاستثمار على الإسلام والتشريع، والتزام تبني قرار الأممالمتحدة الذي رعته منظمة المؤتمر الإسلامي في شأن مكافحة التعصب والتنميط السلبي والوصمة والتمييز والتحريض على العنف، والترحيب بالأمر الملكي السعودي بتحريم الانتماء إلى تيارات متطرفة ومعاقبته». وفي مسألة الشرق الأوسط والأسلحة النووية، قال: «نلمس باستمرار خصوصاً على خلفية استهداف مسعى إيران لاستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، أن وراء كل هذا الأمر إبقاء التفوق الإسرائيلي، لذلك يجب أن يكون هناك ردع من قبلنا جميعاً لجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي». ودعا إلى «تشكيل لجنة تبحث في الأسس الصالحة لقيام سوق إسلامية مشتركة ومناطق للتجارة الحرة وموانئ اقتصادية، والنظر في تشغيل قوة العمل الإسلامية». وتمنى أن «تسهم الانتخابات البرلمانية في العراق إسهاماً مؤكداً في ترسيخ العملية الديموقراطية وقيام دولة القانون ودعم الجهود للقضاء على الإرهاب»، معرباً عن سروره لأن «الكويت خرجت من أزمتها البرلمانية بعد الانتخابات التشريعية وإقرار نتائجها من قبل المحكمة الدستورية وترؤسها للاتحاد البرلماني العربي». وتوقّع أن «يتمكن المجلس النيابي اللبناني من تشريع قانون جديد للانتخابات». وأكّد أن «استقرار الموقف في الشرق الأوسط وتطوير الحياة السياسية وتعزيز العمل المشترك بين دولنا سيبقى متوقفاً على مسألتين جوهريتين هما استعادة سورية لعافيتها وخروجها من دوامة العنف، وتحقيق أماني الشعب الفلسطيني واستعادة القضية الفلسطينية، واستعادتها مكانتها على أعلى جدول أعمال منظمة التعاون الإسلامي ودولها، وعلى أعلى جدول أعمال جامعة الدول العربية وأعضائها بدلاً من أن نتهم بعضنا البعض كمسلمين ونتوزع أحزاباً وشيعاً ومذاهب». وحيا بري «إيران التي دفعت مهر صمودها في الحروب التي أشعلت ضدها، وكذلك بمواجهة الحصار والحروب الديبلوماسية والاقتصادية المتواصلة إلى اليوم، ومرشد ثورتها الإمام السيد علي خامنئي ورئيسها الشيخ حسن روحاني ومجلس الشورى الإسلامي ورئيسه علي لاريجاني الذين كانوا معه وقت الضيق والذين اعتبروا مقاومتنا وما زالوا فعل إيمان وانتصروا لها وبها ولنا وما زالوا». وهنّأ «إيران على ما تحققه في المفاوضات الديبلوماسية حول الملف النووي». وأكد روحاني أن «الإرهاب مصيبة مستشرية وعابرة للحدود، وأن العنف الذي يحصل تحت شعار محاربة الإرهاب هو ممارسة مستنكرة». وعقد بري على هامش المؤتمر سلسلة لقاءات مع كل من: رئيس الاتحاد البرلماني الدولي عبد الواحد الراضي، رئيس البرلمان العربي أحمد محمد الجروان، رئيس المجلس النيابي العراقي أسامة النجيفي، رئيس المجلس الاتحادي الإماراتي أحمد المر، رئيس المجلس القطري محمد بن مبارك الخليفي، رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون ورئيس المجلس النيابي الأردني عاطف الطراونة.