عشية معاودة إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، مفاوضاتها في فيينا اليوم، بحثاً عن تسوية نهائية تطوي هذا الملف الشائك، بعدما أبرم الجانبان اتفاق جنيف في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، شكك مرشد الجمهورية علي خامنئي في نجاح المفاوضات، وشنّ هجوماً عنيفاً على الولاياتالمتحدة، مذكّراً ب «ماضيها الأسود». ووصل إلى فيينا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي يرأس الوفد المفاوض لبلاده، مشدداً على «أهمية ضمان حقوق الشعب الإيراني، خلال محادثات الاتفاق النهائي» مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا). واعتبر أن «تصريحات أميركية في شأن المحادثات، لا تساعد على بناء الثقة بين الجانبين»، لافتاً إلى «ضرورة وجود إرادة سياسية مع حُسن نيات لتسوية الملف النووي الإيراني». ونبّه ظريف إلى أن «الشعب الإيراني لن يسمح أبداً لأي بلد بأن يرسم له مصيره ويملي عليه ما يجب فعله»، مضيفاً: «سيتواصل المسار وسيثمر نتائج، ولو من دون دعم الولاياتالمتحدة. وإذا لم ينجح، سيعود كل شيء كما كان». وزاد: «في الظروف الحالية، محادثاتنا مع أميركا تقتصر على الملف النووي، ولكن لا نخاف التطرّق إلى مسائل أخرى». وذكّر بأن خامنئي «يحدد الخطوط الكبرى» لسياسة طهران في الملف النووي، وتابع: «ليس علينا أن نتوقف عند كل خطوة ونطلب إذناً» في شأن المفاوضات. وفي طهران، ذكّر خامنئي بتصريحات أدلى بها قبل أشهر قائلاً: «بعض أعضاء الحكومة السابقة، وكذلك الحكومة الحالية، يتصوّرون أن المسألة ستُسوّى إذا تفاوضنا مع أميركا حول الملف النووي. وبسبب إصرارهم على التفاوض في شأن هذا الملف، لم أعارض الأمر، ولكني أكدت في الوقت ذاته أنني لست متفائلاً». وأشار إلى «مؤشرات لعدم التفاؤل»، معدّداً «تصريحات سخيفة ومهينة أدلى بها مسؤولون أميركيون ضد الشعب الإيراني». واعتبر أن «الملف النووي هو ذريعة ليس إلا للولايات المتحدة في عدائها لإيران»، مضيفاً: «إذا افترضنا تسوية الملف النووي وفق رغبة الأميركيين، سيثيرون قضايا أخرى، كما نشهد الآن، إذ يتحدث ناطقون باسم الإدارة الأميركية عن مسائل مثل حقوق الإنسان والقدرات الصاروخية والدفاعية لإيران». وسأل: «ألا يخجل الأميركيون عندما يتشدقون بصلافة بحقوق الإنسان، بسبب كل الفضائح التي طاولتهم؟». واستدرك خامنئي أن «العمل الذي بدأته وزارة الخارجية ومسؤولون حكوميون في المفاوضات النووية، سيستمر، وإيران لن تنكث بتعهداتها، ولكن ليعلم الجميع أن العداء الرئيس لأميركا هو مع الثورة (الإيرانية) والإسلام، ولن ينتهي مع المحادثات» النووية. وانتقد «محاولات بعضهم تجميل صورة أميركا، ليزيل عنها البشاعة والعنف، وإظهار أن إدارتها حريصة على الشعب الإيراني وأنها مُحبة للإنسان». وشدد على أن هذه المحاولات «لن تفضي إلى نتيجة»، مذكراً ب «الماضي الأسود» للولايات المتحدة.