اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي أدى القسم الدستوري أمام مجلس الشورى (البرلمان) أمس، الولاياتالمتحدة ب «اختلاق مبررات لمواجهة» إيران بسبب برنامجها النووي، كما دان «وجود مجموعات إرهابية وتدخلات أجنبية في سورية». وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن «وفوداً من اكثر 60 دولة» وتنظيم حضرت مراسم أداء القسم الدستوري، ضمّت 11 رئيس دولة ورئيسَي وزراء و7 رؤساء برلمانات وآخرين، إضافة إلى «ضيفين خاصين» هما رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد وخافيير سولانا، المسؤول السابق للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، وممثلين عن «حزب الله» اللبناني وحركتَي «حماس» و «الجهاد الإسلامي» الفلسطينيتين. وبين الرؤساء المشاركين، اللبناني ميشال سليمان والأفغاني حميد كارزاي والباكستاني آصف علي زرداري، لكن سُجِّل غياب الرئيس الإيراني الإصلاحي السابق محمد خاتمي، بعد غيابه أيضاً عن مصادقة المرشد علي خامنئي على رئاسة روحاني السبت. وكان حيدر مصلحي وزير الاستخبارات في حكومة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، أعلن منع خاتمي من حضور المراسم، «بسبب دوره» في «فتنة 2009» التي تلت انتخابات الرئاسة. وأفادت وكالة «فارس» بأن سولانا التقى علي أكبر ولايتي، مستشار خامنئي للشؤون الدولية. وكان سولانا قال لصحيفة «شرق» المؤيدة للإصلاحيين إن «انتخاب روحاني يؤذن بحقبة جديدة في المفاوضات النووية، وعلى الجانبين إدراك منافع الظروف الجديدة»، مضيفاً: «تفاوضنا لسنوات مع روحاني. انه سياسي متبصر وصاحب رؤية، ورجل يمكن التوصل إلى اتفاق معه. سيكون قادراً على الدفاع عن مواقف ايران، لكنه يدرك أيضاً أن المفاوضات عملية يجب أن يؤخذ فيها الطرفان في الاعتبار». روحاني والحلقي واجتمع روحاني مع رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي الذي سلّمه رسالة من الرئيس بشار الأسد. ونسبت الرئاسة الإيرانية إلى روحاني قوله إن «ايران تدين وجود مجموعات إرهابية وتدخلات أجنبية في سورية»، معرباً عن «أمله بأن تشهد قريباً سلاماً واستقراراً دائمين». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن روحاني تشديده على أن «العلاقات الراسخة والاستراتيجية والتاريخية التي تربط بين الشعبين والبلدين الصديقين والمبنية على أسس التفاهم والمصير المشترك وتلبية طموحات وتطلعات الشعبين، لا يمكن أي قوة في العالم أن تزعزعها أو تنال منها». وأكد «دعم ايران الثابت والراسخ لسورية، حكومة وشعباً، لإعادة الاستقرار ومواجهة التحديات ودعم جهود الإصلاح السلمي للأزمة». واعتبر أن «ما يحدث الآن في سورية هو خطة فاشلة لإسقاط محور المقاومة والصمود والممانعة للخطط الصهيو – أميركية، من خلال دعم الإرهاب والتكفيريين». الحلقي الذي أعلن أيضاً أنه يحمل رسالة من الأسد إلى خامنئي، أفادت «سانا» بأن الرسالة التي سلّمها إلى روحاني من الرئيس السوري تشدد على «تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، في جميع المجالات والإرادة المشتركة لمواجهة الخطط الغربية والأميركية وأدواتها في المنطقة التي تستهدف إضعاف محور المقاومة». وكان روحاني قال خلال لقائه رئيس البرلمان الكوري الشمالي كيم يونغ نام إن «الضغوط الغربية على طهران تتعارض كلياً مع حق ايران في امتلاك تكنولوجيا نووية سلمية»، وزاد: «تختلق أميركا والغرب مبررات دوماً لمواجهة الدول التي يعتبرانها غير صديقة، في وقت تخضع كل المنشآت النووية الإيرانية إلى رقابة وتفتيش من الوكالة الدولية للطاقة الذرية». روحاني الذي أفادت وكالة «فارس» بأنه سيعقد مؤتمراً صحافياً هذا الأسبوع، التقى زرداري، معرباً عن أمله ب «بدء عهد جديد من العلاقات، تسودها المحبة والصداقة، بين ايران والعالم ولا سيما دول الجوار». وأفادت «فارس» بأن نجاد «وجّه رسائل إلى رؤساء 76 دولة، لمناسبة انتهاء ولايته»، أكد فيها «أواصر الصداقة والمودة معها». ونقلت عنه انه بدأ عمله في جامعة «إيرانيان» الدولية التي أسسها حديثاً. وأشارت «فارس» إلى أن نجاد سلّم رئيس القضاء صادق لاريجاني رسالة تكشف أصوله المالية بعد انتهاء ولايتيه، وتفيد بأنه جدّد منزلاً قديماً بحيث بات 4 شقق، بمساعدة من عائلته وقروض مصرفية. نتانياهو ومع أداء روحاني القسم الدستوري، ذكّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأن الرئيس الإيراني قال خلال «يوم القدس» الجمعة الماضي إن إسرائيل «جرح في جسد العالم الإسلامي». وأضاف نتانياهو خلال جلسة للحكومة: «رئيس ايران تغيّر، ولكن الغاية التي يسعى النظام الإيراني إلى تحقيقها لم تتغيّر، وهي تطوير قدرة وأسلحة نوويَّين، لتدمير دولة إسرائيل». إلى ذلك، وجّه 76 عضواً في مجلس الشيوخ الأميركي رسالة إلى الرئيس باراك أوباما تطلب تشديد العقوبات النفطية على ايران، و «تعزيز صدقية خيارنا باستخدام القوة العسكرية، في وقت نستكشف في شكل كامل تسوية ديبلوماسية لنزاعنا معها». وتأتي الرسالة بعد أيام على تمرير مجلس النواب الأميركي قراراً يشدّد العقوبات على النفط الإيراني. ويُرجَّح أن يصادق مجلس الشيوخ على نص مشابه، في أيلول (سبتمبر) المقبل. في لندن، نقلت وكالة «رويترز» عن «مصدر حكومي» أن بريطانيا «تأخذ بجدية شديدة» مزاعم باحتمال أن تكون «عناصر في ايران» خطفت البريطاني من اصل إيراني عباس يزدي الذي اختفى في دبي في حزيران (يونيو) الماضي.