التقى الشاعران العراقيان المشاركان في مهرجان الجنادرية عدنان الصائغ وعبدالرزاق الربيعي للمرة الأولى منذ 20 عاماً، على منصة ملتقى الوعد الثقافي، الذي أقام لهما أمسية شعرية، بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون بالدمام، ومعهما ضيف شرف الأمسية الروائي الجزائري أمين الزاوي، وأدارها الشاعر حسين آل دهيم، الذي قال في مستهل الأمسية: «إلى جواري تنتصب قامتان شعريتان من تجارب الثمانينات المهمة في شعر العراق الحديث، وكل له مريدوه ونصه الذي يشير إليه، يتشابهان في التعاطي مع المشهد الثقافي... لم يلتقيا منذ العام 1996 على منصة، والوعد الثقافي يجمعهما جناحي محبة ورسل الشعر للعالم، ويبدو أن ذلك ديدن الوعد، إذ سبق له أن جمع سيف الرحبي وقاسم حداد في هذا المكان بعد 20 عاماً من تشعب الحياة بينهما، كما احتفى بتجربة الشاعر محمد جبر الحربي بعد غيابه عن المنابر 20 عاماً أيضاً». وفي الأمسية صدحت الموسيقى وجاء صوت العود بالعراق والحنين إليه لدقائق على يد الفنان محمد راشد، ثم بدأت الجولة الأولى بالصائغ وقرأ نصوصاً قصيرة مكثفة حازت إعجاب الجمهور منها «محنة؛ يا عراق/ أنْ تظلَّ المحاصَرَ من كلِّ جَنْبْ/ وتظلَّ المطارَدَ من كلَّ حَدْبْ/ وتظلَّ دماكَ - بكل العصور- تراق». وقدّم آل دهيم بعدها الروائي الدكتور أمين الزاوي معرفاً به وبنتاجه: «صدرت للزاوي عشر روايات، خمس منها كتبت بالفرنسية وخمس باللغة العربية، له مجموعتان قصصيتان، كما شارك في الكثير من الفعاليات عربياً وخارج المنطقة العربية، وحل بيننا في يوم القصة العالمية». ثم تحدث الزاوي عن تجربته الروائية وعن الرواية العربية بشكل خاص، وعن الجوائز وما يعتريها من شبهات، وعن غياب التراث فيها إلا في ما ندر. ودار حوار مع الزاوي، ما أوجد أفقاًَ أرحب لقراءة المنجز الجزائري روائياً، منوهاً ببعض الأسماء المهمة والحاضرة في المشهد الثقافي الجزائري. بعدها عادت الموسيقى بمقطوعات آسرة لعبدالحليم حافظ، غنى الجمهور معها حتى توقف العازف على تصفيق حار من الجمهور. قرأ بعدها الشاعر الربيعي شعراً من ديوانه الأخير «خذ الحكمة من سيدوري» ومن تجربته السابقة، وأهدى صديقه الكاتب حسين الجفال قصيدة قال فيها: وطن/ أبعد ضفدعاً/ عن طمى بركة/ ليرى جدولاً رائعا/ بعد نصف نهار بكى/ وشكى ذائعا/ لا تفرط/ بأدنى وطن/ ولو كان مستنقعا». في الجولة الثانية قرأ الصائغ من ديوانه «تحت سماء غريبة» الذي تميز في نقد الحال السياسية في العراق، والإرهاب الذي يذهب بدماء العراقيين من دون تقدير لقدسية حياة الإنسان وكرامته، وبرع الصائغ في الحديث عن منفاه، وتزداد الآه في حضوره حد الفجيعة. وعاد الربيعي لنصوص تستدعي الأسطورة والحب معاً، ووفق في إيصال قصيدته للجمهور مع تميز في الإلقاء وصفاء اللغة. وكرّم بعدها الشاعر علي الدميني الضيوف، ووقّع بعض الحاضرين كتباً جلبوها للكتاب منتهزين وجودهم الثمين في المنطقة.