فجعت مدينة عكا (شمال إسرائيل) فجر أمس بحادث مأسوي أودى بحياة خمسة أشخاص فلسطينيين يقطنون في البلدة القديمة، بينهم طفلة في السادسة من عمرها، وذلك في أعقاب انفجار بالون غاز أو ربما مواد تفجير تحت مبنى من ثلاث طبقات سوّاها بالأرض لشدة الانفجار. كما أصيب في الانفجار 10 أشخاص بإصابات متفاوتة. وعمّ الحزن المدينة، بسكانها العرب واليهود، وعلت تكبيرات المساجد وقرعت أجراس الكنيسة حزناً وشلّت الحياة في أعقاب إعلان إضراب عام في مدارس المدينة ومحالها التجارية. والضحايا هم أفراد عائلتين: زوج وزوجته، وزوجان آخران وطفلهما. وعملت طواقم الإنقاذ والإطفاء ساعات كثيرة لانتشال الضحايا وأكثر من عشرة مصابين وغيرهم ممن لم يلحق بهم أذى، من تحت الركام. وتحقق الشرطة الإسرائيلية في ظروف الحادث، وتستبعد أن يكون نجم عن عطل، بل أنه من فعل فاعل خلفيته جنائية مردها نزاع بين الجيران وصاحب المبنى على نصب هوائيات لشركات خليوية في الطبقة الثالثة منه، وادعاء المعارضين بأنها تسببت بمرض خبيث لسكان الحي. وأشارت الشرطة إلى أن محاولات حرق الهوائيات وقعت في الماضي. وبغض النظر عما ستسفر عنه تحقيقات الشرطة، اتهم أهالي المدينة العرب الشرطة بتقاعسها في ردع المجرمين، وفي الآن ذاته الحكومة وتحتها السلطة المحلية بإهمال البلدة القديمة وعدم صرف الأموال اللازمة لترميمها. ويقول بعض الأهالي إن المبنى الذي سقط نتيجة الانفجار وتصدُّعَ عدد من المباني المجاورة ما كانا ليحصلا بهذا الحجم من الضرر لو تم ترميم المباني، وبعضها شيِّد قبل أكثر من مئة عام، مشيرين إلى أن القدر حال دون وقوع عدد أكبر من القتلى. وقال النائب جمال زحالقة في بيان أصدره، إن ما وقع «جريمة خلفها مجرمون نعرف بعضهم ونجهل بعضهم، لكن الذين نعرفهم بالتأكيد هم السلطة محلياً وقطرياً». وأضاف أن الحكومة تقوم بترميم المباني في البلدات القديمة وتقويتها، «لكن في عكا السلطة لا تقوم بواجبها بترميم البيوت لمصلحة سكانها، لا بل تمنعهم من تقوية بيوتهم».